الحكومة اللبنانية تُطمئن الأهالي قبل العودة إلى المدارس

تأكيد إصابة وزير الخارجية بـ«كورونا»

جانب من مستشفى إيطالي ميداني في بلدة الحدث اللبنانية (أ.ف.ب)
جانب من مستشفى إيطالي ميداني في بلدة الحدث اللبنانية (أ.ف.ب)
TT

الحكومة اللبنانية تُطمئن الأهالي قبل العودة إلى المدارس

جانب من مستشفى إيطالي ميداني في بلدة الحدث اللبنانية (أ.ف.ب)
جانب من مستشفى إيطالي ميداني في بلدة الحدث اللبنانية (أ.ف.ب)

يواصل عداد «كورونا» تسجيل أرقام مرتفعة في لبنان لا تقلّ عن الـ400 حالة يومية، وذلك في وقت أعلنت فيه وزارة التربية افتتاح المدارس في الثامن والعشرين من شهر سبتمبر (أيلول) الحالي.
وفي هذا الإطار، قالت مستشارة رئيس حكومة تصريف الأعمال، بترا خوري، إنه «في شهر فبراير (شباط) الماضي، كان إغلاق المدرسة ضرورياً؛ لأنه لم نكن نعرف الكثير عن (كوفيد – 19)، لكننا تعلمنا الآن أن الأطفال هم أقل عرضة للإصابة بالعدوى، وأقل عرضة للمرض بشدة عند الإصابة»، وأن «الأطفال يلعبون دوراً رئيسياً في انتقال الفيروس».
وأضافت خوري في تغريدة لها على حسابها على «تويتر»، أن «إغلاق المدارس أدى إلى تفاقم الفوارق بين الطبقات الاجتماعية والاقتصادية المختلفة. كما كانت للتعلم عن بعد آثار سلبية على تعليم الأطفال وصحتهم العقلية ونموهم الاجتماعي، وأدى عدم القدرة إلى الوصول على الأجهزة الإلكترونية وضعف شبكة (الواي فاي) إلى الحد بشكل كبير من التعلم عن بُعد». وطمأنت خوري الأهالي إلى أن الأطفال «يتكيفون بسهولة، خصوصاً عندما يقوم البالغون بالتصرف كقدوة تحتذى»، قائلة «نحن نعلّم أطفالنا ربط أحذيتهم، ويمكننا تعليمهم ارتداء كمامة وتطبيق التباعد الاجتماعي. واجبنا هو حثهم للعودة إلى المدرسة بأمان قبل تاريخ إعادة الافتتاح. حتى الآن، لم تتم ملاحظة أي حالات تفشٍ كبيرة في المدارس التي احترمت تدابير السلامة الوقائية».
هذا، وكان تفقد وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال، حمد حسن، كلاً من مركزي الترصد الوبائي والخط الساخن للاستفسار عن «كورونا» التابعَين للوزارة.
وتوجه حسن إلى الموظفين والمتطوعين بالقول، إن مواجهة كورونا «معركة مستمرة في الوقت الحاضر، وقد لا يكون البدل المالي في ضوء تراجع سعر العملة الوطنية متكافئاً مع المجهود الذي يتم بذله، إلا أن التراجع أمام هذه المحنة أمر غير ممكن»، مضيفاً «علينا الاستمرار في المرحلة المقبلة التي لن تخلو من صعوبة والاستفادة مما تم تحصيله من خبرات في المرحلة السابقة لتلبية الواجب الوطني ونداء الاستغاثة المجتمعية».
من جهة أخرى وفيما خص انتشار الوباء، أعلن المكتب الإعلامي لوزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال، شربل وهبه، أن نتيجة اختبار الـ«بي سي آر» الذي أجراه جاءت إيجابية، وذلك بعد اختبار أولي أول من أمس احتاج إلى تأكيد، ومذاك يخضع الوزير وهبه إلى الحجر الصحي لأسبوعين.
وفي المناطق، أعلنت خلية متابعة أزمة «كورونا» في قضاء طرابلس، في نشرتها اليومية، تسجيل خمسين حالة إيجابية جديدة في الساعات الأربع والعشرين الماضية، كما أفاد رئيس مصلحة الصحة في الشمال جمال عبدو، بأن «نتائج فحوص الـ(بي سي آر) التي أجريت لـ81 مواطناً كانوا حاولوا التوجه بطريقة غير شرعية من طرابلس إلى قبرص اليونانية، وتم حجرهم في فندق المعرض المخصص للحجر الصحي بعد إعادتهم، جاءت كلّها سلبية».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.