دروز وشركس إسرائيل يهددون بإغلاق تل أبيب

احتجاجاً على عرقلة تمويل مناطقهم وإهانة ممثليهم

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (إ.ب.أ)
TT

دروز وشركس إسرائيل يهددون بإغلاق تل أبيب

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (إ.ب.أ)

هدد رؤساء بلديات القرى العربية الدرزية والشركسية في إسرائيل، بالعودة إلى الإضراب والمظاهرات وإغلاق مدينة تل أبيب، احتجاجاً على نكث الوعود التي قطعها لهم رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في تحويل الميزانيات. وقال رئيس لجنتهم القُطرية جبر حمود، إن الحكومة لا تدرك بعد مدى خطورة الأزمة وتتعامل معها باستخفاف.
وشكا حمود من أن رجال الأمن في ديوان رئيس الوزراء، أوقفوه أمس (الاثنين)، على البوابة عندما حضر للقاء نتنياهو. وراحوا يُجرون تفتيشاً دقيقاً لجسده وعرقلوه طيلة ساعة، وفي ختامها طلبوا منه أن يخلع ملابسه، ضمن الإجراءات الأمنية. فعدّ الأمر إهانة له وللجمهور الذي يمثله. فغادر المكان بغضب.
وكانت المجالس المحلية للقرى العربية الدرزية وقريتين شركسيتين، قد أعلنت الإضراب العام لأسبوعين في شهر مايو (أيار) الماضي، ونظم الألوف منهم مظاهرة صاخبة في شهر يونيو (حزيران) الماضي في تل أبيب، أغلقوا خلالها الشوارع المركزية احتجاجاً على إهمال الحكومة لمشكلاتهم. فدعاهم نتنياهو للقائه ووعدهم بتخصيص مبلغ 2.5 مليار شيكل (الدولار يساوي 3.4 شيكل)، على عدة دفعات حتى سنة 2024، على أن تُدفع الحصة الأولى منها في أغسطس (آب) 2020. وتظاهر العشرات منهم، في مطلع الأسبوع الجاري، الأحد، قبالة المقرات الحكومية الإسرائيلية في مدينة تل أبيب، احتجاجاً على نكث هذا الوعد، إذ إن الحكومة لم تحوّل قرشاً لهم من المبلغ الموعود. وأكدوا أن مناطقهم تعاني من أزمة اقتصادية خانقة تهدد بانهيار السلطات المحلية، وتهدد بالكوارث الإنسانية في ظل أزمة فيروس «كورونا» المستجد. وقالوا إن الميزانيات المقررة حصلت على مصادقة رسمية من الحكومة، لذلك لا يمكن فهم التأخير في تحويل الأموال سوى أنه تنكّر للوعود. خصوصاً وقد تبين أن هناك مبلغاً بقيمة 200 مليون شيكل مقرر تحويله، لكن وزارة المالية تحتجزه من دون تفسير.
وقد فرّقت الشرطة المتظاهرين بالقوة. وقال جبر حمود، رئيس المجلس المحلي لبلدة ساجور، أمس، إنه خدم في الجيش الإسرائيلي ووصل إلى رتبة ضابط، ولذلك فإنه يرى في تفتيشه استفزازاً مهيناً. وأضاف: «جرّدونا من المال والآن يجردوننا من الملابس ومن الشعور بالكرامة. وهذا أمر يجب أن يعرفه كل مواطن في إسرائيل. فالدولة تفتش عن السلام مع دول عربية، ونحن نؤيد ذلك. لكنها لا تحسن صنع السلام مع مواطنيها».



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.