القاهرة تتابع مشروع سد «روفيجي» التنزاني لتعزيز حضورها في حوض النيل

الحكومة المصرية أكدت أن السيسي كلّف بتنفيذه على أعلى مستوى

اجتماع مصري لمتابعة مشروع سد ومحطة «جوليوس نيريري» بنهر «روفيجي» في تنزانيا... (من صفحة الحكومة المصرية)
اجتماع مصري لمتابعة مشروع سد ومحطة «جوليوس نيريري» بنهر «روفيجي» في تنزانيا... (من صفحة الحكومة المصرية)
TT

القاهرة تتابع مشروع سد «روفيجي» التنزاني لتعزيز حضورها في حوض النيل

اجتماع مصري لمتابعة مشروع سد ومحطة «جوليوس نيريري» بنهر «روفيجي» في تنزانيا... (من صفحة الحكومة المصرية)
اجتماع مصري لمتابعة مشروع سد ومحطة «جوليوس نيريري» بنهر «روفيجي» في تنزانيا... (من صفحة الحكومة المصرية)

تابعت مصر أمس مشروع إنشاء سد ومحطة «جوليوس نيريري» الكهرومائية بنهر روفيجي في تنزانيا. وقال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء المصري، إن «الرئيس عبد الفتاح السيسي كلّف بتنفيذ المشروع على أعلى مستوى، بحيث يكون معبراً عن قدرة قطاع المقاولات المصرية على إنجاز المشروعات الكبرى بأعلى جودة». فيما أكد مراقبون أن «المشروع يعزز الحضور المصري في دول حوض النيل».
وفي ديسمبر (كانون الأول) عام 2019، وقع ممثلون عن البلدين اتفاقية لتأسيس مشروع السد... ومن المقرر افتتاحه عام 2022. وقال المراقبون إن «مصر توطد علاقاتها مع دول حوض النيل، لتحقيق التكامل مع تلك الدول، عبر تنفيذ مشروعات تنموية مشتركة لصالح شعوبها دون الإضرار بأحد».
وسبق أن أكد رئيس الوزراء المصري خلال لقاء نظيره التنزاني، قاسم مجاليوا، يوليو (تموز) عام 2019، أن «مصر حريصة على دعم وتعزيز العلاقات الثنائية مع تنزانيا وتطويرها في المجالات كافة، وبما يحقق النفع المشترك لشعبي البلدين».
وعقد رئيس الوزراء المصري أمس اجتماعاً لمتابعة المشروع، بحضور وزيري الكهرباء، والإسكان، ومسؤولي عدد من الجهات المعنية. وأشار الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية بمصر، إلى أن «المشروع يهدف إلى توليد طاقة بقدرة 2115 ميغاواط، وسيتم نقل الطاقة المتولدة منه عبر خطوط جهد 400 ك فولت، على أن تدمج الطاقة الكهربائية المتولدة منه مع شبكة الكهرباء العمومية»، موضحاً أن «مشروع إنشاء محطة لتوليد الطاقة، هو محل دراسة من قبل الحكومة التنزانية منذ الستينات من القرن الماضي... وفي ديسمبر (كانون الأول) عام 2018 قامت حكومة تنزانيا بإسناد عقد إنشاء المشروع في مناقصة عالمية إلى التحالف المصري المشترك بين شركتي (المقاولون العرب) و(السويدي إلكتريك) بتكلفة 2.9 مليار دولار».
من جهته، قال اللواء محمود نصار، رئيس الجهاز المركزي للتعمير بمصر، إن سد «(جيوليوس نيريري) يتحكم في الفيضان لحماية البيئة المحيطة من مخاطر السيول والمستنقعات، ولتخزين نحو 34 مليار متر مكعب من المياه في بحيرة مستحدثة، بما يضمن توافر المياه بشكل دائم على مدار العام لأغراض الزراعة والصيد، والحفاظ على الحياة البرية المحيطة في أكبر محمية طبيعية بأفريقيا، وواحدة من أكبر المحميات في العالم».
ووفق بيان لـ«مجلس الوزراء المصري» أمس، فقد أكد نصار أن «المشروع يتكون من جسم السد الخرساني الرئيسي، بالإضافة إلى 4 سدود تكميلية لتكوين الخزان المائي بسعة 34 مليار متر مكعب، وسدين مؤقتين أمام وخلف السد الرئيسي، ومحطة التوليد الكهرومائية»، موضحاً أنه «سيتم إنشاء مجمع سكني وشبكة طرق مؤقتة ودائمة لخدمة منطقة المشروع، وإنشاء مفيض للمياه، ونفق بطول 703 أمتار، وكوبري خرساني دائم واثنين من الكباري على نهر (روفيجي)»، مشيراً إلى أنه «رغم التحديات التي يواجهها منفذو المشروع والمتمثلة بشكل كبير في حدوث أربعة فيضانات منذ ديسمبر (كانون الأول) 2019 وحتى مارس (آذار) الماضي؛ فإنه أمكن إنجاز جزء كبير من المشروع، وبلغ عدد العمالة به 5233 عاملاً، من بينهم 526 مصرياً، و3974 تنزانياً، فضلاً عن 733 عاملا أجنبياً من دول أخرى».
ويأتي تعاون مصر مع تنزانيا (إحدى دول حوض النيل) في وقت شهدت مفاوضات «سد النهضة» بين مصر والسودان وإثيوبيا تعثراً جديداً، بسبب «عدم التوصل لتوافق على دمج المسودات التي تقدمت بها الدول الثلاث بشأن (نقاط الخلاف) في (مسودة واحدة)».
وتجري مصر مفاوضات، برعاية الاتحاد الأفريقي، بهدف وضع اتفاق ملزم ينظم قواعد ملء وتشغيل «سد النهضة»، الذي تبنيه أديس أبابا على نهر «النيل الأزرق»، الرافد الرئيسي لنهر النيل. وتتمسك مصر والسودان بضرورة «الوصول إلى اتفاق قانوني ملزم، ينظم عمليتي الملء والتشغيل، بما يؤمّن مصالحهما المائية ويحد من أضرار السد، خصوصاً في أوقات الجفاف والجفاف الممتد». في حين ترفض إثيوبيا ما تصفه بـ«تقييد حقوقها في استخدام مواردها المائية».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.