فريق السبسي يعلن فوزه في انتخابات الرئاسة.. ومعسكر المرزوقي: لا أساس له

فيما أعلن حزب «نداء تونس» العلماني فوز مؤسسه ورئيسه الباجي قائد السبسي بالجولة الثانية لانتخابات الرئاسة التونسية التي جرت أمس على منافسه الرئيس المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي - قال فريق الأخير إنه «لا أساس» لإعلان فوز قائد السبسي.
وقال محسن مرزوق القيادي في «نداء تونس» ومدير الحملة الانتخابية للباجي قائد السبسي، في تصريحات: «بعد غلق مكاتب الاقتراع، المؤشرات التي لدينا تفيد بفوز الأستاذ الباجي قائد السبسي في الانتخابات الرئاسية».
لكن عدنان منصر، مدير الحملة الانتخابية للمرزوقي، عد في مؤتمر صحافي، أن «لا أساس لما صرح به مسؤول حملة قائد السبسي بأن هناك فوزا واضحا» للأخير. ونقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية أنه «قد يحتسب الفارق بين الرجلين بآلاف الأصوات وليس بعشرات أو مئات الآلاف من الأصوات».
وتوافد الناخبون بوتيرة متصاعدة على قرابة 11 ألف مركز اقتراع موزعة على 27 دائرة انتخابية في جولة الحسم بين السبسي والمرزوقي في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية. وحسب آخر المؤشرات، تجاوزت نسبة الإقبال 53 في المائة. ووفق توقعات مختلفة، فإن نسبة الإقبال المسجلة في الدور الأول للانتخابات الرئاسية والمقدرة بنحو 61.8 في المائة قد لا تسجل خلال الدور الثاني لضعف إقبال الفئات الشابة على مراكز الاقتراع ولتردد الناخبين في منح أصواتهم لأحد المرشحين.
وأعلن شفيق صرصار، رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، أنه من المنتظر التعرف على أول رئيس تونسي في تاريخ الجمهورية الثانية، منتخب بشكل مباشر من الناخبين، في حدود الساعة الثامنة من مساء اليوم.
وسيطرت على يوم التصويت ما تداولته وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي عن هجمات إرهابية استهدفت مراكز التصويت، غير أن الأجهزة الأمنية والعسكرية سرعان ما فندتها وأكدت تأمين مراكز الاقتراع بالكامل، معتبرة أن العملية الانتخابية تسير بشكل طبيعي. ونفى محمد علي العروي، المتحدث باسم وزارة الداخلية التونسية، الطابع الإرهابي للهجوم على مركزي اقتراع في مدينتي القيروان وسليانة.
وجندت تونس قرابة 100 ألف عنصر أمن لتأمين الانتخابات. كما جندت قرابة 88 ألفا بين مراقب من التونسيين والأجانب لمتابعة العملية الانتخابية، من بينهم قرابة 31 ألف مراقب يمثلون المرزوقي، و27 ألفا يمثلون الباجي.
وتحدثت معلومات أولية عن إحباط مخطط إرهابي لاغتيال السبسي، وقالت إن وحدات أمنية توجهت بكثافة إلى محيط مقر إقامته بالعاصمة التونسية. لكن قياديين في الحركة نفوا صحة خبر محاولة الاغتيال، وأكدوا في المقابل أن التعزيزات الأمنية التي توجهت إلى مقر إقامة الباجي كانت على سبيل الاحتياط لا غير.
وبشأن سير العملية الانتخابية خلال الساعات الأولى بعد فتح مراكز الاقتراع، قال شفيق صرصار، رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات، إن العملية الانتخابية «انطلقت كما يجب»، مؤكدا تلافي جميع النواقص المسجلة خلال الانتخابات البرلمانية والرئاسية في دورها الأول. وجدد صرصار دعوته لاحترام النتائج التي ستفرزها العملية الانتخابية مهما كانت.
وأكد مهدي جمعة، رئيس الحكومة خلال تأدية واجبه الانتخابي، أن العمليتين الإرهابيتين اللتين جرى الحديث عنهما في ولايتي القيروان وسليانة (وسط تونس) هما «محاولتان يائستان لإرباك المسار الانتخابي، وقال إن الوحدات الأمنية والعسكرية على أهبة الاستعداد للتصدي لكل محاولة تهدف إلى إرباك المسار الانتخابي»، داعيا التونسيين إلى الإقبال بقوة على مراكز الاقتراع.
وأدلى المرزوقي بصوته في مركز الاقتراع بالقنطاوي (سوسة)، وبعدها أدلى بكلمة أكد من خلالها ضرورة توجه التونسيين إلى مكاتب الاقتراع والقيام بواجبهم الانتخابي، وقال: «مستقبلنا جميعا بهذه الانتخابات، ويجب علينا جميعا قبول نتائجها بكل نزاهة وروح رياضية، وأن يكون الفائز رئيسا لكل التونسيين، وأن نضع اليد في اليد جميعا بعد الانتخابات لنواصل المسيرة». لكنه نبه إلى مخاوف مقبلة جراء سيطرة حركة «نداء تونس» على مختلف المؤسسات الدستورية، ودعا إلى قطع طريق قصر قرطاج أمام السبسي حتى لا «يتغول» حزبه سياسيا. وقال المرزوقي أثناء حملته الانتخابية، إن فوزه في الانتخابات سيضمن التوازن بين السلطات الثلاث.
أما قائد السبسي، فقد حث في تصريح التونسيين على التصويت بكثافة واختيار المرشح الذين يرونه مناسبا. وأضاف في ظل أنباء عن استهدافه بالاغتيال: «اختاروا بين الغث والسمين، فتونس اليوم تعيش لحظة تاريخية فاصلة».
راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة، أكد في تصريح بعد إدلائه بصوته أن تونس تستكمل بناء مؤسساتها وانتقالها الديمقراطي من خلال انتخاب رئيس للجمهورية، متمنيا الحظ الوافر لكلا المرشحين.
وحافظت حركة النهضة الإسلامية على موقف محايد تجاه المرشحين وتركت لقواعدها الانتخابية حرية الاختيار بينهما. وأضاف الغنوشي أنه لا خوف على الحريات سواء فاز السبسي أو المرزوقي، وأشار إلى أن «الشعب التونسي صنع ثورة أطاحت بكل الأصنام: صنم الزعيم الواحد وصنم الانتخابات المزيفة وصنم الإعلام الخشبي». وتابع قوله: «سقطت كل الأصنام ولن تعود إلى تونس».
وفي حال فوز الباجي قائد السبسي وهو الاحتمال المرجح وفق متابعين للشأن السياسي التونسي، فإن حركة «نداء تونس» ذات التوجه الليبرالي المعتدل ستتولى رئاسة الجمهورية وتضمها إلى رئاسة البرلمان في انتظار رئاسة الحكومة التي ستوكل إليها باعتبارها الفائزة بأكثرية المقاعد البرلمانية (86 مقعدا مقابل 69 مقعدا لحركة النهضة).