وفاة الفنانة المصرية عايدة كامل عن عمر 89 عاماً

الفنانة عايدة كامل خلال تكريمها من قبل المركز الكاثوليكي المصري للسينما العام الماضي (وسائل إعلام مصرية)
الفنانة عايدة كامل خلال تكريمها من قبل المركز الكاثوليكي المصري للسينما العام الماضي (وسائل إعلام مصرية)
TT
20

وفاة الفنانة المصرية عايدة كامل عن عمر 89 عاماً

الفنانة عايدة كامل خلال تكريمها من قبل المركز الكاثوليكي المصري للسينما العام الماضي (وسائل إعلام مصرية)
الفنانة عايدة كامل خلال تكريمها من قبل المركز الكاثوليكي المصري للسينما العام الماضي (وسائل إعلام مصرية)

توفيت صباح اليوم (الاثنين) الفنانة المصرية القديرة عايدة كامل، عن عمر يناهز 89 عاماً. وكانت الفنانة تعاني من مشكلات صحية في المعدة والقولون، وقضت حوالي ثلاثة أسابيع بأحد مستشفيات القاهرة، إثر تدهور حالتها الصحية.
والفنانة عايدة كامل من مواليد عام 1931، ودرست اﻹذاعة في الجامعة، وحازت على درجة البكالوريوس، وعملت في السينما منذ بداية الخمسينات، ثم كرست جهودها للدراما التلفزيونية والإذاعية منذ الثمانينات. وللراحلة العديد من المشاركات البارزة في السينما والتلفزيون.
ومن أعمالها مشاركة الفنان الراحل إسماعيل ياسين في فيلمه «إسماعيل ياسين في الطيران»، ومن أعمالها السينمائية: «كرسي الاعتراف»، و«ورد الغرام»، و«الهوا ملوش دوا»، ومن أعمالها الدرامية: «القاهرة والناس»، و«السفينة التائهة»، والبرنامج الإذاعي المصري «عائلة مرزوق»، ومن المسلسلات الإذاعية: «رجل غريب»، و«الأرملة واللص».
وقالت كامل في لقاء تلفزيوني بعد تكريمها من قبل المركز الكاثوليكي المصري للسينما العام الماضي: «بدأت العمل الفني مبكراً، وكنت في عمر الخامسة عشرة... كنت بطلة فرقة الدراما مع يوسف وهبي، ثم شاركت في عمل كوميدي مع إسماعيل ياسين، وكان تحدياً كبيراً لي».
وتزوجت كامل من الفنان محمود عزمي الذي توفى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011، ولها منه ولد هو الدكتور هشام عزمي، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة في مصر.
ونعت وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبد الدايم الفنانة عايدة كامل، وقالت عبد الدايم إن فن التمثيل فقد إحدى نجماته البارزات، والتي نجحت في وضع بصمة مميزة على الشخصيات التي قامت بأدائها، وأضافت أن أعمالها ستبقى خالدة في تاريخ الفن، وتقدمت بالعزاء لأسرتها ومحبيها.



أنجي عبيد تُصالح المسافات.... من «يلّا بابا» إلى الذات

سمحت الرحلة لهما بالتعرّف إلى بعضهما البعض عن قرب (أنجي عبيد)
سمحت الرحلة لهما بالتعرّف إلى بعضهما البعض عن قرب (أنجي عبيد)
TT
20

أنجي عبيد تُصالح المسافات.... من «يلّا بابا» إلى الذات

سمحت الرحلة لهما بالتعرّف إلى بعضهما البعض عن قرب (أنجي عبيد)
سمحت الرحلة لهما بالتعرّف إلى بعضهما البعض عن قرب (أنجي عبيد)

يترك فيلم «يلّا بابا» للمخرجة اللبنانية أنجي عبيد أثراً إنسانياً عميقاً منذ لحظاته الأولى، ويُشارك حالياً في مهرجان «بيروت الدولي لسينما المرأة». يمتد الفيلم لنحو 100 دقيقة، وتدور أحداثه حول علاقة بين أبٍ وابنته التي هاجرت إلى بروكسل قبل سنوات، إذ تعود إلى جذورها، مدفوعة بالحنين، لتقدِّم لوالدها هديةً غير تقليدية: رحلة برّية من بروكسل إلى بيروت، تسترجع من خلالها ذكريات مضى عليها نحو 40 عاماً.

فالأب، منصور، كان قد خاض هذه الرحلة في شبابه، حين كان في الثلاثين من عمره، برفقة أصدقائه. واليوم، يعيد التجربة وهو في عقده السابع، ولكن هذه المرة مع ابنته أنجي.

«يلّا بابا» يحمل رسائل إنسانية ولمحة جيو سياسية (أنجي عبيد)
«يلّا بابا» يحمل رسائل إنسانية ولمحة جيو سياسية (أنجي عبيد)

يحمل الفيلم رسائل إنسانية متعددة، تسلّط الضوء على أهمية العلاقات العائلية. وتوضح أنجي، في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أن رسالتها من الفيلم تتمثل في ضرورة اغتنام الفرص للتعبير عن مشاعرنا تجاه من نحب، سواء كانوا آباء أو أمهات أو أصدقاء أو إخوة. وتضيف: «يحمل الفيلم رسائل أخرى، من بينها البعد الجيوسياسي للبلدان التي مررنا بها. وعلى المستوى الشخصي، أردت منحه فرصة، فهو شخص رائع، على الرغم من اختلاف أفكارنا سابقاً. اكتشفت أنه لطيف كنسمة، لكن وتيرة الحياة في لبنان حالت دون تقرُّبنا أحدنا من الآخر».

صوّرت أنجي الفيلم عام 2022، واستغرق نحو 3 أشهر، قطعت خلالها نحو 4 آلاف كيلومتر بالسيارة. ويتحدث العمل عن تغيّرات تسببت بها الحروب منذ 40 عاماً، وينقل واقعاً يترك علامات استفهام كثيرة حول المستقبل القريب.

وعن كيفية ولادة فكرة الفيلم، تقول: «لم تكن علاقتي مع والدي وطيدة، حتى إنّ فكرة هجرتي من بلدي كانت بهدف الابتعاد عن عائلتي. كنت لا أزال شابة، وأبحث عن الحرية والاستقلالية. في بلجيكا أكملت دراستي وحصلت على جنسية البالد. ولكن هذا البعد أثار عندي الفضول للتعرُّف إلى والدي عن قرب. اتصلت به وعرضت عليه الفكرة. وافق، وانطلقت في رحلة حوَّلتها إلى وثائقي طويل. وعندما أنجزت الفيلم، كان ردُّ فعل أبي مفاجئاً لي، فقد بكى تأثّراً، وقال لي: (لست قادراً على التكلّم، لأني متأثر جداً)».

يتنافس فيلم «يلّا بابا» مع 9 أفلام أخرى في مهرجان «بيروت لسينما المرأة». وقد عُرض للمرة الأولى في لبنان، على أن يُعرض لاحقاً في طرابلس يوم 1 مايو (أيار) في مركز «مرسح» للفنون والثقافة، بعد أن شارك في مهرجانات في بروكسل وأمستردام.

وعمّا إذا كانت تتوقع فوزه بجائزة المهرجان اللبناني، تقول المخرجة لـ«الشرق الأوسط»: «كل الأفلام المشاركة ذات جودة عالية، ولا أريد التسرّع في التوقعات، لكن إن فاز، فالجائزة ستكون لوالدي».

تحدثت أنجي عن التحديات التي واجهتها أثناء التصوير، وكان أبرزها القيادة لساعات طويلة، إلى جانب كونها مخرجة الفيلم وبطلته وابنة البطل والمسؤولة عن الفريق الفني، ما تطلّب منها جهداً كبيراً.

يبُرز الفيلم تفاصيل حميمة في العلاقة بين الأب وابنته، من مساعدته لها في تتبّع خريطة الطريق، إلى غنائه لها كما لو كانت طفلته الصغيرة، وحديثه معها عن تاريخ الأماكن التي يمرّان بها.

الأب وابنته خلال رحلة سفر برية من بروكسل إلى بيروت (أنجي عبيد)
الأب وابنته خلال رحلة سفر برية من بروكسل إلى بيروت (أنجي عبيد)

يحضر لبنان في الفيلم عبر نشرات الأخبار الإلكترونية، في حين بدت شاشات التلفاز في بعض الفنادق مجرد ديكور. أما والد أنجي، فكان يعلّق على المشاهد في البلدان المختلفة، مستعيداً ذكرياته. وفي لحظة مؤثرة، يقول لها: «لم أتخيّل أن أقوم بهذه الرحلة معك»، ويسألها عن طموحاتها، فترد: «أول قرار اتخذته في حياتي هو الزواج».

تعلق أنجي على الفجوة بين الأجيال بقولها: «بعد هذه الرحلة، فهمت تصرّفات والدي التي كنت أرفضها سابقاً. فهي نابعة من تربية وعادات لم يكن من السَّهل تغييرها».

أصعب مهمة واجهتها كانت المونتاج، إذ كان عليها الموازنة بين مدة الفيلم واختيار الحوارات والمواقف المناسبة، وهو ما تطلّب دقّة وجهداً كبيرين.

كان حلم أنجي أن تعيش لحظة من ماضي والدها، فتقول: «كنت أرغب في أن أرى بعيني ما رآه والدي في شبابه، وأختبر تجربته نفسها في السفر البرّي. لكن التغيّرات الجيوسياسية غيّرت معالم البلدان، فأفقدتنا جزءاً من تلك الذكريات». وتختم: «أعتقد أن والدي رأى في الفيلم مرآة تعكس شخصيته، وربما وافق على المشاركة فيه ليترك أثراً حياً منه يبقى مدى الحياة».