كشف حسام الدين الجبابلي، المتحدث باسم الحرس الوطني (وزارة الداخلية)، عن معطيات جديدة حول العملية الإرهابية التي استهدفت دورية أمنية، أول من أمس، بمنطقة القنطاوي في محافظة سوسة، وأكد أن التحقيقات الأمنية قد شملت أكثر من 40 شخصاً لهم علاقة بالمجموعة التي نفذت العملية الإرهابية، وجرى تمديد احتجاز 7 أشخاص؛ من ضمنهم شقيقان وزوجة أحد منفذي العملية، الذين تم القضاء عليهم من قبل رجال الأمن خلال المواجهات المسلحة في سوسة.
وبشأن هويات العناصر الإرهابية الثلاثة الذين تم القضاء عليهم، أكد المصدر نفسه أن اثنين منهم شقيقان أحدهما يعمل بورشة نجارة، وعمره 25 سنة، والثاني يعمل بالتكوين المهني ومن مواليد سنة2001 أي إن عمره لا يزيد على 19سنة. أما العنصر الثالث فهو من مواليد سنة 1990 من سكان ولاية سليانة (وسط تونس).
من جهة أخرى، أعلن تنظيم «داعش»، أمس الاثنين، عبر وكالة «أعماق» الإخبارية، تبنيه الهجوم الذي نفذ أول من أمس في مدينة سوسة وأودى بحياة أحد عناصر الحرس الوطني. واكتفى تنظيم «داعش» بإعلان مقتل أحد أفراد القوات الأمنية في الهجوم الذي نفذه «مقاتلون» من التنظيم، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل. وفي ساعة مبكرة من صباح أول من أمس، هاجم رجال في سيارة بسكين عناصر من الحرس الوطني قرب منطقة القنطاوي السياحية في مدينة سوسة، ما أدى إلى مقتل أحدهم وإصابة آخر بجروح خطيرة. والهجوم الجديد على الشرطة في المدينة التي سبق أن شهدت هجوماً دامياً هز البلاد في عام 2015، يأتي بعد 3 أيام من تولي الحكومة الجديدة الحكم إثر توتر سياسي شهدته تونس.
وكشف الجبابلي عن تفاصيل المواجهات المسلحة التي دارت بين قوات الأمن التونسية والعناصر الإرهابية، مؤكداً أنهم إثر القيام بعمليتي الدهس والطعن استولوا على أسلحة جنود الحرس الوطني، ولاذوا بالفرار بواسطة السيارة التي استعملوها، وانتقلوا إلى أكودة القريبة من منطقة القنطاوي السياحية (سوسة)، فتمت ملاحقتهم ثم محاصرتهم في إحدى المدارس، وتبادلوا إطلاق النار مع وحدات الأمن، إلى أن تم القضاء على ثلاثتهم، واستعادة السيارة التي استعملوها في العملية الإرهابية وكذلك أسلحة عناصر الحرس، وأيضاً مجموعة من السكاكين وعدد من الهواتف الجوالة.
إلى ذلك، اعتقلت الوحدات الأمنية بمدينة القلعة الكبرى التابعة لمحافظة سوسة امرأة تونسية نشرت تدوينة على صفحتها الخاصة بموقع للتواصل الاجتماعي، وذلك إثر استنكارها الإسراع في القضاء على الإرهابيين علاوة على تشكيكها في العملية الإرهابية بمجملها.
على صعيد متصل، عدّ مختار بن نصر، العميد المتقاعد من الجيش التونسي والرئيس السابق لـ«اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب»، (حكومية)، أن العملية الإرهابية التي وقعت أول من أمس في منطقة سوسة (وسط شرقي تونس)، كانت عملية «مبرمجة للإرباك، فالحكومة تسلمت مهامها منذ يومين».
وقال بن نصر إن الإرهابيين غالباً ما يترصدون نقاط الضعف لتسديد الضربات ضد رموز الدولة، مشيراً إلى أن وزارة الداخلية التونسية قد كشفت خلال شهر يوليو (تموز) الماضي عن مخطط خطير وتم إحباطه، وتوقع في السياق ذاته، أن «يواصل الإرهابيون محاولاتهم؛ لأن الحرب مستمرة بالنسبة لهم، وأن الحرب على الإرهاب ما زالت متواصلة». ولاحظ بن نصر أن «الوحدات الأمنية تقوم بمجهودات جبارة في التصدي للإرهابيين»، منوها بأن «الرد كان حاسماً، وهو ما يدل على اليقظة وحرفية قوات الأمن»، على حد تعبيره.
ودعا أكثر من خبير تونسي في التنظيمات الإرهابية إلى ضرورة تحديث سجلات الأمن التونسي والتعرف الدقيق على العناصر المشتبه بها، خصوصاً بعد أن اتضح أن جميعهم ليسوا مصنفين ضمن سجلات وزارة الداخلية التونسية.
في غضون ذلك، لقيت العملية الإرهابية التي شهدتها تونس استنكاراً دولياً، وأدانت الجزائر بشدة الهجوم الإرهابي، وجاء في بيان أصدرته وزارة الخارجية: «تجدد الجزائر تضامنها التام مع الشقيقة تونس ووقوفها إلى جانبها في مواجهة التهديد الإرهابي الذي لن يتمكن أبداً من النيل من عزيمتها، شعباً وحكومة، في الحفاظ على أمن البلاد واستقرارها». وأضاف البيان: «تؤكد الجزائر عزمها الراسخ على مكافحة الإرهاب ودعم المساعي الدولية والإقليمية الرامية إلى اجتثاث هذه الآفة والقضاء عليه».
تونس: منفذو العملية الإرهابية غير مصنفين لدى وحدات الأمن
«داعش» يتبنى الهجوم... والشرطة اعتقلت 40 ومددت احتجاز 7 من المشتبه فيهم
تونس: منفذو العملية الإرهابية غير مصنفين لدى وحدات الأمن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة