الاتحاد الأفريقي يتسلم اليوم «مسوّدة موحدة» لمشروع اتفاق بشأن «سد النهضة»

سفير إثيوبيا يقدم أوراقه في القاهرة عشية جولة جديدة من المفاوضات

بشر السفير الاثيوبي الجديد بالقاهرة بتقدم في مفاوضات «سد النهضة» مؤكداً أن المحادثات تسير «في حالة جيدة» (أ.ف.ب)
بشر السفير الاثيوبي الجديد بالقاهرة بتقدم في مفاوضات «سد النهضة» مؤكداً أن المحادثات تسير «في حالة جيدة» (أ.ف.ب)
TT

الاتحاد الأفريقي يتسلم اليوم «مسوّدة موحدة» لمشروع اتفاق بشأن «سد النهضة»

بشر السفير الاثيوبي الجديد بالقاهرة بتقدم في مفاوضات «سد النهضة» مؤكداً أن المحادثات تسير «في حالة جيدة» (أ.ف.ب)
بشر السفير الاثيوبي الجديد بالقاهرة بتقدم في مفاوضات «سد النهضة» مؤكداً أن المحادثات تسير «في حالة جيدة» (أ.ف.ب)

تعقد دول مصر وإثيوبيا والسودان، اليوم (الجمعة)، جلسة جديدة من محادثات «سد النهضة» الإثيوبي، تتضمن رفع تقرير إلى الاتحاد الأفريقي، يحوي نسخة موحدة مجمعة لمقترحات الدول الثلاث، بشأن اتفاق نهائي، ينظم عمليتي ملء وتشغيل «سد النهضة»، الذي تبنيه أديس أبابا، على الرافد الرئيسي لنهر النيل، ويثير توترات مع مصر والسودان.
وعشية استئناف المحادثات، أعلنت سفارة إثيوبيا بالقاهرة أن السفير ماركوس تيكلي ريكي قدم أمس صورة من أوراق اعتماده إلى السفير أبو بكر حفني، مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون الأفريقية، ليبدأ مهام عمله رسميا.
وذكرت السفارة، في بيان لها، أن السفير ماركوس نقل أثناء اللقاء رسالة تحية وتقدير للشعب المصري، معربا عن تمنيات الحكومة والشعب الإثيوبي للحكومة والشعب المصري دوام الاستقرار والازدهار. وقال السفير ماركوس إن «مهام عمله في مصر تتركز على تعزيز العلاقات بين الشعبين، من خلال التعاون في المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، فضلا عن تحسين العلاقات بين البلدين على مر التاريخ». وبشر ماركوس بتقدم في مفاوضات «سد النهضة»، مؤكدا أن المحادثات تسير «في حالة جيدة». وعمل ماركوس من قبل سفيرا لإثيوبيا لدى اليابان، كما شغل منصب المدير العام للأكاديمية الدبلوماسية بوزارة الخارجية، وعمل مديراً لمدرسة الدبلوماسية والعلاقات الدولية وأستاذا مساعدا للدبلوماسية والعلاقات الدولية في جامعة الخدمة المدنية الإثيوبية، وفي الوقت الحالي يمثل بلاده في ليبيا مقيما في القاهرة. وكانت جولة جديدة من مفاوضات السد، انطلقت مطلع يوليو (تموز) الماضي، برعاية الاتحاد الأفريقي، وحضور مراقبين من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وخبراء مفوضية الاتحاد الأفريقي، للوصول إلى اتفاق نهائي. وشهدت المفاوضات خلال الأيام الماضية، توافقا بين مصر والسودان وإثيوبيا، حول الخطوات التنفيذية لعملية التفاوض، حيث بدأت لجنة مصغرة مكونة من عضو فني وعضو قانوني من كل دولة، وبحضور المراقبين والخبراء في تجميع المقترحات في مسودة واحدة، وإعداد تقرير لعرضه على رئيس جنوب أفريقيا بوصفه الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي. ويشكك الخبراء المصريون في إمكانية الوصول إلى مسودة توافقية بين المقترحات المتعارضة خاصة بين مصر وإثيوبيا. ويشير الدكتور محمد نصر علام، وزير الموارد المائية المصري الأسبق، إلى أن محاولة الوصول إلى مقترح توافقي تعني في الحقيقة «إعادة التفاوض من جديد» وهو أمر صعب، متسائلاً «كيف يتم دمج مقترح ملء إرشادي لإثيوبيا مع مقترحين للملء والتشغيل ملزمين قانونا؟». وتخشى القاهرة تضرر حصتها السنوية من مياه النيل، وهي 55.5 مليار متر مكعب، التي تعتمد عليها بأكثر من 90 في المائة، بينما تقول إثيوبيا إن السد المقام على النيل الأزرق، الرافد الرئيسي لنهر النيل، أمر حيوي لتحقيق التنمية في البلاد، وتزوديها بالكهرباء.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.