مصر: اتهامات لـ«الإخوان» بـ«التحريض» ضد قانون «مخالفات البناء»

الحكومة طالبت المواطنين بسرعة التصالح

TT

مصر: اتهامات لـ«الإخوان» بـ«التحريض» ضد قانون «مخالفات البناء»

طالت اتهامات مصرية جماعة «الإخوان» التي تصنفها سلطات البلاد «إرهابية»، بسبب «(تحريض عناصر الجماعة) ضد قانون حكومي بشأن (التصالح في مخالفات البناء)». وبينما قالت دار الإفتاء المصرية، أمس، إن «الجماعة حشدت أتباعها عبر منصاتها الإعلامية لإصدار الفتاوى التي تهاجم القانون، وتصور الأمر على أنه (مخالفة شرعية)»، أكد برلمانيون أن «قنوات (الإخوان) تروج الإشاعات حول القانون لتحقيق أهداف سياسية».
وتحدد الحكومة المصرية 30 سبتمبر (أيلول) الجاري، آخر موعد لتقنين أوضاع «البنايات المخالفة». وجددت الحكومة دعواتها للمواطنين بـ«سرعة التقدم للتصالح في المخالفات». وقال المستشار نادر سعد، المتحدث باسم رئاسة مجلس الوزراء المصري في تصريحات متلفزة مساء أول من أمس، إن «الدولة المصرية لن تتوانى عمَّن تقاعس عن التقدم للتصالح في مخالفات البناء».
وتواصل السلطات المصرية «جهودها لمواجهة البناء (غير المرخص) عبر (الإزالة الفورية) لبعض البنايات، أو التصالح مع الدولة، لوقف (زحف) العشوائيات في البلاد». وسبق أن دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أكثر من لقاء رسمي إلى «توقيف مخالفي البناء، للتقليل من ظاهرة البناء المخالف والمساكن العشوائية».
ووفق المؤشر العالمي للفتوى التابع لدار الإفتاء، أمس، فإنه «رصد ما يقرب من 1500 مادة إعلامية، تنوعت بين الفتاوى، والمقالات، والمداخلات، والمنشورات على منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بالجماعة، وتحدثت جميعها عن قانون التصالح في مخالفات البناء»، لافتاً إلى أن «هذه المواد هاجمت القانون وجرته إلى مساحة (المخالفة الشرعية)، في محاولة لصرف نظر الناس عن هدف القانون الوطني».
وأوضح المؤشر أن «منصات الجماعة أظهرت أقصى درجات المعاداة للدولة المصرية بنشر هذه الفتاوى والتحليلات، وتصوير الأمر على أنه اعتداء على حقوق المواطنين، وليس تنظيماً لعملية البناء والقضاء على العشوائية، في محاولة من عناصر الجماعة لتصدير رأي ديني»، مؤكداً أن «مواقع الجماعة كرست خطابها فقط للانتقاد، مطوعة كل أدواتها لمحاولة (التشويه)، وهدم كل الإصلاحات التي تقوم بها الدولة المصرية».
وأشار مؤشر «الإفتاء المصرية» إلى أن «من أهم أدبيات (الإخوان) العلاج بالعنف، وأن الحل الوحيد من وجهة نظر مؤسسيها ومنتسبيها يكمن في المواجهة العنيفة»، مستدلاً على ذلك بأن «30 في المائة من المادة المرصودة عبر منصات الجماعة خلال الأيام الماضية، والتي كانت عن قانون مخالفات البناء، جاءت (محرضة) على المواجهة (العنيفة) مع الدولة» بحسب المؤشر.
ووفق الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء المصري، فإنه «تم توجيه كافة إدارات الدولة بمنح فترة سماح لمدة شهرين للمواطنين لاستكمال واستيفاء المستندات الباقية لهم لطلب التقدم على التصالح في مخالفات البناء»، موجهاً «المحافظين بمراجعة قيم التصالح في المحافظات، وفي حالة سداد المواطن لقيمة مسبقاً قبل التخفيضات، فإن ما تم سداده سيكون جزءاً من قيمة التصالح»، مشيراً في تصريحات له أول من أمس، إلى أن «الأجهزة التنفيذية لن تهدم بيتاً مأهولاً بالسكان».
وكانت وزارة التنمية المحلية المصرية قد أصدرت في مايو (أيار) الماضي، قراراً بـ«وقف إصدار التراخيص الخاصة لمدة 6 أشهر، والتي تتعلق بإقامة أعمال البناء أو توسعتها أو تعليتها أو تعديلها أو تدعيمها للمساكن الخاصة في القاهرة الكبرى والإسكندرية وجميع المدن الكبرى، لحين التأكد من توفر الاشتراطات البنائية والجراجات».
من جهته، قال النائب محمد عطية الفيومي، عضو مجلس النواب المصري (البرلمان)، إن «قنوات (الإخوان) تبث الإشاعات حول مخالفات البناء، من أجل تحقيق أهداف سياسية»، مؤكداً أن «التصالح في مخالفات البناء لصالح المواطن المصري من أجل القضاء على العشوائيات».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».