تخوّف في اسكتلندا وويلز من قانون السوق الداخلية البريطانية بعد «بريكست»

رئيسة الوزراء الاسكتلندية نيكولا ستورجون (أرشيف – أ.ف.ب)
رئيسة الوزراء الاسكتلندية نيكولا ستورجون (أرشيف – أ.ف.ب)
TT

تخوّف في اسكتلندا وويلز من قانون السوق الداخلية البريطانية بعد «بريكست»

رئيسة الوزراء الاسكتلندية نيكولا ستورجون (أرشيف – أ.ف.ب)
رئيسة الوزراء الاسكتلندية نيكولا ستورجون (أرشيف – أ.ف.ب)

قالت السلطات المحلية في اسكتلندا وويلز إن مشروع قانون السوق الداخلية الذي أعدته الحكومة البريطانية لعرضه على مجلس العموم، والذي اعترف أحد الوزراء بأنه يخالف القانون الدولي بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «بريكست»، يهدد وحدة المملكة المتحدة من خلال إضعاف سلطات مقاطعات ويلز واسكتلندا وآيرلندا الشمالية.
ففي ظل التوازن الدستوري الدقيق للمملكة المتحدة، تتمتع البرلمانات والحكومات المحلية في اسكتلندا وويلز وآيرلندا الشمالية بصلاحيات في مجالات مثل التعليم والصحة والأمن والعدالة.
ووصف رئيسة الوزراء الاسكتلندية نيكولا ستورجون، زعيمة الحزب الوطني الاسكتلندي المؤيد للاستقلال، مشروع القانون الجديد بأنه «هجوم مباشر على نقل السلطة» من لندن إلى المقاطعات، من شأنه أن يسرق السلطات من إدنبره وكارديف وبلفاست. وتوقعت أن يؤدي ذلك إلى تعزيز موقف المطالبين باستقلال اسكتلندا، وفق وكالة «رويترز».
وقالت: «لا يتعلق الأمر بالاستقلال في مقابل الوضع الراهن لنقل السلطة، بل يتعلق بالاستقلال باعتباره الطريقة الوحيدة لحماية البرلمان الاسكتلندي من التقويض وتآكل سلطاته». ووصفت حكومة رئيس الوزراء بوريس جونسون في لندن بأنها متهورة ولا تتمتع بمبادئ في عملها.
وفي ويلز، قال جيريمي مايلز، المستشار العام ووزير الانتقال الأوروبي: «تخطط حكومة المملكة المتحدة للتضحية بمستقبل الاتحاد من خلال سرقة السلطات من الإدارات المحلية المفوضة. إن مشروع القانون هذا هجوم على الديمقراطية وإهانة لشعوب ويلز واسكتلندا وآيرلندا الشمالية الذين صوتوا لصالح نقل السلطة في مناسبات عديدة».
في الموازاة، قال وزير التجارة الفرنسي فرانك ريستر إنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق ينظم العلاقات التجارية بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بعد «بريكست»، مادامت لا ترغب في القبول بالقواعد التي تضمن العلاقات المنصفة مع الاتحاد.
وفي مقابلة مع صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية قال الوزير الفرنسي إن أي اتفاق محتمل للتجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا سيكون شاملا وقابلا للتطبيق ولن يسمح بأي إغراق مالي أو اجتماعي لأي طرف، ويتضمن حق سفن الصيد التابعة لدول الاتحاد الأوروبي بالدخول إلى المياه البريطانية.
يذكر أن الحكومة البريطانية ستعرض اليوم مشروع قانون تنظيم نقل السلع في الأسواق الداخلية بعد «بريكست» وزوال مفاعيل القوانين الأوروبية، وهو ما اعتبر كثيرون أنه يحصر السلطات في يد لندن على حساب المقاطعات.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».