علمت «الشرق الأوسط» أن رئيس الوزراء السوداني عبد الله حميدتي يجري مباحثات «سرية» مع رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان غير الموقعة على اتفاق السلام، عبد العزيز آدم الحلو، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا طوال اليومين الماضيين.
وكان نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو، الشهير بـ«حميدتي»، قد وصف اتفاقية السلام بأنها «اتفاقية صادقة وبين مخلصين همهم بناء بلدهم، وليست خصماً لأحد».
ونقلت «الشرق - بلومبيرغ» عن مصادر أول من أمس أن حمدوك غادر «سراً» إلى إثيوبيا للقاء زعيم الحركة التي تسيطر على منطقة كودا، عبد العزيز آدم الحلو، ولم يصطحب معه سوى مدير مكتبه، وذلك بعلم عدد محدود من المسؤولين في الحكومة، وعلى رأسهم رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ونائبه «حميدتي»، وحكومة جنوب السودان، وذلك بعد عودته من جوبا غداة توقيع اتفاق السلام.
وقال مصدر لـ«الشرق الأوسط» إن التكتم على الزيارة جاء بطلب من الحركة الشعبية، مبرزا أن الخرطوم لم تعلن الخبر، إنفاذا لطلبها بإبقاء الأمر سراً. بيد أن الخبر تسرب إلى وسائل الإعلام بأن الطرفين يتوقع أن ينهيا المحادثات المكثفة التي تستمر لثلاثة أيام، ينتظر أن تنتهي اليوم.
واشترط الحلو للاستمرار في التفاوض تنحية سطوة العسكريين على مفاوضات جوبا، وإبعاد نائب رئيس مجلس السيادة «حميدتي»، وأكد أنه لن يتفاوض إلاّ مع المدنيين في الحكومة. وقبلها تعثرت المفاوضات بين الطرفين الحكومي وحركة الحلو لاشتراط الأخير النص على علمانية الدولة، أو منح إقليم جبال النوبة الذي تسيطر حركته على منطقة «كاودا» الحصينة فيه حق تقرير المصير.
من جهة أخرى، عاد إلى البلاد نائب رئيس مجلس السيادة، ورئيس وفد الحكومة لمفاوضات السلام في جوبا «حميدتي»، بعد أن بقي هناك ثلاثة أيام بعد التوقيع، قال إنهم قضوها هناك لوضع جداول تنفيذ الاتفاق، مشيرا إلى أن السلام الذي تم توقيعه في جوبا «سلام صادق بين أناس مخلصين، يريدون العودة لبلادهم للمشاركة في بنائها»، وأنه «ليس خصما لأحد».
وهنأ حميدتي شعب السودان بتوقيع الاتفاق الذي وصفه بـ«الإنجازات العظيمة»، التي تمت بتوقيع اتفاق السلام بين الحكومة السودانية وحركات الكفاح المسلح في جوبا الاثنين الماضي، وأشاد بجهود حكومة جنوب السودان لقيادتها للوساطة بين الطرفين، بقوله: «ما فعلوه إنجاز كبير رغم ظروفهم، وهم عندهم اتفاقية سلام خاصة بهم يعملون على تنفيذها».
كما أوضح حميدتي أن تقديرات حكومته كانت الوصول لاتفاق سلام في غضون ثلاثة أشهر، لكن المفاوضات استمرت لأكثر من عام حتى تكللت بالنجاح، واصفا جهود الوساطة الجنوبية بأنها «عمل عظيم لن ينساه لهم شعب السودان».
وأضاف حميدتي أن اتفاق السلام السوداني وجد ترحيبا دوليا واسعا من كل من «دول الترويكا الغربية، والاتحاد الأوروبي، ودول عربية والجامعة العربية، والأمم المتحدة، ومجلس حقوق الإنسان، والاتحاد الأفريقي»، وقال إن «تأييدهم الواسع دافع يحفزنا للمسير في الاتفاق للنهاية». مشددا على أهمية تنفيذ الاتفاق، لكنه قال إن المهم «هو التنفيذ، ونواصل العمل على جداول التنفيذ ليبدأ تنفيذها على الفور بعد توقيع الاتفاق النهائي، وشكرا للأطراف في الحكومة وحركات الكفاح المسلحة، والذين سهروا الليل وواصلوا العمل بالنهار، حتى حققوا هذا الإنجاز العظيم... هذا العمل ليس سهلاً، بل عمل كبير جداً».
وقطع حميدتي بطي صفحة الحرب في السودان بتوقيع اتفاق السلام، ودعا الحركات المسلحة غير المشاركة في المباحثات للحاق بركب السلام، قبل توقيع الاتفاق النهائي، وقال بهذا الخصوص: «ظروف بلادنا لا تحتمل حتى من دون الحروب، لذلك نتمنى من إخواننا الذين تخلفوا عن اتفاق السلام أن يلحقوا به لنصل بالسلام لنهاياته».
كما ناشد حميدتي المجتمع الدولي لدعم سلام جنوب السودان، ومساعدته على تنفيذ اتفاقية السلام الموقعة بين الرئيس سلفاكير ميارديت ونائبه الأول رياك مشار، وقال: «جنوب السودان يواجه ظروفا صعبة، وعلى المجتمع الدولي دعمه لتنفيذ الاتفاقية».
وكان حميدتي قد قاد أيضاً وساطة بين كل من الرئيس سلفاكير ميارديت ونائبه الأول رياك مشار، أفلحت في وقف الحرب الأهلية، التي دارت بين الرجلين، وأدت لمقتل الآلاف وتشريد الملايين بين نازح ولاجئ.
رئيس الوزراء السوداني وزعيم «الشعبية» يجريان مفاوضات سرية في أديس أبابا
حميدتي: اتفاقية السلام صادقة بين مخلصين همهم بناء بلدهم
رئيس الوزراء السوداني وزعيم «الشعبية» يجريان مفاوضات سرية في أديس أبابا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة