تكشفت معلومات جديدة حول عملية القبض على زعيم «داعش» المفترض في تركيا محمود أوزدان الذي أعلن وزير الداخلية سليمان صويلو اعتقاله في أضنة جنوب تركيا، مما أثار تساؤلات حول حقيقة الحرب على الإرهاب التي يعلنها الرئيس رجب طيب إردوغان بعدما تبين أنه سبق الإفراج عنه مراراً رغم خطورته.
وتعددت الروايات التي حملتها تقارير في وسائل الإعلام التركية والتي كشف بعضها عن أن أوزدان اعتقل في السابق 6 مرات، منذ يونيو (حزيران) 2017، في العمليات ضد خلايا «داعش» وفي كل مرة كانت تصدر ضده مذكرات توقيف ثم يفرج عنه. وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا رواية ثانية تقول إن أوزدان اعتقل في السابق 4 مرات، بينما جاء في رواية ثالثة أن أوزدان جرى القبض عليه من قبل 3 مرات بتهمة الاحتيال، لكن أطلق سراحه على الفور.
وكان وزير الداخلية سليمان صويلو أعلن، الثلاثاء، القبض على أوزدان، قائلاً إن الأمن التركي أحبط خططاً لتنفيذ اغتيالات وضرب أهداف اقتصادية في البلاد، مشيراً إلى أن أوزدان تلقى أوامر بذلك من سوريا والعراق. وكشف صويلو عن أن تنظيم «داعش» الإرهابي كان يخطط للهجوم على جامع «آيا صوفيا» في إسطنبول. وحسبما نقلته صحيفة «حرييت» المقربة من الحكومة التركية، فإن أمير تنظيم «داعش» في تركيا، محمود أوزدان، اعتقل في 20 أغسطس (آب) الماضي، وجرى استجوابه. وأشار إلى أن أوزدان أدلى باعترافات مثيرة للجدل، كان أبرزها أن تنظيم «داعش» خطط لشن هجوم على جامع «آيا صوفيا»، وعلى عدد من الأماكن الاقتصادية في تركيا، فضلاً عن عدد من الجمعيات.
وذكرت «حرييت» أن أجهزة الاستخبارات التركية كانت تتعقب الجماعات المثيرة للجدل، وحددت عدداً من الأهداف عملت عليها. في البداية في يوم 18 أغسطس قُبض على «داعشي» يدعى حسين صقر، بفندق في إسطنبول ومعه سلاح كلاشنيكوف و5 مجلات عائدة للتنظيم. وكان يستعد للقيام باعتداء. وفي 20 أغسطس قبض على أمير «داعش» في تركيا محمود أوزدان، فضلاً عن 25 شخصاً آخرين. وأشارت إلى أنه يتوجب معرفة الخلايا الإرهابية التي لا تزال فاعلة في «داعش»، مضيفة أن هذا التنظيم كان يخطط لاختطاف سياسيين أتراك ورجال أعمال ونقلهم إلى سوريا.
وسبق أن ظهر أوزدان في فيديو دعائي لـ«داعش» عام 2015، هدد فيه باسم التنظيم تركيا بكل وضوح.
وقال مراقبون إن الإفراج عن أوزدان مرات عدة في السابق أثار شكوكاً إزاء جدية حكومة الرئيس رجب طيب إردوغان في التعامل مع خطورة تنظيم «داعش»؛ لا سيما في ظل التقارير حول التساهل في عمليات مرور عناصر التنظيم عبر حدود تركيا للانخراط في مناطق الصراع في سوريا والعراق. وتساءل الصحافي التركي إيكر أجرير عمّا إذا كان وزير الداخلية غير مطلع على التقارير الاستخبارية ومعلومات وزارة العدل حول أوزدان. ورغم أن السلطات التركية نسبت إلى «داعش» هجمات أوقعت أكثر من 300 قتيل بين مواطنيها وسياحها بين عامي 2014 و2017، فإنها لم تشن عليه حرباً واسعة كما تفعل مثلاً مع «حزب العمال الكردستاني» و«حركة الخدمة» التابعة للداعية فتح الله غولن، التي تتهمها حكومة إردوغان بالضلوع في محاولة الانقلاب عام 2016. وقال محلل شؤون تركيا في «مجموعة الأزمات الدولية»، بيركاي مانديراسي: «لا يزال المسؤولون الأتراك ينظرون إلى (حزب العمال الكردستاني) و(حركة غولن) على أنهما تهديد أكبر للأمن القومي». وأضاف أن السلطات التركية «تشدد إجراءات الملاحقة والمحاكمة عندما يتعلق الأمر بالمشتبه بهم في الانتماء لـ(الكردستاني) و(غولن)، بينما يُطلق سراح المتهمين بصلات مع (داعش) في كثير من الأحيان لعدم كفاية الأدلة».
تركيا: معلومات جديدة عن زعيم «داعش» المعتقل تثير تساؤلات حول التعامل مع التنظيم
قبض عليه مرات عدة وأفرج عنه رغم ظهوره في فيديو تهديد
تركيا: معلومات جديدة عن زعيم «داعش» المعتقل تثير تساؤلات حول التعامل مع التنظيم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة