مارتن برايثوايت: من ميدلسبره إلى برشلونة... يا لها من رحلة شاقة؟

المهاجم الدنماركي بدا صفقة غير ناجحة للعملاق الكاتالوني لكنه دائماً يثبت خطأ من يقلل من قدراته

برايثوايت عاش تجربة قاسية مع ميدلسبره قبل انتقاله إلى برشلونة (الشرق الأوسط)
برايثوايت عاش تجربة قاسية مع ميدلسبره قبل انتقاله إلى برشلونة (الشرق الأوسط)
TT

مارتن برايثوايت: من ميدلسبره إلى برشلونة... يا لها من رحلة شاقة؟

برايثوايت عاش تجربة قاسية مع ميدلسبره قبل انتقاله إلى برشلونة (الشرق الأوسط)
برايثوايت عاش تجربة قاسية مع ميدلسبره قبل انتقاله إلى برشلونة (الشرق الأوسط)

يقول مهاجم المنتخب الدنماركي ونادي برشلونة الإسباني، مارتن برايثوايت: «شعرت زوجتي بأن شيئاً ما يحدث، لأنني كنت أتلقى الكثير من المكالمات الهاتفية وكنت أتسلل خارج المنزل بينما كان الطقس بالخارج بارداً للغاية. وكانت الشكوك تساورها. وفي الليلة التي قلت لها فيها إنه يتعين علي أن أخبرها بشيء ما، ردت قائلة إنها تعرف ما أريد أن أقوله». وكان السر الذي سيخبر به برايثوايت زوجته هو أنه سينضم إلى نادي برشلونة. لقد ظل المهاجم الدنماركي صامتاً لأسابيع حتى يتأكد من أن صفقة انتقاله للعملاق الكاتالوني ستتم، وكان يخفي هذا الأمر حتى عن زوجته.
يقول برايثوايت: «لكن في اليوم الذي أردت أن أخبرها فيه بكل شيء، بات الأمر معروفاً للجميع، حيث لم يكن هاتفي يتوقف عن الرنين طوال اليوم. والأمر نفسه ينطبق على هاتفها أيضاً، لذلك لم تندهش عندما جلست معها لأخبرها بالأمر. لقد شعرت بخيبة أمل لأنني لم أتمكن من أن أجعل الأمر بمثابة مفاجأة بالنسبة لها، لكنها كانت سعيدة للغاية وتفهمت الأسباب التي جعلتني لا أخبرها بالأمر».
وبعد ذلك بيومين فقط، كان اللاعب الدنماركي، الذي لعب لنادي ميدلزبره في دوري الدرجة الأولى بإنجلترا، والذي هرب من معركة الهبوط مع نادي ليغانيس الإسباني، يركض إلى ملعب «كامب نو» ليتدرب إلى جوار الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي.
وساهم برايثوايت في إحراز عدد من الأهداف مع برشلونة، بما في ذلك صناعة هدف لميسي، الذي ذهب إليه وعانقه. يقول المهاجم الدنماركي عن ذلك وهو يضحك: «لن أغسل القميص الذي كنت أرتديه عندما احتضنني ميسي. أنا أمزح بالطبع، فأنا أعتقد أنني لا أفكر بالطريقة نفسها التي يفكر بها الآخرون، ولم أفكر في هذا الأمر ولو للحظة واحدة».
ويضيف: «لقد انتقدني البعض وقالوا إنني ارتكبت أخطاء فادحة وإنه لا يمكنني أن ألعب كرة قدم، لكن كل هذه الانتقادات تجعلني أبتسم، لأن كرة القدم، بل والحياة عموماً، تتطلب الكثير من المغامرة. إذا كنت موجوداً داخل فقاعة ولا تريد الخروج منها فإنك ستكون بأمان، لكنك لن تتعلم أبداً. إنني لا أخاف من ارتكاب الأخطاء أو أن أواجه مواقف تجعلني أشعر بالإحراج، فعندما يتعلم الأطفال المشي فإنهم يسقطون لكنهم لا يتوقفون عن المشي ويستمرون في التعلم».
وحتى قبل الانضمام إلى ليغانيس، قضى برايثوايت أسابيع في مشاهدة مقاطع فيديو للفريق وتحليل الطريقة التي يلعب بها النادي، وكيف يمكنه استغلال الفرص التي ستتاح له. وفي ليغانيس، كان الحصول على فرص التهديف يعني الاقتراب من نجم الفريق غويدو كاريلو. أما في برشلونة، فإن ذلك يعني الاقتراب من النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي قال عنه برايثوايت: «كرة القدم ستعترف دائماً بعبقرية ميسي».
ويقول المهاجم الدنماركي: «ميسي يجذب الأنظار من الجميع، ويجعل الناس ينسون ما يحدث من حوله، لأنه هو التهديد الأكبر لأي منافس. إن الرقابة اللصيقة التي تفرض عليه دائماً تؤدي إلى وجود مساحات في الملعب، ويتعين علينا أن نعرف كيف نستغلها. وعندما تقوم بذلك، فإن الفرق المنافسة تدرك أنه يتعين عليها إغلاق هذه المساحات، وعندما تحاول إغلاق هذه المساحات فإنها تفتح مساحات أخرى أمام ميسي، وهكذا. يجب أن يتم التعامل مع الأمر بذكاء، وأنا سعيد للغاية بأن ألعب إلى جوار لويس سواريز أيضاً. وأنا أتابع تحركاته داخل الملعب من أجل التعلم منه. إنني دائماً ما أطرح الأسئلة حتى أتعلم، لأنني أدرك أن الخبرات التي يملكها هؤلاء اللاعبون لا تقدر بثمن».
ويؤكد الطاقم التدريبي بنادي برشلونة على أنه نادراً ما يوجد لاعب يطرح هذا القدر الكبير من الأسئلة، فهو يريد أن يفهم كل شيء. يقول برايثوايت: «أنا لا أحب أن أرى نفسي على أنني لاعب مختلف للغاية عن الآخرين، لكنني أشعر بالفضول وأريد أن أتعلم وأفكر في كرة القدم بطريقة مختلفة، سواء من الناحية الذهنية أو الخططية». وقد اتهم البعض برايثوايت بأنه لاعب كسول ولا يحاول استغلال الفرص التي تتاح له، وهي الصفات التي تتناقض تماما مع اللاعب الذي رأيناه في الملاعب الإسبانية.
يقول برايثوايت: «أنا ممتن للجميع وأتعلم الكثير، وليس لدي مشكلة في عدم اللعب لأن المدير الفني للفريق يتخذ قرارات صعبة. ربما لم أناسب طريقة اللعب في ميدلزبره، وهذا شيء طبيعي قد يحدث مع أي لاعب، وليس مشكلة شخصية تتعلق بي أنا. لقد استفدت كثيراً من هذه التجربة وسوف تساعدني كثيراً في المستقبل. أنا لا أكن مشاعر سيئة تجاه أي شخص، لكن كل الأشياء التي قيلت في هذا الصدد بعيدة كل البعد عن الحقيقة، حيث سمعت بعض التعليقات السيئة للغاية بعد رحيلي عن ميدلزبره».
ويضيف: «نحن بشر وكرة القدم مليئة بالمشاعر والعواطف، وجمهور ميدلزبره متحمس للغاية وقد أحببت هذا الأمر كثيراً. إنني أؤمن بحرية التعبير، ومن حق الناس أن تعبر عن إحباطهم وخيبة أملهم. الناس الذين يعرفونني جيداً يعرفون القيم التي ألتزم بها في حياتي، لكن من العار أن يحاول البعض رسم صورة مختلفة تماما عن حقيقتي. لكن هذا جزء مما أصبحت عليه ومما تعلمته ومن المسيرة التي جعلتني أصل إلى هنا في نهاية المطاف. يا لها من رحلة شاقة». وقد التقى والده الغوياني وأمه الدنماركية في الولايات المتحدة. وتزوج برايثوايت من سيدة فرنسية، وخضع لتجارب في كل من نيوكاسل يونايتد الإنجليزي وريجينا الإيطالي، ولعب في الدنمارك وإنجلترا وفرنسا وإسبانيا، بعد أن كان البعض يتوقع أنه لن يتمكن من ممارسة كرة القدم على الإطلاق.
يقول برايثوايت: «قضيت عامين على كرسي متحرك، حيث كنت أعاني من مرض يسمى متلازمة ليغ كالفيه بيرثيز، وهو مرض يصيب الفخذ. ويتعين على المصاب بهذا المرض أن يريح فخذه ولا يضغط عليه، لأنه قد يصبح ليناً ويتشوه. لقد كنت صغيراً للغاية، وبالتحديد في الفترة ما بين الخامسة والسابعة من عمري، ولا أتذكر الكثير من الأشياء في هذه المرحلة من حياتي. ربما أتذكر بعض الأشياء قبل هذه السن، لكنها كانت فترة حزينة، لذلك أعتقد أنني محوتها من ذاكرتي».
وربما يكون لهذه التجربة في تلك السن الصغيرة تأثير عليه فيما يتعلق برفضه لإضاعة الوقت وإصراه على استغلال كل الفرص التي تتاح أمامه، وربما هذا هو السبب الذي يجعله يرغب في أن يثبت للجميع أنه قادر على الاستمرار مع برشلونة لمدة خمس سنوات. يقول المهاجم الدنماركي عن ذلك: «يتعين علينا أن نركز في الوقت الحالي، وليس فيما سيحدث بعد ستة أشهر من الآن. ويتعين علينا أن نجعل الوقت يعمل لصالحنا. إنني أريد أن أعمل الآن بكل قوة، ولا أحب اختلاق الأعذار».
وتطرقت هذه المقابلة الشخصية للحديث عن أمور أخرى، مثل مقتل المواطن الأميركي صاحب البشرة السمراء جورج فلويد، وهو الأمر الذي قال عنه برايثوايت: «إنه أمر فظيع للغاية. وأنا سعيد لرد الفعل، ولأن الناس اجتمعوا معاً من أجل تغيير هذا الوضع. إننا نرى مثل هذه الأمور منذ فترة طويلة، ومن المحزن أن العنصرية لا تزال موجودة حتى الآن. كرة القدم هي أكبر رياضة في العالم، ومن المهم أن نستغلها لكي نبعث برسالة مناهضة للعنصرية».



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.