«مترو أنفاق» مصر يدخل على خط الإشاعات مجدداً

الحكومة نفت بيعه لشركات أجنبية

TT

«مترو أنفاق» مصر يدخل على خط الإشاعات مجدداً

طالت إشاعات ترددت في مصر، أمس، «مترو أنفاق القاهرة» مجدداً، عقب مزاعم عن بيع المرفق الذي يخدم ملايين الركاب يومياً لشركات أجنبية، ما دفع الحكومة المصرية للرد على ما تردد في بعض وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي. وقال «المركز الإعلامي لمجلس الوزراء المصري» أمس، إنه قام بالتواصل مع وزارة النقل، التي أكدت أنه «لن يتم خصخصة مرفق (مترو الأنفاق) بوصفه ملكاً أصيلاً للدولة وللشعب المصري وسوف يستمر كذلك».
والمترو، يُعد وسيلة مواصلات أساسية لغالبية المصريين، نظراً لأنه ينقل المواطنين في فترة وجيزة عبر العاصمة المصرية، ويبرز كمنقذ للوقت كثيراً خصوصاً في أوقات التكدس المروري.
ووفق بيان «مجلس الوزراء المصري» أمس، فإنه «تم توقيع عقد إسناد تشغيل وصيانة الخط الثالث لـ(مترو الأنفاق) لإحدى الشركات الفرنسية، وذلك بهدف الاستفادة من خبراتها في مجال تشغيل وصيانة أنظمة النقل». وشددت «النقل» في هذا الصدد على «سعي الدولة المصرية خلال الفترة الحالية، لتحقيق طفرة كبيرة في هذا القطاع، الذي يخدم ملايين الركاب يومياً».
ورفعت «النقل المصرية» أسعار تذكرة المترو للخطوط الثلاثة تزامناً مع افتتاح المرحلة الرابعة من الخط الثالث للمترو (هارون - عدلي منصور) أغسطس (آب) الماضي. وقال مصدر في وزارة النقل إنه «تمت مراعاة البعد الاجتماعي للمصريين خلال الزيادة الأخيرة».
ويشار إلى أن «مترو الأنفاق» بات وسيلة نقل مهمة للموظفين الرسميين، والطلاب، والعمال، والبسطاء، منذ أواخر ثمانينات القرن الماضي، بخطوطه الثلاثة (المرج - حلوان)، و(شبرا - الجيزة)، و(العباسية– عدلي منصور).
ويصارع رواد «مترو الأنفاق» الزحام يومياً للذهاب إلى أعمالهم، معظمهم يرتدي الكمامة، ويحرص على التباعد الاجتماعي، وفق إجراءات «المترو» الاحترازية لمنع انتشار فيروس «كورونا المستجد». وقالت الخمسينية نبيلة حسن، التي تعتمد على «المترو» في تنقلاتها: «تعودنا على شائعة بيع المترو كل فترة، لدرجة أننا لم نعد نصدق ذلك»، مضيفة لـ«الشرق الأوسط»، أن «مجرد إطلاق شائعة مثل هذه، تثير القلق لدى أغلب الأسر، خصوصاً مع ما يتبعها من مزاعم عن زيادة أسعار التذاكر عقب بيع المرفق». فيما دعا العشريني محمد علاء، إلى «عدم تصديق ما يتم ترديده على بعض صفحات التواصل، والتي غالباً ما يكون لأصحابها نيات سياسية».
وتنتشر أنباء على بعض مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع إعلامية، بعضها موالٍ لجماعة «الإخوان» التي تعدّها السلطات المصرية «إرهابية»، تتعلق بالأوضاع المعيشية في مصر؛ لكن سرعان ما يتم نفيها رسمياً ويتبين عدم صحتها. وقال المصدر في «النقل» نفسها، إن «الإشاعات التي تطال (مترو الأنفاق) كل فترة، لها أغراض معينة، تهدف إلى التعتيم على الإنجازات التي تحدث في المرفق».
فيما تناشد «النقل» وسائل الإعلام ومرتادي مواقع التواصل الاجتماعي، تحري الدقة والموضوعية ‏في نشر الأخبار والتواصل مع الجهات المعنية للتأكد، قبل نشر ‏معلومات لا تستند إلى أي حقائق، وتؤدي إلى بلبلة الرأي العام، وإثارة غضب المواطنين.
وقالت «النقل المصرية» أمس، إن «الشركة الفرنسية سوف تعتمد على عمالة مصرية بنسبة لا تقل عن 90%، ولا تمتلك أي صلاحيات في تحديد سعر تذكرة الرحلة، بالإضافة إلى أنها ستُدخل نظاماً جديداً للتشغيل، يضمن خفض الخسائر والوصول إلى نقطة تعادل مصروفات التشغيل والصيانة، لإجمالي الإيرادات كمرحلة أولى، يليها تحقيق إيرادات مناسبة يتم استغلالها في سد جزء من تكلفة البنية الأساسية للمرفق، للتخفيف عن عاتق الدولة، كما ستقوم الشركة بتأسيس معهد تدريب للعاملين بالمترو، وكذلك توفير جميع قطع الغيار التي يتطلبها الخط الثالث لـ(مترو الأنفاق) طوال فترة العقد».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.