استأنفت اللجنة الملكية المغربية المكلفة صياغة النموذج التنموي الجديد التي عينها العاهل المغربي الملك محمد السادس في ديسمبر (كانون الأول) 2019، لقاءاتها مع قادة الأحزاب المغربية، بعدما أوقفت لقاءاتها بسبب جائحة كورونا، بعقدها أمس جلسة استماع إلى نبيل بن عبد الله الأمين العام لحزب «التقدم والاشتراكية» المعارض والذي كان برفقة أعضاء من المكتب السياسي للحزب.
وقال مصدر في الحزب إن اللقاء تم بطلب من اللجنة، بهدف مناقشة التطورات المرتبطة بـ«كوفيد - 19» وما نتج عن الجائحة من تحديات اقتصادية واجتماعية. وحسب المصدر ذاته، عبّر رئيس اللجنة الملكية السفير شكيب بن موسى، عن رغبته في الاستماع لوجهة نظر الأحزاب للمرة الثانية، بعد جولة أولى من اللقاءات التي جرت قبل الجائحة، وذلك في سياق التشاور بشأن الأوضاع المستجدة، وتضمنيها في تقرير نهائي سيعرض على العاهل المغربي الملك محمد السادس خلال يناير (كانون الثاني) المقبل.
وقدم بن عبد الله، أمام اللجنة، تصور حزبه حول كيفية تجاوز التحديات الاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن الوضع الصحي، كما تناول اللقاء مواضيع سياسية تتصل بدور الحكومة ومكانة المؤسسات وأهمية تعزيز الممارسة السياسية.
واعتبر بن عبد الله أن الدولة يجب أن يكون لها دور أساسي في هذه المرحلة الصعبة، لتكون «رافعة للاقتصاد وحاملة لمشروع النهوض بالأوضاع الاجتماعية»، ووضع سياسة صناعية.
من جهة أخرى، أشار المصدر إلى أن بن عبد الله دعا للقضاء على «اقتصاد الريع»، ووضع سياسة لمحاربة «الهشاشة والفقر وإعمال العدالة الاجتماعية والنهوض بالثقافة»، وحث على وضع الشباب في صلب اهتمامات السياسات العمومية.
على صعيد آخر، أكد بن عبد الله أهمية احترام الحريات الجماعية والفردية، والنهوض بأوضاع المرأة.
ويعتبر لقاء اللجنة مع بن عبد الله الثاني من نوعه، بعد الجائحة عقب لقائها مع نزار البركة الأمين العام لحزب «الاستقلال»، وينتظر أن تعقد اللجنة لقاء ثالثا مع قيادة حزب «العدالة والتنمية».
وكانت الأحزاب المغربية قدمت مذكرات مكتوبة للجنة الملكية ضمنتها تصورها للنموذج التنموي، لكن الجائحة غيرت كثيرا من المعطيات الاقتصادية والاجتماعية، وفرضت تحديات جديدة، خاصة بعد الحجر الصحي الذي فرضته السلطات المغربية بين مارس (آذار) ويونيو (حزيران) الماضيين. كما عملت اللجنة على تنظيم زيارات لمناطق نائية في المغرب للاستماع للسكان وللجمعيات المحلية، لكن الجائحة أوقفت هذه اللقاءات.
وكان يفترض أن تقدم اللجنة الملكية تقريرها في غضون يونيو الماضي لكنها طلبت تمديد المهلة فوافق العاهل المغربي على تمديد الأجل إلى بداية يناير 2021.
اللجنة الملكية المكلفة النموذج التنموي تستأنف لقاءاتها بالأحزاب المغربية
بعد توقفها نتيجة جائحة «كورونا»
اللجنة الملكية المكلفة النموذج التنموي تستأنف لقاءاتها بالأحزاب المغربية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة