كابل تعلن بدء الحوار مع طالبان الأسبوع المقبل

قال محمد حنيف أتمار وزير الخارجية الأفغاني المكلف وعضو لجنة حكومة كابل في مفاوضات السلام مع طالبان، إن الحوار مع الحركة سيتم الأسبوع القادم، على أمل أن تقود تلك المفاوضات المباشرة بين الطرفين إلى تحقيق اتفاقية سلام. وأضاف أتمار خلال ندوة افتراضية مع معهد السلام الأميركي أمس، أنه يأمل أن المحادثات مع الحركة المسلحة ستقود في نهايتها إلى اتفاقية سلام بين الطرفين، مطالباً بدعم دولي لها من أجل الوصول إلى السلام. وقال «نريد من العالم مساعدتنا واعتماد الاتفاقية في الأمم المتحدة ومجلس الأمن لحماية ما يرد في الاتفاقية»، مشيراً إلى أن هناك مبدأ واحدا تعمل من أجله حكومة كابل هو تحقيق تطلعات الشعب الأفغاني. وأضاف: «نحن على مقربة جداً من الوصول إلى اتفاق سلام، بعد الجلوس على طاولة المفاوضات مع طالبان، وأتوقع أن يكون هناك حدث تاريخي... لقد تم إخراج 5000 سجين من أعضاء الحركة، وأتمنى أن يكون هذا قد أزال أي معوقات معها». واعتبر أتمار أن الحرب الأفغانية أثرت على كل دول العالم ويجب عدم نسيان أن ضربات 11 سبتمبر (أيلول) تم التخطيط لها من هذه المنطقة... «أدعو الجميع الاهتمام بهذه المنطقة لتنميتها ودعم السلام فيها، وهذه الأهداف مهمة للحفاظ على أمن المنطقة ومواجهة خطر الإرهاب».
وتساءل وزير الخارجية الأفغاني المكلف إذا كانت طالبان ستعمل على تحقيق تطلعات الشعب الأفغاني والحفاظ على مقدرات الشعب وتحقيق المتطلبات في الديمقراطية وحقوق الإنسان وتحترم الدستور، ومشاركة المرأة في الحياة الأفغانية، مضيفا «هل ستحترم طالبان ذلك؟».
كشفت مصادر موثوقة بالإدارة الأميركية لـ«الشرق الأوسط» أن الحكومة الأميركية لن ترفع عقوباتها عن حركة طالبان المسلحة، والتي كان من المقرر لها أن تتم أمس حسب الاتفاقية المبرمة بين الطرفين في فبراير (شباط) الماضي، وذلك بسبب فشل الحركة في عقد المفاوضات المباشرة مع الحكومة الأفغانية في كابل، وبذلك تم إلغاء الإعلان وإرجاؤه إلى أن تنفذ طالبان ما تعهدت به. وأفادت المصادر، بأن رفع العقوبات عن أعضاء الحركة المسلحة مرهون بالمشاركة المباشرة مع الحكومة الأفغانية في حوار يفضي إلى اتفاقية سلام بين الطرفين، مؤكدة واشنطن أنها ملتزمة بهذا الأمر، مثلما أبدت التزامها بسحب العديد من القوات الأميركية من أفغانستان، حسب بنود الاتفاقية بين الطرفين. وكانت الاتفاقية التي أبرمتها واشنطن مع حركة طالبان قبل 7 أشهر، نصت على أن سحب القوات الأميركية من أفغانستان خلال 14 شهرا، والتي وصل عددها الآن إلى أقل من 8600 جندي بعد أن كانت في السابق 14 ألف عسكري، وبالمقابل تتوقف طالبان عن تهديد القوات الأميركية، ووقف التعامل مع التنظيمات الإرهابية وإيوائهم أو دعمهم، أو أي أمر يدعو إلى تهديد القوات الأميركية ومصالحها في الأراضي الأفغانية. كما اشترطت أن تبدأ الحركة المسلحة مناقشات مباشرة مع الحكومة الأفغانية في مستقبل البلاد، والوصول إلى سلام دائم بينهما، وبعد ذلك سيتم رفع العقوبات الأميركية عن حركة طالبان، وهو ما أرجأته الحكومة الأميركية حتى الآن حتى تبدأ المفاوضات المباشرة بين الفرقاء الأفغان. وكان من المقرر أن يبدأ الأسبوعين الماضية إلا أن أطرافاً خارجية حالت دون ذلك، بالضغط على الحكومة الأفغانية في عدم إطلاق سراح 400 شخص من حركة طالبان محتجزين لدى الحكومة، متهمة إياهم بأنهم خطيرون للغاية.
فيما أكدت مصادر أميركية لـ«الشرق الأوسط»، أن واشنطن سعت من خلال وساطة والدفع بقوة بين الطرفين لإجراء اللقاءات المباشرة والجلوس على طاولة الحوار، لإنهاء هذا الصراع الدموي الذي دام أكثر من 18 عاماً، بيد أن تصلب موقف حركة طالبان دفع إلى تأجيل ذلك، إلا أن المساعي الدبلوماسية الأميركية ما زالت جارية لتحقيق ذلك.