لبنان: استشارات نيابية الإثنين لتسمية رئيس حكومة... قبل عودة ماكرون

ؤئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري (أرشيف - رويترز)
ؤئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري (أرشيف - رويترز)
TT

لبنان: استشارات نيابية الإثنين لتسمية رئيس حكومة... قبل عودة ماكرون

ؤئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري (أرشيف - رويترز)
ؤئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري (أرشيف - رويترز)

أعلنت رئاسة الجمهورية في لبنان، اليوم الجمعة، أنها ستجري مشاورات مع الكتل النيابية الإثنين لتسمية رئيس جديد للوزراء بعد استقالة الحكومة هذا الشهر عقب الانفجار المروّع في مرفأ بيروت. وعلى رئيس الجمهورية أن يسمي المرشح الذي ينال أكثر الأصوات البرلمانية.
والسياسي السني سعد الحريري هو الاسم الجاد الوحيد الذي يتردد بقوة كمرشح للمنصب حتى الآن. لكنه قال هذا الأسبوع إنه ليس مرشحاً بعدما أعربت أحزاب كبرى عن عدم تأييدها لعودته رئيساً للوزراء.
جدير بالذكر أن الدستور بات ينص على ضرورة التزام رئيس الجمهورية بمن يختاره النواب، فيما كان الدستور السابق يعتبر الاستشارات النيابية مجرد أخذ رأي بينما تعود تسمية رئيس الوزراء – الذي يقضي العرف بأن يكون سنّياً – إلى رئيس الجمهورية وحده.
وفي بورصة الأسماء المتداولة لرئاسة الحكومة بعد سحب الحريري اسمه، الوزيرة السابقة ريا الحسن والوزير السابق خالد قباني والرئيس السابق للحكومة تمام سلام على أن يجري الاختيار منها بالتفاهم مع الحريري الذي لم يبد رأياً في الأمر بعد.
وفيما طرح اسم القانونيّ والسفير السابق في الأمم المتحدة نواف سلام، تحدثت مصادر إعلامية عن رفض مزدوج له مما يعرف بـ «الثنائي الشيعي» أي حركة «أمل» و«حزب الله». كذلك يتردد أن الطرفين ذاتهما يرفضان اسم محمد بعاصيري، النائب الأول السابق لحاكم مصرف لبنان.
وروّج البعض قبل أيام أن عودة رئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب واردة، لكن دون ذلك عقبة كبرى تتمثل في عجز الحكومة المستقيلة عن تحقيق منجزات تُذكر، وكذلك في أن تسبغ على نفسها صفة المستقلة على الرغم من أنها ضمت بعض المستقلين من أصحاب الاختصاصات المختلفة. إلا أن سيطرة «أمل» و«حزب الله» وحليفهما «التيار الوطني الحر» على القرارات الكبرى كانت واضحة في مسار العمل الحكومي.
ويبدو جلياً أن تحديد موعد الاستشارات لم يتأخر لأن الرئيس ميشال عون يريد أن يقدم شيئاً للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يعود إلى بيروت الثلاثاء منتظراً تقدماً سياسياً في اتجاه تحمّل الأطراف السياسية مسؤولياتها لإنقاذ الوضع السياسي المتأزم والوضع الاقتصادي المتدهور. وهذا يعني أن اسم رئيس الحكومة المكلف سيكون جاهزاً الإثنين مساءً، اما تأليف الحكومة فأمر آخر دونه تعقيدات كثيرة: هل ستكون الحكومة المقبلة حكومة وطنية تجمع كل القوى التي ستنقل حتماً خلافاتها إلى طاولة مجلس الوزراء بحيث تتعرقل كل القرارات؟ وهل تكون حكومة فريق الأكثرية النيابية المؤلفة من نواب «أمل» و«حزب الله» و«التيار الوطني الحر» وحلفاء آخرين، لتواجه ما واجهته الحكومة المستقيلة من رفض سياسي وشعبي؟ وهل تكون حكومة مستقلين إذا سلّمنا جدلاً بأن هناك مستقلين في لبنان؟
أسئلة كبيرة تطرح نفسها في وقت تلقي كارثة انفجار مرفأ بيروت بظلالها الثقيلة على الوضع المعيشي، في موازاة التدهور الاقتصادي والمالي، ناهيك بأزمة الانتشار المتجدد والواسع لفيروس كورونا، والتوترات الأمنية المتنقلة بين منطقة وأخرى كما حدث ليل أمس الخميس في منطقة خلدة جنوب بيروت...



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.