اليمن: مقتل مسلحين حوثيين في أرحب بعد تفجير الحركة لمنزل زعيم قبلي

حملة اعتقالات تشنها الحركة المتمردة في عدة محافظات بعد استهداف عناصرها من قبل مسلحين

يمني على دراجته النارية يمر من أمام أحد المقار الحكومية في صنعاء أمس (أ.ف.ب)
يمني على دراجته النارية يمر من أمام أحد المقار الحكومية في صنعاء أمس (أ.ف.ب)
TT

اليمن: مقتل مسلحين حوثيين في أرحب بعد تفجير الحركة لمنزل زعيم قبلي

يمني على دراجته النارية يمر من أمام أحد المقار الحكومية في صنعاء أمس (أ.ف.ب)
يمني على دراجته النارية يمر من أمام أحد المقار الحكومية في صنعاء أمس (أ.ف.ب)

أفاد مصدر قبلي يمني بمقتل عدد من المسلحين الحوثيين في مديرية أرحب شمال العاصمة صنعاء امس، في حين قالت مصادر إن الحركة المتمردة شنت حملة اعتقالات في العاصمة وبعض المحافظات بعد استهداف عناصرها في مناطق عدة.
وقال المصدر القبلي إن اشتباكات اندلعت بين القبائل والحوثيين بعد تفجير الحوثيين لمنزل القبلي يحيى تقي الكروب الواقع في عزلة شاكر. وأشار إلى سقوط عدد من قتلى الحوثيين لم تعرف أعدادهم بعد، وإصابة آخرين من سكان المنزل، موضحا أن الأوضاع لا تزال متوترة في تلك المنطقة.
وشهدت مديرية أرحب مواجهات عنيفة بين القبائل المناصرة لحزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمين) والحوثيين وذلك منذ دخول الحوثيين إليها في 13 ديسمبر (كانون الأول)، وقام خلالها الحوثيون بتفجير العديد من المنازل ودور القرآن التي قالت بأنها تابعة لتنظيم القاعدة. كما قتل اربعة من حراس الزعيم القبلي.
ونظم مئات اليمنيين صباح اول من امس في العاصمة صنعاء مسيرة تطالب بخروج الميليشيات المسلحة من العاصمة وكافة المدن اليمنية. وقال الناشط عادل شمسان لوكالة الأنباء الألمانية إنه وخلال المسيرة أطلق الحوثيون الرصاص الحي نحو المتظاهرين دون أن يخلف ذلك أي إصابات تذكر.
وأضاف: {اعتدى الحوثيون علينا واختطفوا ثلاثة شباب من بينهم منظم المسيرة شادي خصروف واقتادوهم إلى مكان مجهول».
وطالب المتظاهرون الذين تحركوا من ساحة التغيير إلى بوابة مقر المنطقة العسكرية السادسة «الفرقة الأولى مدرع سابقاً»، بتسليم مقر المنطقة العسكرية إلى الدولة.
وردد المتظاهرون هتافات تطالب الدولة ببسط نفوذها وإعادة هيبتها.
وسيطر مسلحو الحوثي على مقر المنطقة العسكرية السادسة بالتزامن مع سيطرتهم على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر (أيلول) الماضي ومدوا سيطرتهم بعد ذلك إلى محافظات أخرى ونشروا فيها العديد من نقاط التفتيش التابعة لهم (اللجان الشعبية) ما أثار غضب الكثيرين.
وادى تصاعد نفوذ هذه الجماعة الشيعية الى اضعاف سلطة الرئيس عبد ربه منصور هادي فيما لا تتوقف اعمال العنف في هذا البلد الذي اصبح على حافة فوضى عارمة رغم جهود الامم المتحدة لايجاد تسوية سياسية.
وأسفر هجومان بسيارتين مفخختين استهدفا تجمعين للمسلحين الحوثيين في مدينة الحديدة بغرب اليمن، خلال الايام الماضية عن سقوط قتلى وجرحى. وتبنى تنظيم القاعدة الهجومين، مؤكدا أن انتحاريين نفذاهما.
وقال المسؤول أمني إن «الانفجارين نفذا بسيارتين مفخختين وأسفرا عن عشرات القتلى والجرحى» من دون أن يشير إلى حصيلة محددة. وحسب المسؤول، فإن السيارة الأولى انفجرت «عند مقر لـ(أنصار الله)» وهو الاسم الذي يتخذه المسلحون الزيديون، في مدينة الحديدة التي سيطروا عليها في نهاية سبتمبر.
وذكر المسؤول أن الانفجار الثاني وقع «عند تجمع آخر للحوثيين غرب جامعة الحديدة، وهو موقع قريب من مكان الانفجار الأول».
واغتال مسلحون مجهولون امس ضابطاً أمنيا في مدينة إب وسط اليمن.
وقال فواز اسكندر (متحرً في البحث الجنائي) لوكالة الأنباء الألمانية إن مسلحين مجهولين على متن دراجة نارية أطلقا الرصاص الحي على العقيد علي حمود الحكمي رئيس قسم التحريات في البحث الجنائي التابع لوزارة الداخلية وسط مدينة إب اثناء خروجه من منزله ما أدى إلى مقتله على الفور. وأشار إلى أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن {القاعدة} هي من نفذت تلك العملية، خاصة انها من تستهدف الضباط في عمليات الاغتيال باليمن.



3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.