لبنان يشدد الإجراءات ضد مخالفي تدابير «كورونا»

الوباء يواصل انتشاره... وضبط ملهى خالف قرار الإقفال

TT

لبنان يشدد الإجراءات ضد مخالفي تدابير «كورونا»

يستمرّ لبنان بتسجيل عدد يومي مرتفع لإصابات كورونا تراوح الأسبوع الماضي ما بين 500 و700 إصابة، مع تسجيل حالات وفيات يومية، إذ بلغت نسبة الوفاة بين المصابين الذين تزيد أعمارهم على 80 عاماً الـ20 في المائة، فيما لم تتجاوز نسبة الوفيات من مجمل الإصابات الواحد في المائة.
ومع عودة الحياة إلى طبيعتها في عدد كبير من القطاعات والإبقاء على إقفال بعضها، بدأت الوزارات المعنية بالتشدد مع المخالفين في الالتزام بالإجراءات الوقائية أو إجراءات الإغلاق، إذ نظمت مصلحة الضابطة السياحية في وزارة السياحة محضر ضبط بحق ملهى ليلي يقع في برمانا لمخالفته قرار الإقفال.
ودفع ازدياد عدد إصابات كورونا البلديات إلى التشدّد بالإجراءات الوقائية، إذ وجهت بلدية بخعون - الضنية نداء إلى الأهالي، أعلنت فيه أن «فيروس كورونا بدأ بالانتشار في البلدة، والحالات الإيجابية تزداد بشكل كبير»، مطالبة إياهم بـ«التحلي بروح المسؤولية وتطبيق الإجراءات الصحية المتبعة»، ولا سيما أنّ «المستشفيات لم تعد قادرة على استيعاب أعداد المصابين».
من جهتها، أعلنت بلدية الناعمة (الحارة) تسجيل 6 حالات إيجابية بفيروس كورونا خلال الـ48 ساعة الماضية، كما أعلنت خلية متابعة أزمة كورونا في قضاء زغرتا، في نشرتها اليومية، تسجيل 4 إصابات إيجابية جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية، وأعلنت بلدية شحيم في بيان أمس «تسجيل خمس إصابات جديدة بفيروس كورونا».
وفي عكار، أفادت غرفة إدارة الكوارث في المحافظة عن تسجيل 9 إصابات جديدة ليصبح إجمالي عدد المصابين منذ 17 مارس (آذار) الماضي، وحتى اليوم 345 مصاباً.
من جهته، أعلن الوزير والنائب السابق ناظم الخوري في بيان أنه «بعد تسجيل إصابتين إيجابيتين بفيروس كورونا لعاملتين في منزله، قام وأفراد العائلة والمحيطون به بإجراء فحوصات الـ(بي سي آر) وجاءت النتائج سلبية». وأكد الخوري أن «العاملتين في الحجر المنزلي، وسيتم بعد يومين إعادة الفحص لهما، للتأكد من أنه لا يوجد أي خطأ في النتائج أو لمعرفة مصدر الإصابتين».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.