أصبح شينزو آبي أطول رئيس وزراء لليابان بقاء في المنصب، وذلك قبل أيام فقط من إعلان نيته الاستقالة والتخلي عن رئاسة الوزراء وزعامة الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم بسبب تدهور صحته. وكان مرض متعلق بالأمعاء، مثل هذه المرة، قد أجبر آبي في يوليو (تموز) 2007 على ترك منصبه فجأة كرئيس للوزراء، بعد عام من توليه منصبه. وقال المحلل السياسي مينوري موريتا «أعتقد أن أحواله الصحية خطيرة حيث إنه تردد على المستشفى أكثر من مرة». وأمضى آبي، الذي عاد لمنصب رئيس الوزراء في ديسمبر (كانون الأول) 2012، 2799 يوما دون انقطاع في منصبه حتى يوم 24 أغسطس (آب) الحالي. وتخطى آبي الرقم القياسي السابق الذي كان قد سجله عمه الأكبر إيساكو ساتو، الذي شغل منصب رئيس الوزراء من نوفمبر (تشرين الثاني) 1964 حتى يوليو 1972، وهي الفترة التي شهدت نموا اقتصاديا مرتفعا في اليابان. والمفارقة أنه قبل أيام من حصوله على هذا اللقب، شهد آبي تسجيل اقتصاد اليابان انكماشا قياسيا خلال الربع الثاني بلغت نسبته 8.27 في المائة، فيما يعد ثالث انكماش ربعي على التوالي، ويرجع ذلك لتفشي فيروس كورونا وزيادة ضريبة الاستهلاك العام الماضي. وعاد آبي للمستشفى في اليوم نفسه «لإجراء فحوصات إضافية»، وذلك بعد أسبوع من خضوعه لفحوصات دورية، مما أثار مخاوف بشأن صحته. وأضاف المحلل موريتا، كما اقتبست عنه الوكالة الألمانية، أنه عندما تناول العشاء مع آبي وآخرين في أواخر يوليو الماضي «لم يبد آبي بحالة جيدة». وكان آبي، الذي سيبلغ من العمر 66 عاما الشهر المقبل، قد أشاد في أواخر مايو (أيار) الماضي «بقوة» اليابان عندما أنهى حالة الطوارئ في البلاد التي فرضت بسبب تفشي فيروس كورونا. وبدلا من تشديد إجراءات التباعد الاجتماعي، دشنت حكومة آبي حملة مثيرة للجدل للترويج للسياحة لإنعاش قطاع السياحة والاقتصاديات المحلية التي تضررت من فيروس كورونا، رغم أنه تم استثناء طوكيو من البرنامج بسبب ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس بها. وأبدت حاكمة طوكيو يوريكو كويكي غضبها إزاء هذه الحملة، وقالت إن حكومة آبي «تقوم بتشغيل مكيف الهواء والمدفأة في الوقت نفسه».
وبلغت شعبية مجلس وزراء آبي 36 في المائة، مقارنة بـ8.38 في المائة في شهر يوليو الماضي، وذلك بحسب استطلاع أجرته وكالة كيودو اليابانية للأنباء. وقال إكيكازو هاشيموتو، أستاذ العلوم السياسية السابق بجامعة جيه إف أوبيرلين في طوكيو إنه في ظل حكم آبي، الذي ضاعفت حكومته ضريبة الاستهلاك لتصل إلى 10 في المائة، استمر الحزب الديمقراطي الليبرالي الذي ينتمي له في الفوز بالانتخابات بفضل «المعارضة المتفرقة بصورة محبطة». وأضاف «نسبة مشاركة الناخبين كانت منخفضة للغاية، حيث إن الكثيرين يشعرون بعدم الرضا عن معسكر المعارضة والافتقار لقادة جدد بالحزب الديمقراطي». وكانت نسبة المشاركة في انتخابات مجلس الشيوخ عام 2019 قد بلغت 8.48 في المائة، فيما تعد أدنى نسبة يتم تسجيلها منذ 24 عاما. وقد وافق نواب بالحزب الديمقراطي من أجل الشعب مطلع هذا الشهر على الاندماج مع أكبر أحزاب المعارضة، الحزب الدستوري الديمقراطي. ومع ذلك، أظهر استطلاع وكالة كيودو أن 22 في المائة فقط ممن شملهم الاستطلاع قالوا إنهم يأملون في أن يتم إطلاق حزب معارض جديد عبر هذا الاندماج. وقال موريتا «معسكر المعارضة في حالة ارتباك منذ وقت طويل. ويفتقر الحزب الدستوري الديمقراطي لرؤية واضحة واستراتيجية كاملة». وأضاف «من دون تعرض الحزب الديمقراطي الحاكم لحالة فشل، لن يتمكن الحزب الدستوري الديمقراطي من الإمساك بزمام السلطة السياسية».
آبي الأطول بقاءً رئيساً لوزراء اليابان
حطم رقماً قياسياً سجله عمه الأكبر
آبي الأطول بقاءً رئيساً لوزراء اليابان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة