محاولة فرار جديدة لـ«داعشيات عراقيات» من مخيم الهول السوري

امرأة في مخيم الهول بمحافظة الحسكة شمال شرقي سوريا في 25 أغسطس الحالي (أ.ف.ب)
امرأة في مخيم الهول بمحافظة الحسكة شمال شرقي سوريا في 25 أغسطس الحالي (أ.ف.ب)
TT

محاولة فرار جديدة لـ«داعشيات عراقيات» من مخيم الهول السوري

امرأة في مخيم الهول بمحافظة الحسكة شمال شرقي سوريا في 25 أغسطس الحالي (أ.ف.ب)
امرأة في مخيم الهول بمحافظة الحسكة شمال شرقي سوريا في 25 أغسطس الحالي (أ.ف.ب)

أحبطت قوى الأمن الداخلي في مخيم الهول بالحسكة (شمال شرقي سوريا) محاولة فرار «داعشيات» عراقيات، وألقت القبض على 3 منهن، في تكرار لحوادث مماثلة شهدها سابقاً هذا المخيم الواقع على بُعد 45 كيلومتراً شرق محافظة الحسكة. وجاء ذلك في وقت قالت فيه مصادر أمنية إنه أُفرج عن 4 نساء روسيات من زوجات عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي من سجن القامشلي في محافظة الحسكة، ونُقلن إلى مخيم «روج» الخاص بالعائلات المهاجرة. وكانت قوات الأمن قد اعتقلت النساء الأربع في 10 من أغسطس (آب) الحالي أثناء محاولتهن الفرار من المخيم.
وأوضحت مصادر أمنية من إدارة مخيم الهول أن ثلاث نساء وصلن في منتصف ليل الخميس - الجمعة إلى نقطة قريبة من السياج المحيط بالجزء المخصص للمهاجرات في المخيم «حيث وقفن عند الساتر الترابي ينتظرن المهرّب، لكن دورية من قوى الأمن اكتشفت محاولة الفرار وأحبطتها وألقت القبض عليهنّ جميعاً»، لافتة إلى فرار المهرب وسائق السيارة الذي كان سيقلّهن.
ويؤوي مخيم الهول 65 ألف شخص يشكل العراقيون والسوريون نسبتهم الأعلى، كما يضم قسماً خاصاً بالمهاجرين الأجانب. وشهد المخيم منتصف الشهر الحالي هجوماً مسلحاً في القطاع الأول الخاص باللاجئين العراقيين، أسفر عن إصابة 3 مدنيين ومقتل عنصر أمني على أيدي مسلحين ملثمين عبر أسلحة كاتمة للصوت. وتحوّل مخيم الهول إلى مكان يقطن فيه نسوة وأطفال تنظيم «داعش»، ممن تخلى عنهم الأزواج والآباء لظروف مختلفة، علاوة على حكوماتهم.
ويتحدث القيمون على إدارة المخيم عن محاولات هروب عدة نفذتها نساء عناصر التنظيم، إضافة إلى تكرار وقوع حالات الاعتداء من نساء «مهاجرات» على أخريات لعدم التقيّد باللباس الشرعي أو خروج بنات صغار من دون نقاب، مشيرين إلى تطرف فكري شديد لدى بعض النساء تمثّل أحياناً في إحراق خيامهنّ وطعن عناصر من أفراد الحراسة، الأمر الذي دفع إدارة المخيم والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين إلى تخصيص قسم خاص في شرق المخيم لسيدات مهاجرات وأطفالهن.
وكانت قوى الأمن الداخلي في المخيم قد نشرت مقطعاً مسجلاً على موقعها الرسمي، منتصف الشهر الحالي، تظهر فيه مجموعة من النساء العراقيات اللواتي كن يرتدين زياً أسود اللون ويحاولن اجتياز سور المخيم وسط صراخ بصوت عالٍ. كما سُمع في المقطع إطلاق النار خلال محاولة عناصر الأمن إعادة النساء بالقوة نحو المخيم. وقالت قوى الأمن إنها اعتقلت 10 من نساء التنظيم من الجنسية العراقية أثناء محاولتهن الفرار بالتنسيق مع مهربين محليين من داخل المخيم باتجاه الحدود العراقية.
ويستقبل مخيم الهول العراقيين منذ سنة 2016، بحسب عدنان العبيدي، رئيس مجلس مخيم الهول للاجئين العراقيين. وقد عاد إلى العراق أكثر من 50 ألفاً طواعية حتى نهاية 2018. لكن منذ قرابة عامين ترفض السلطات الحكومية في بغداد استقبال مواطنيها الراغبين بالعودة، كما يقول مسؤولون عن اللاجئين العراقيين في المخيم. وذكر مجلس شؤون العراقيين بالمخيم أن أكثر من 20 ألفاً من العراقيين يريدون العودة إلى بلدهم شرط نقلهم تحت إشراف ومراقبة منظمات الأمم المتحدة، والجهات الدولية الإنسانية، خشية تعرضهم لـ«عمليات انتقامية» من بعض فصائل «الحشد الشعبي» الذي يسيطر على مناطق كثيرة في العراق.


مقالات ذات صلة

تركيا: لا مكان لـ«الوحدات الكردية» في سوريا الجديدة

المشرق العربي حديث جانبي بين وزيري الخارجية التركي هاكان فيدان والأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر وزراء خارجية دول مجموعة الاتصال العربية حول سوريا في العاصمة الأردنية عمان السبت (رويترز)

تركيا: لا مكان لـ«الوحدات الكردية» في سوريا الجديدة

أكدت تركيا أن «وحدات حماية الشعب الكردية» لن يكون لها مكان في سوريا في ظل إدارتها الجديدة... وتحولت التطورات في سوريا إلى مادة للسجال بين إردوغان والمعارضة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.