رئيس الوزراء الياباني يعتذر «من أعماق قلبه» عن مغادرته منصبه مبكراً

حالته الصحية تدهورت ولم يشأ أن يؤثر ذلك سلباً على قراراته السياسية

رئيس الوزراء الياباني يعتذر «من أعماق قلبه» عن مغادرته منصبه مبكراً
TT

رئيس الوزراء الياباني يعتذر «من أعماق قلبه» عن مغادرته منصبه مبكراً

رئيس الوزراء الياباني يعتذر «من أعماق قلبه» عن مغادرته منصبه مبكراً

أعلن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، أمس الجمعة، أن حالته الصحية بدأت في التدهور، ولم يشأ أن يؤثر ذلك سلباً على قرارات سياسية مهمة، ولهذا فقد قرر الاستقالة من المنصب الذي يتولاه منذ نهاية 2012، أي من زعامة الحزب الحاكم ورئاسة الوزراء، إلا أنه سيواصل أداء مهامه إلى حين تعيين رئيس جديد للحكومة. وقال آبي، خلال مؤتمر صحافي، «قررت الاستقالة من منصبي رئيساً للوزراء»، موضحا أنه يعاني من نوبة جديدة من التهاب القولون التقرحي.
واعتذر آبي، الذي حطم الرقم القياسي في بقائه في السلطة، للمواطنين، «من أعماق قلبه»، لعدم استطاعته الوفاء بمهام المنصب، ومغادرته مبكراً، قبل الاستحقاق الانتخابي في سبتمبر (أيلول) 2021. وقال «الآن وفيما لم أعد قادراً على القيام بتفويض الشعب بثقة، اتخذت قراراً بعدم البقاء في منصب رئيس الوزراء».

وقال آبي، إن قرار من سيخلفه ليس في يده. ويعكس ذلك الارتباك داخل «الحزب الديمقراطي الليبرالي» الحاكم للتوصل لمن سيتزعمه. ومع انتشار الأنباء، انخفض مؤشر «نيكي» القياسي في بورصة طوكيو للأوراق المالية بنسبة 2.12 في المائة، في حين انخفض مؤشر «توبكس» الأوسع بنسبة 1.00 في المائة.
وستطلق استقالة آبي سباقاً على القيادة داخل الحزب الحاكم، وسيتعين انتخاب من يفوز فيه رسمياً في البرلمان. ومن المتوقع أن يواصل آبي مهامه حتى اختيار حزبه الليبرالي الديموقراطي الحاكم خلفاً له، خلال انتخابات على الأرجح يجريها نواب وأعضاء الحزب. وليس هناك إجماع واضح على الشخصية التي ستخلفه، ومن بين المرشحين المحتملين وزير المال تارو آسو، وسكرتير الحكومة يوشيهيدي سوغا. ونقل أحد الأعضاء البارزين في الحزب الحاكم عن آبي قوله إنه لن يكون قادرًا على اتخاذ القرارات المناسبة بسبب المرض. وقالت الإذاعة اليابانية، إن الحالة الصحية لرئيس الوزراء تدهورت عقب زيارته المستشفى مرتين هذا الشهر، حيث يعاني آبي من مرض التهاب القولون التقرحي منذ سنوات. وستأتي استقالة آبي المفاجئة وسط ركود تاريخي تشهده اليابان، وعودة انتشار فيروس كورونا. وفي يوليو (تموز) 2007، أجبر المرض آبي على الاستقالة فجأة من منصب رئيس الوزراء، بعد عام واحد فقط من تسلمه المنصب. وعاد آبي إلى السلطة في ديسمبر (كانون الأول) 2012، وعلى الرغم من الإنجازات المهمة القليلة، فقد احتفل آبي يوم الاثنين الماضي بمرور 2799 يوماً متتالياً على بقائه في منصب رئيس الوزراء. وقد حطم آبي الرقم القياسي السابق الذي سجله عمه الأكبر إيساكو ساتو، والذي شغل منصب رئيس وزراء اليابان من نوفمبر (تشرين الثاني) 1964 إلى يوليو 1972، وهي الفترة التي شهدت تحقيق نمو اقتصادي كبير. وعاد آبي المحافظ رئيساً للوزراء لفترة ولاية ثانية نادرة في ديسمبر (كانون الأول) 2012، متعهداً بإنعاش النمو بمزيج من سياسة نقدية يسيرة وإنفاق مالي وإصلاحات. كما تعهد بتعزيز دفاعات اليابان، وكان يريد مراجعة دستور البلاد السلمي. وتعرض آبي لانتقادات بسبب أسلوب تعامله مع جائحة «كورونا» وفضائح بين أعضاء الحزب، وشهد مؤخراً انخفاض مستوى التأييد له إلى أحد أدنى المستويات خلال ما يقرب من ثماني سنوات في المنصب. ولم تشهد اليابان مستويات الزيادة الكبيرة في حالات الإصابة بالفيروس التي شهدتها بلدان أخرى، لكن آبي واجه انتقادات بسبب التخبط في إدارة الأزمة في مهدها، وما يصفه البعض بأنه افتقار للقيادة مع انتشار العدوى.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».