«فيتش» تحذّر من الديون الكندية

بعد أسوأ أداء فصلي منذ «الكساد العظيم»

انكمش الاقتصاد الكندي بوتيرة قياسية في الربع الثاني ربما تكون الأسوأ منذ «الكساد العظيم» (رويترز)
انكمش الاقتصاد الكندي بوتيرة قياسية في الربع الثاني ربما تكون الأسوأ منذ «الكساد العظيم» (رويترز)
TT

«فيتش» تحذّر من الديون الكندية

انكمش الاقتصاد الكندي بوتيرة قياسية في الربع الثاني ربما تكون الأسوأ منذ «الكساد العظيم» (رويترز)
انكمش الاقتصاد الكندي بوتيرة قياسية في الربع الثاني ربما تكون الأسوأ منذ «الكساد العظيم» (رويترز)

حذرت وكالة «فيتش» العالمية من الديون الفيدرالية الكندية، مشيرة إلى أن التعامل معها قد يصبح أكثر صعوبة بمجرد انتهاء الجائحة. وخفضت وكالة «فيتش» للتصنيف الائتماني، التصنيف الائتماني الكندي في شهر يونيو (حزيران) الماضي، بسبب ما وصفته بـ«تدهور المالية العامة لكندا»، بسبب جائحة «كورونا».
وجاء قرار التخفيض قبل إصدار الحكومة الليبرالية لتوقعات محدثة في أوائل يوليو (تموز) للإنفاق الفيدرالي، التي توقعت عجزاً قدره 343.2 مليار دولار وديون تزيد عن 1.2 تريليون دولار.
كانت هذه الأرقام قبل أن يعد الحزب الليبرالي الحاكم، الأسبوع الماضي، بإنفاق 37 مليار دولار، لتجديد برامج دعم الدخل للعمال المتضررين بشدة من الوباء.
وتقول «فيتش»، في مذكرة صدرت مساء الجمعة، إن إجمالي الدين الحكومي سيكون 120 في المائة من الناتج الاقتصادي، وهو أعلى بكثير من متوسط تصنيف «إيه إيه». وأضافت وكالة التصنيف أنها تتوقع أن ينخفض الإنفاق الحكومي بشكل حاد ابتداء من عام 2021، لكن العجز المتزايد الحالي سيجعل الديون أكثر صعوبة على المدى المتوسط.
وتشير الوكالة الدولية إلى أنه من غير المؤكد ما إذا كان الليبراليون ورئيس الوزراء جاستن ترودو، يستطيعون الحصول على الأغلبية في الانتخابات الفيدرالية المحتملة هذا الخريف، وكتبت الوكالة أن الزعيم المحافظ المنتخب حديثاً إيرين أوتول، يقدم ديناميكية جديدة، مشيرة إلى أن منصته القيادية تضمنت تعهداً لتحقيق التوازن في الميزانية.
وأكدت هيئة الإحصاء الكندية تراجع الإنفاق الاستهلاكي والاستثمار التجاري والواردات والصادرات بسبب جائحة «كوفيد - 19». وأظهرت أرقام رسمية، الجمعة، أن الاقتصاد الكندي انكمش بوتيرة قياسية في الربع الثاني من العام الحالي، لكن مع نهاية الفصل ظهرت مؤشرات على التعافي من صدمة وباء «كوفيد - 19» التي أجبرت الشركات على الإغلاق وتسريح الملايين من العمال. وأعلنت الوكالة الحكومية للإحصاءات في كندا، أن اقتصاد البلاد سجل انكماشاً نسبته 38.7 في المائة في الفصل الثاني من العام الحالي، بسبب إجراءات الإغلاق لمنع انتشار فيروس كورونا.
وسجل تراجع في كافة المجالات وسط الإغلاق العام، شمل الإنفاق الاستهلاكي والاستثمارات التجارية والسياحة، ليتوافق ذلك مع توقعات المحللين، وبعد انكماش الناتج المحلي الإجمالي لكندا بنسبة 8.2 في المائة في الفصل الأول.
وعقب انخفاض حاد في ذروة تفشي «كوفيد - 19» في شهري أبريل (نيسان) ومايو (أيار)، عاد إجمالي الناتج الداخلي الحقيقي إلى الارتفاع بنسبة 6.5 في المائة في يونيو. وتشير البيانات الأولية التي توقعت ارتفاعاً بنسبة 3 في المائة في إجمالي الناتج الداخلي الحقيقي لشهر يوليو إلى أن الأسوأ قد تم تخطيه.
وقال المحلل في شبكة «سي آي بي سي» رويس منديز لوكالة الصحافة الفرنسية، «لقد كان فصلاً يجب نسيانه من الاقتصاد الكندي». وأضاف أن الانخفاض في إجمالي الناتج الداخلي كان «بحجم لم نعهده سابقاً... والأرجح أنه أسوأ أداء منذ (الكساد العظيم)».
ووفق وكالة الإحصاءات الكندية، انخفض إنفاق المستهلكين 13.1 في المائة في الفصل الثاني بسبب خسارة الوظائف والفرص المحدودة للإنفاق جراء الإغلاق. ووسط حالة عدم اليقين في ذروة انتشار الوباء، انخفضت الاستثمارات 16.2 في المائة، مع تباطؤ قطاع البناء، وإغلاق المصانع، وانخفاض أسعار النفط.



«بنك اليابان» أمام قرار تاريخي... هل يرفع الفائدة الأسبوع المقبل؟

العلم الياباني يرفرف فوق مقر البنك المركزي في طوكيو (رويترز)
العلم الياباني يرفرف فوق مقر البنك المركزي في طوكيو (رويترز)
TT

«بنك اليابان» أمام قرار تاريخي... هل يرفع الفائدة الأسبوع المقبل؟

العلم الياباني يرفرف فوق مقر البنك المركزي في طوكيو (رويترز)
العلم الياباني يرفرف فوق مقر البنك المركزي في طوكيو (رويترز)

يعقد «بنك اليابان» آخر اجتماع له بشأن سياسته النقدية لهذا العام الأسبوع الجاري، ليأخذ قراراً بشأن أسعار الفائدة وذلك بعد ساعات قليلة من قرار «الاحتياطي الفيدرالي» الأميركي المتوقع بخفض الفائدة.

فما الذي يمكن توقعه ولماذا يعتبر قرار «بنك اليابان» بشأن الفائدة ذا أهمية خاصة؟

في مارس (آذار) الماضي، أنهى «بنك اليابان» مسار أسعار الفائدة السلبية، ثم رفع هدف الفائدة القصيرة الأجل إلى 0.25 في المائة في يوليو (تموز)، مشيراً إلى استعداده لرفع الفائدة مرة أخرى إذا تحركت الأجور والأسعار بما يتماشى مع التوقعات.

وثمة قناعة متزايدة داخل «بنك اليابان» بأن الظروف باتت مؤاتية لرفع الفائدة إلى 0.5 في المائة. فالاقتصاد الياباني يتوسع بشكل معتدل، والأجور في ارتفاع مستمر، والتضخم لا يزال يتجاوز هدف البنك البالغ 2 في المائة منذ أكثر من عامين.

ومع ذلك، يبدو أن صانعي السياسة في البنك ليسوا في عجلة من أمرهم لاتخاذ هذه الخطوة، نظراً لتعافي الين الذي ساهم في تخفيف الضغوط التضخمية، بالإضافة إلى الشكوك المتعلقة بسياسات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، التي قد تؤثر على الرؤية الاقتصادية المستقبلية، وفق «رويترز».

وسيكون القرار بشأن رفع الفائدة في ديسمبر (كانون الأول) أو تأجيله إلى اجتماع آخر في 23-24 يناير (كانون الثاني) صعباً، حيث سيعتمد ذلك على مدى اقتناع أعضاء المجلس بأن اليابان ستتمكن من تحقيق هدف التضخم بشكل مستدام.

ناطحات السحاب والمباني المزدحمة في طوكيو (أ.ب)

ماذا قال صانعو السياسة في «بنك اليابان» حتى الآن؟

يحافظ صانعو السياسة في «بنك اليابان» على غموض توقيت رفع الفائدة المقبل. وفي مقابلة إعلامية حديثة، قال الحاكم كازو أويدا إن رفع الفائدة المقبل قريب، ولكنه لم يوضح بشكل قاطع ما إذا كان ذلك سيحدث في ديسمبر.

إلا أن المفاجأة جاءت من عضو مجلس الإدارة تويواكي ناكامورا، الذي أشار إلى أنه ليس ضد رفع الفائدة، لكنه شدد في المقابل على ضرورة أن يعتمد القرار على البيانات الاقتصادية المتاحة.

وبينما يركز «بنك اليابان» على رفع الفائدة بحلول مارس المقبل، تشير التصريحات غير الحاسمة إلى أن البنك يترك لنفسه حرية تحديد التوقيت المناسب لهذه الخطوة.

متى تتوقع الأسواق والمحللون رفع أسعار الفائدة التالي؟

أكثر من نصف الاقتصاديين الذين تم استطلاعهم من قبل «رويترز» الشهر الماضي يتوقعون أن يقوم «بنك اليابان» برفع أسعار الفائدة في ديسمبر. كما يتوقع حوالي 90 في المائة من المحللين أن يرفع «بنك اليابان» أسعار الفائدة إلى 0.5 في المائة بحلول نهاية مارس 2024.

في المقابل، تقوم السوق بتسعير احتمال رفع الفائدة في ديسمبر بحوالي 30 في المائة فقط.

كيف يمكن أن تتفاعل السوق؟

سيأتي قرار «بنك اليابان» بعد ساعات قليلة من قرار «الاحتياطي الفيدرالي الأميركي»، الذي من المتوقع أن يقوم بتخفيض أسعار الفائدة. وقد يؤدي هذا التباين في التوجهات بين المصرفين المركزيين إلى تقلبات في قيمة الين وعوائد السندات.

ومن المحتمل أن يؤدي رفع الفائدة من قبل «بنك اليابان» إلى تعزيز قيمة الين. أما إذا قرر البنك إبقاء الفائدة كما هي، فقد يؤدي ذلك إلى ضعف الين، على الرغم من أن الانخفاض قد يكون محدوداً إذا قامت السوق بتسعير احتمالية رفع الفائدة في يناير بسرعة.

ما الذي يجب أن تراقبه السوق أيضاً؟

بغض النظر عن قرار «بنك اليابان» بشأن رفع الفائدة أو تثبيتها، من المتوقع أن يقدم محافظ البنك أويدا إشارات بشأن المسار المستقبلي لأسعار الفائدة ويحدد العوامل التي قد تحفز اتخاذ هذه الخطوة في مؤتمره الصحافي بعد الاجتماع.

وإذا قرر «بنك اليابان» الإبقاء على الفائدة ثابتة، فقد يتجنب أويدا تقديم إشارات حادة لتفادي حدوث انخفاضات غير مرغوب فيها في قيمة الين، مع توضيح العوامل الرئيسية التي سيركز عليها في تقييم توقيت رفع الفائدة.

من ناحية أخرى، إذا قرر «بنك اليابان» رفع الفائدة، قد يتبنى أويدا موقفاً متساهلاً لتطمين الأسواق بأن البنك لن يتبع سياسة رفع الفائدة بشكل آلي، بل سيتخذ قراراته بحذر بناءً على الوضع الاقتصادي.

إضافة إلى قرار الفائدة، سيصدر «بنك اليابان» تقريراً حول إيجابيات وسلبيات أدوات التيسير النقدي غير التقليدية التي استخدمها في معركته المستمرة منذ 25 عاماً ضد الانكماش، وهو ما يمثل خطوة رمزية نحو إنهاء التحفيز الضخم الذي تبناه البنك.

محافظ «بنك اليابان» في مؤتمر صحافي عقب اجتماع السياسة النقدية في أكتوبر الماضي (رويترز)

ومن المتوقع أن يستخلص هذا التقرير أن تخفيضات أسعار الفائدة تظل أداة أكثر فعالية لمكافحة الركود الاقتصادي مقارنة بالتدابير غير التقليدية مثل برنامج شراء الأصول الضخم الذي نفذه المحافظ السابق هاروهيكو كورودا.

ماذا سيحدث بعد ذلك؟

إذا رفع «بنك اليابان» أسعار الفائدة، فمن المحتمل أن يبقى على نفس السياسة النقدية حتى أبريل (نيسان) على الأقل، عندما ينشر التوقعات الفصلية الجديدة التي تمتد حتى السنة المالية 2027 لأول مرة.

أما إذا قرر البنك الإبقاء على الفائدة ثابتة، فإن انتباه الأسواق سيتحول إلى البيانات والأحداث الهامة التي ستسبق اجتماع يناير، مثل خطاب أويدا أمام اتحاد رجال الأعمال «كيدانرين» في 25 ديسمبر، وظهور نائب المحافظ ريوزو هيمينو في 14 يناير.

ومن المرجح أن يقدم تقرير «بنك اليابان» ربع السنوي عن الاقتصادات الإقليمية، الذي سيصدر قبل اجتماع 23-24 يناير، مزيداً من الوضوح لأعضاء مجلس الإدارة بشأن ما إذا كانت زيادات الأجور قد انتشرت على نطاق واسع في أنحاء البلاد.