لبنان: توافق على تسمية مصطفى أديب رئيساً للحكومة

عون بدأ الاستشارات النيابية قبل ساعات من زيارة ماكرون

السفير اللبناني لدى ألمانيا مصطفى أديب (أ.ف.ب)
السفير اللبناني لدى ألمانيا مصطفى أديب (أ.ف.ب)
TT

لبنان: توافق على تسمية مصطفى أديب رئيساً للحكومة

السفير اللبناني لدى ألمانيا مصطفى أديب (أ.ف.ب)
السفير اللبناني لدى ألمانيا مصطفى أديب (أ.ف.ب)

أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية الرسمية بأن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بدأ اليوم الاثنين الاستشارات النيابية لتسمية الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة. وأضافت أن عون استقبل رئيس الوزراء الأسبق نجيب ميقاتي، وأن ميقاتي سمى مصطفى أديب، السفير اللبناني في ألمانيا، لتأليف الحكومة.
وسرعت القوى السياسية خلال الأسبوع الماضي مساعيها للاتفاق على رئيس حكومة، ويعد أديب (48 عاماً) هو الأكثر حظاً للحصول على التسمية.
وبدأت الاستشارات النيابية عند الساعة التاسعة صباحاً (06,00 ت غ)، وبدأت الكتل النيابية تتوافد إلى القصر الرئاسي في بعبدا قرب بيروت للقاء عون وتسمية مرشحها لرئاسة الحكومة. ويفترض أن يعلن رئيس الجمهورية بعد انتهاء لقاءاته اسم رئيس الوزراء المكلف.
وبدأ عون الاستشارات بلقاء رؤساء الحكومات السابقين؛ سعد الحريري، ونجيب ميقاتي وتمام سلام، والذين أعلنوا تسمية أديب رئيساً للحكومة.
إلى ذلك، أفادت جهات بث رئيسية في لبنان بأن رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري، أكد بعد اجتماعه مع الرئيس اللبناني ميشال عون أن الحكومة الجديدة يجب أن تتشكل سريعاً من وزراء اختصاصيين وأضاف أن أهدافها يجب أن تتضمن إعادة إعمار بيروت بعد الانفجار المدمر الذي شهدته في الرابع من أغسطس (آب).
كما أعلنت كتلة «حزب الله» النيابية لدى خروجها من القصر الجمهوري تسمية أديب.
واستقالت حكومة حسان دياب في العاشر من أغسطس (آب) بعد أربعة أيام على انفجار مرفأ بيروت الذي أوقع 188 قتيلاً وتسبب بإصابة أكثر من 6500 آخرين وألحق أضراراً جسيمة بعدد من أحياء العاصمة.
تأتي هذه التطورات قبل الزيارة التي من المقرر أن يقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم إلى لبنان.
ولزيارة ماكرون، وفق الرئاسة الفرنسية، «هدف واضح وهو ممارسة الضغط حتى تتوفّر الشروط لتشكيل حكومة بمهمة محددة قادرة على الاضطلاع بإعادة الإعمار والاصلاح»، مع ضمان أن يلتزم المجتمع الدولي بدعم لبنان، وهو دعم مشروط بإجراء إصلاحات ضرورية وعاجلة للحصول على تمويل خارجي يساهم في إعادة تشغيل العجلة الاقتصادية.
وتستمر زيارة ماكرون يومين وتتخللها لقاءات سياسية. ودعا ماكرون في زيارته الأولى إلى «ميثاق سياسي جديد» وإجراء إصلاحات عاجلة. ووعد بالعودة مطلع سبتمبر (أيلول) لـ«تقييم» التقدّم الذي تمّ إحرازه.



الأمم المتحدة: مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي في اليمن

الفيضانات الأخيرة في اليمن أدت إلى نزوح 400 ألف شخص (الأمم المتحدة)
الفيضانات الأخيرة في اليمن أدت إلى نزوح 400 ألف شخص (الأمم المتحدة)
TT

الأمم المتحدة: مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي في اليمن

الفيضانات الأخيرة في اليمن أدت إلى نزوح 400 ألف شخص (الأمم المتحدة)
الفيضانات الأخيرة في اليمن أدت إلى نزوح 400 ألف شخص (الأمم المتحدة)

زاد عدد اليمنيين الذين واجهوا مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية بمقدار 100 ألف شخص خلال الثلاثة الأشهر الماضية، ليصل العدد الإجمالي إلى نصف عدد السكان في هذه المناطق في ظل أزمة اقتصادية خانقة تواجهها الحكومة بسبب استمرار الحوثيين في منعها من استئناف تصدير النفط.

وحسب تحليل حديث للأمم المتحدة، فقد عانى ما يقرب من نصف السكان في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية (4.7 ملايين شخص) من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد خلال الفترة من يوليو (تموز) وسبتمبر (أيلول) الماضيين، وتم تصنيف هؤلاء على أنهم في المرحلة 3 من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أو أعلى (أزمة أو أسوأ).

من المتوقع أن تستمر أزمة الغذاء حتى الأشهر الأولى من عام 2025 (الأمم المتحدة)

ووفق هذه البيانات، فإن ذلك يشمل 1.2 مليون شخص عانوا من مستويات حرجة من انعدام الأمن الغذائي - المرحلة 4 من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (الطوارئ) - التي تتميز بفجوات غذائية كبيرة ومستويات عالية من سوء التغذية الحاد.

ويعكس هذا، وفق التحليل، مستوى مرتفعاً باستمرار من الأمن الغذائي مقارنة بتحديث التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي السابق من أكتوبر (تشرين الأول) عام 2023 إلى فبراير (شباط) من العام الحالي، عندما تم تصنيف حوالي 4.6 ملايين شخص في المرحلة 3 أو أعلى.

أسباب التفاقم

ومع دعوة الحكومة اليمنية، المجتمع الدولي، إلى مساعدتها على مواجهة الأزمة الاقتصادية الراهنة نتيجة استمرار منعها من تصدير النفط الخام بسبب استهداف الحوثيين موانئ التصدير منذ عامين، أكد التحليل أن السبب في تسجيل مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد يعود إلى الاقتصاد المتدهور، الذي يتميز بانخفاض قيمة العملة وارتفاع أسعار المواد الغذائية وزيادة أسعارها، إلى جانب استمرار الصراع والمساعدات الغذائية الإنسانية غير المنتظمة.

بالإضافة إلى ذلك، يذكر التحليل أن الأمطار الغزيرة التي شهدتها البلاد في أغسطس (آب) الماضي أدت إلى فيضانات محلية دمرت المنازل وعطلت الأنشطة الزراعية وأسفرت عن خسارة الماشية والأراضي الزراعية ونزوح ما يقدر بنحو 400 ألف شخص، خصوصاً في أجزاء من محافظات مأرب والحديدة وتعز والضالع.

رجلان يحملان مساعدات غذائية في صنعاء من إحدى الوكالات الدولية (إ.ب.أ)

وخلال فترة التوقعات من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي وحتى فبراير (شباط) من العام المقبل، يبين التحليل أن الوضع سيتحسن بشكل طفيف مع توقع وجود 4.6 ملايين شخص في المرحلة 3 أو أعلى.

ومن بين هؤلاء، من المتوقع أن يواجه 1.1 مليون شخص مستويات حرجة من انعدام الأمن الغذائي (المرحلة 4)، وتوقع أن يواجه 3.5 مليون شخص مستويات أزمة من انعدام الأمن الغذائي، المصنفة على أنها المرحلة 3 من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (الأزمة).

استمرار الأزمة

في حين توقع التحليل الأممي أن ينخفض عدد المديريات المصنفة في المرحلة 4 من انعدام الأمن الغذائي بنسبة 50 في المائة، من 24 إلى 12 مديرية، فإن عدد السكان في هذه المرحلة سيظل دون تغيير، وذكر أنه وبشكل عام، من المرجح أن تشهد جميع المديريات الـ118 التي تم تحليلها مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد (المرحلة الثالثة أو أعلى) خلال الفترة الحالية وفترة التوقعات.

والتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي هو مبادرة مبتكرة متعددة الشركاء لتحسين تحليل الأمن الغذائي والتغذية واتخاذ القرارات، وباستخدامه، تعمل الحكومات ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والجهات الفاعلة الأخرى ذات الصلة معاً لتحديد شدة وحجم انعدام الأمن الغذائي الحاد والمزمن وحالات سوء التغذية الحاد في بلد ما، وفقاً للمعايير العلمية المعترف بها دولياً.

12 مليون يمني عانوا من مستويات حرجة من انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

وقد تم تطوير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي في الأصل في عام 2004 لاستخدامه في الصومال من قبل وحدة تحليل الأمن الغذائي والتغذية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة.

ومنذ ذلك الحين، تقود شراكة عالمية تضم 15 منظمة تطوير وتنفيذ التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي على المستوى العالمي والإقليمي والقطري.

وبعد أكثر من 10 سنوات من تطبيقه، أثبت التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أنه أحد أفضل الممارسات في مجال الأمن الغذائي العالمي، ونموذج للتعاون في أكثر من 30 دولة في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا.