الحريري يحسم اليوم مرشحه لرئاسة الحكومة ويبلغه لعون بالاستشارات النيابية

«حزب الله» يسمي وزراءه فيها

رهان على تشكيل حكومة إنقاذية جديدة في لبنان عقب الانفجار المروع في بيروت والذي دفعت تداعياته إلى استقالة حكومة حسان دياب (أ.ف.ب)
رهان على تشكيل حكومة إنقاذية جديدة في لبنان عقب الانفجار المروع في بيروت والذي دفعت تداعياته إلى استقالة حكومة حسان دياب (أ.ف.ب)
TT

الحريري يحسم اليوم مرشحه لرئاسة الحكومة ويبلغه لعون بالاستشارات النيابية

رهان على تشكيل حكومة إنقاذية جديدة في لبنان عقب الانفجار المروع في بيروت والذي دفعت تداعياته إلى استقالة حكومة حسان دياب (أ.ف.ب)
رهان على تشكيل حكومة إنقاذية جديدة في لبنان عقب الانفجار المروع في بيروت والذي دفعت تداعياته إلى استقالة حكومة حسان دياب (أ.ف.ب)

يحسم رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري اليوم اسم مرشحه لرئاسة الحكومة اللبنانية، قبل ساعات على موعد الاستشارات النيابية المزمع إجراؤها في القصر الجمهوري صباح غد الاثنين، ويعلن عن الاسم الذي يرشحه لرئاسة الحكومة خلال الاستشارات.
وقالت مصادر سياسية مطلعة على ملف المحادثات لتكليف رئيس جديد للحكومة اللبنانية لـ«الشرق الأوسط» إن مسألة الحكومة «تم بتها، ولم يبقَ إلا الأمور الإجرائية»، موضحة أنها «أسفرت عن إصرار الرئيس الحريري على موقفه الرافض لتكليفه».
وفيما قالت مصادر في «8 آذار» لـ«الشرق الأوسط» إن الحريري «أبلغ موقفه لرئيس مجلس النواب نبيه بري (أمس) السبت، ويتجه لتسمية مرشح من قبله الأحد قبل ساعات من موعد الاستشارات النيابية»، قالت مصادر قريبة من الرئيس الحريري لـ«الشرق الأوسط» إن موقفه القاضي بسحب اسمه من التداول أعلنه في بيان واضح، وهو مصر عليه، وبالتالي «لا داعي لإبلاغ أحد فيه طالما أنه معلن»، مؤكدة أن الاسم الذي سيرشحه «سيبلغه لرئيس الجمهورية ميشال عون خلال الاستشارات وليس قبلها، تنفيذاً لحقه الدستوري»، مشيرة إلى أن الحريري «يتكتم على الاسم الذي سيسميه».
وبينما لم يكن الحريري حتى يوم أمس قد حسم خياره نهائياً لناحية الشخصية التي سيكلفها، تداولت الأوساط الإعلامية اللبنانية معلومات عن أن هذه الشخصية قد تكون من طرابلس من شمال لبنان، ويتم تكليفها للمرة الأولى بتشكيل الحكومة، مستبعدة في الوقت نفسه أن يكون الوزير الأسبق رشيد درباس الذي قال أمس في تصريح تلفزيوني إنه لم يفاتحه أحد بتولي المنصب، «ولا يمكن أن يتم الأمر عبر تسريبات إعلامية تخفف من أهمية المركز».
وبقي الثنائي الشيعي (حركة أمل وحزب الله)، ومعهما «تيار المردة» ونواب آخرون، حتى اللحظة الأخيرة متمسكين بتكليف الحريري لرئاسة الحكومة العتيدة، والاستفادة من المناخ الدولي الذي يقدم المساعدات للبنان باتجاه الدفع نحو الإصلاحات وتشكيل حكومة قادرة على إنقاذ البلاد من أزماتها الراهنة. كما يصر الرئيس بري على أن يكلف بتشكيل الحكومة، في حال إصرار الحريري على موقفه، أي شخص يسميه الحريري ويكون بديلاً له ويحظى بدعمه.
وتحدثت معلومات عن أن تسهيلات سيتم تقديمها لرئيس الحكومة المقبل بغية الإسراع في تشكيل حكومة إنقاذية، تنجز الإصلاحات المقبولة، وذلك بتمثيل سياسي من الوزن الخفيف في داخلها، ولا تشكل استفزازاً لا بالثوابت العامة ولا بالأسماء، وتكون محمية سياسيا، بالنظر إلى أن الحكومة ستكون سياسية أو تكنو - سياسية.
وإثر انتشار معلومات عن أن «حزب الله» لن يكون ممثلاً فيها، كجزء من التسهيلات ومراعاة للشروط الدولية وأن تقتصر تسمية الوزراء الشيعة على بري، نفت مصادر مطلعة على موقف الحزب تلك المعلومات، مؤكدة أن الحزب سيسمي وزراء فيها.
وتتوجه الكتل النيابية غداً الاثنين إلى القصر الجمهوري في بعبدا لتسمية رئيس يُكلف بتشكيل الحكومة العتيدة، وسط مقاطعة من حزب «القوات اللبنانية» للمشاركة في الحكومة. فقد أكد عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب جورج عقيص أن حزب «القوات» لن يُشارك في الحكومة المقبلة وأنه «يدعم أي حكومة تتعهد بإجراء انتخابات نيابية مبكرة وإصلاحات وإعادة إعمار بيروت وبتحقيق دولي في انفجار المرفأ»، ودعا في تصريح له لإعطاء فرصة لحكومة من اختصاصيين مستقلين في حكومة انتقالية تمنع المماطلة في تنفيذ الإصلاحات.
وعلى ضفة «الحزب التقدمي الاشتراكي»، أوضح عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب بلال عبد الله أن مسألة تسمية الرئيس المكلف وتشكيل الحكومة اليوم أتت تحت الضغط الدولي وفرنسا تحديدا وعلى الجميع أن يتحمل مسؤوليته، مشيرا إلى أنه «يجب تطمين الناس وإرسال إشارة إيجابية للداخل والخارج». وقال: «لسنا متحمسين أن نكون في هذه الحكومة وسنبني على الشيء مقتضاه»، من غير أن يقفل باب المشاركة بانتظار إعلان صريح من الكتلة غداً.
وأكد الوزير السابق روني عريجي أن تيار «المردة» مع تسمية شخصية لرئاسة الحكومة يكون لديها حجم سياسي وحيثية مقبولة من قبل معظم اللبنانيين ولديها القدرة على أن تقوم بالمهام لترؤس الحكومة العتيدة. وقال إن تيار «المردة» يعتبر أن الشخص الأنسب لرئاسة الحكومة العتيدة هو رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، «ولكن في حال إصراره على موقفه فنرى أنه من الأفضل أن يؤمن نوعاً من الإحاطة لشخصية معينة».
ورداً على سؤال، شدد عريجي على أن «حزب الله يجب أن يكون موجوداً في الحكومة بشكل أو بآخر لتتمكن من العمل».
من جهته، اعتبر النائب علي بزي (كتلة بري) أن «الوطن يمر بظروف غير عادية ومصيرية، تتطلب من الجميع الارتقاء في حس المسؤولية الوطنية لإنقاذ البلاد، عبر رؤية واضحة وموحدة لتحقيق الإصلاحات المطلوبة ومكافحة الفساد وتطبيق القوانين وتفعيل أجهزة الرقابة والإدارة والمحاسبة ووقف مزاريب الهدر بكل أشكالها».
وقال: «نحن ذاهبون إلى الاستشارات النيابية وفق هذه المقاربة التي عبر عنها الرئيس نبيه بري مرارا وتكرارا، ولا سيما خلال عرضه ورقة عناوين إصلاحية شاملة في الجلسة التشريعية الأخيرة التي عقدت في قصر الأونيسكو». ورأى أن «الحكومة المقبلة يجب أن تكون جامعة ومنتجة ونظيفة وقادرة على تنفيذ برنامج إصلاحي بكل شفافية».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.