الأرقام المرعبة

نعم لغة الأرقام جافة ولا تعرف العواطف أو الميول؛ لذلك عندما تتناقش حول أي قضية تسلح بالأرقام، فهي التي ستسند وجهة نظرك ولن يكون بمقدور أحد اتهامك بالتحيز أو الوقوف مع جهة ضد أخرى أو التجني على أحد.
والأرقام تقول إن نادي الاتحاد الذي تأسس عام 1927 هو بطل دوري أبطال آسيا مرتين متتاليتين وكأس كؤوس آسيا مرة والخليج والعرب مرة والسوبر المصري السعودي مرتين والدوري السعودي 8 مرات وكأس الملك 9 مرات وكأس ولي العهد 8 مرات وكأس الأمير فيصل 4 مرات.
هذا النادي شهد 14 إدارة في آخر 13 سنة و12 مدرباً منذ ست سنوات، أي منذ 2014، ما بين أجنبي ومحلي مؤقت، ووصلت ديونه إلى أكثر من ثلاثمائة مليون ريال سعودي تم دفعها بالكامل من خلال مبادرة ولي العهد الذي دفع كامل ديون الأندية السعودية بما يزيد على مليار وربع المليار من الريالات، وتم منح الأندية عقود ثمانية أجانب ثم سبعة، وأيضاً عقود مدربين على أعلى المستويات، علماً بأن إدارات نادي الاتحاد السابقة أيضاً قامت بإقالة 17 مدرباً من 2009 وحتى عام 2015 ما بين وطنيين وأجانب، فيما مر على العميد مدربون عالميون ومحليون وتمت إقالتهم أمثال الأرجنتيني غابرييل كالديرون، والسعودي حسن خليفة، والأرجنتيني أنزو هيكتور، والبرتغالي مانويل غوزيه، والبرتغالي توني أوليفيرا، والبلجيكي ديمتري، والسعودي عبد الله غراب (فترتين)، والسلوفيني ماتياس كيك، والإسباني راؤول كانيدا، والإسباني بينات سانجوس، والمصري عمرو أنور (فترتين)، والأوروغواياني خوان فيرسيري، والسعودي خالد القروني، والروماني فيكتور بيتوركا، والكرواتي بيليتش، والتشيلي سييرا (فترتين)، والآن البرازيلي فابيو كاريلي الذي يطالب البعض بإقالته أيضاً.
لا أعتقد أن أي شخص في العالم لا يستطيع تشخيص مرض الاتحاد بمجرد قراءة هذه الأرقام، فناد غير مستقر لا تدريبياً ولا إدارياً ولا حتى على صعيد اللاعبين كيف يمكن له حتى أن يبقى بين الأقوياء، وأعتقد أنه نجا بفضل الله أولا ثم بفضل جماهيره، نجا من مصير أندية عالمية كانت كبيرة ثم تهاوت مثل نوتينغهام فوريست بطل أوروبا السابق وديربي كاونتي وليدز يونايتد العائد الآن للأضواء بعد طول غياب.
الاتحاد الذي يمتلك جماهير يتمناها أي ناد في العالم يستحق مستقبلاً أفضل قياساً على ماض تليد ومجيد.