الكاظمي ينأى عن «المحاور»... ويشدد على مخرجات «قمة عمّان»

احتدام حملة حلفاء إيران في العراق على التفاهمات مع مصر والأردن

الكاظمي مترئساً جلسة الحكومة أمس (رئاسة الوزراء العراقية)
الكاظمي مترئساً جلسة الحكومة أمس (رئاسة الوزراء العراقية)
TT

الكاظمي ينأى عن «المحاور»... ويشدد على مخرجات «قمة عمّان»

الكاظمي مترئساً جلسة الحكومة أمس (رئاسة الوزراء العراقية)
الكاظمي مترئساً جلسة الحكومة أمس (رئاسة الوزراء العراقية)

حاول رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي طمأنة الشركاء المحليين والإقليميين ممن توجسوا من قمة عمّان الثلاثية التي جمعته مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بتأكيده أن العراق «ليس مع سياسة المحاور»، فيما احتدمت حملة حلفاء إيران في العراق على القمة ومخرجاتها.
وقال الكاظمي خلال جلسة مجلس الوزراء، أمس، إن «إبعاد العراق عن سياسة المحاور هو المنهج الذي تسير عليه الحكومة الحالية وفق مصلحة شعبنا». وأضاف أن «التوازن والوسطية والاعتماد على تعزيز التعاون، وبالأخص في العلاقات الاقتصادية بما يضمن مصلحة العراق، هو ما نسعى إليه في علاقاتنا مع الدول».
وأكد أن «على الوزراء اللقاء بنظرائهم في مصر والأردن لتعزيز التعاون البيني»، موضحاً أن «التحديات كبيرة، ويجب أن ننجح، ولدينا الفرصة للسير بالبلد على الطريق الصحيح».
وكان الكاظمي أكد عقب مشاركته في القمة الثلاثية العراقية - المصرية - الأردنية التي عقدت في عمّان، بتغريدة على «تويتر» تطلعه إلى «أن يكون لقاء الأشقاء بوابة نحو المستقبل، خدمة لشعوبنا، من أجل مَشرق جديد للتنمية والازدهار، وتكريس روح الحوار والتفاهم والأمن في المنطقة».
في المقابل، شدد عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي عامر الفايز، النائب عن كتلة «الفتح» القريبة من إيران بقيادة هادي العامري، على أن ما يعقد من مذكرات تفاهم أو اتفاقيات ليس ملزماً ما لم يصادق عليه البرلمان. وقال تعليقاً على ما صدر عن قمة عمّان، إن «الاتفاقيات تكون نافذة بعد التصويت عليها من قبل البرلمان... على الحكومة إرسال محاضر جميع مذكرات التفاهم والاتفاقيات إلى البرلمان من أجل الاطلاع عليها وتحديد موعد للتصويت عليها». وأضاف أنه «لا يمكن الالتزام بأي تعهد خلال القمة الثلاثية ما لم تتم المصادقة عليه».
وتساءل السياسي عزت الشابندر عن السلام الذي قصده الكاظمي خلال كلمته في قمة عمّان. وقال في تغريدة على «تويتر»: «السلام مع من يا دولة الرئيس؟»، إذ كان الكاظمي قال في معرض حديثه في القمة الثلاثية: «نعمل على صنع السلام في المنطقة... التزاماً من العراق برؤية استراتيجية تدعم استقرار المنطقة».
وبشأن مخرجات القمة الثلاثية، يقول رئيس «مركز التفكير السياسي» الدكتور إحسان الشمري لـ«الشرق الأوسط» إن «مخرجات القمة الثلاثية تعد خطوة إلى الأمام في اقتراب العراق بشكل مباشر من المنظومة العربية ومحاولة إيجاد تكتل عربي جديد يمكن للعراق من خلاله أن يكون أكثر فاعلية داخل المنظومة العربية، وبالتالي يعطي رسالة من خلال هذه المخرجات أنه يعود بشكل سريع جداً نحو التنسيق والتعاون».
وأضاف أن «القمة وإن أخذت الطابع الاقتصادي، لكن في تصوري أن الرسالة الأهم هي أن العراق يحاول أن يثبت مبدأ التوازن في العلاقات، لكنه متقدم هذه المرة خصوصاً أن اتفاقيات القمة تختلف وتسعى إلى تكوين محور عربي هو محور الاعتدال، وهو عمل مختلف عن طبيعة توجهات السياسة العراقية سابقاً».
وأشار الشمري إلى أنه «مع كل هذ التوجه؛ فإن هناك انقساماً حاداً على مستوى الطبقة السياسية بشأن ذلك، فهناك قوى وأحزاب سياسية تضع (فيتو) على هذا الاتجاه مع أي تكتل عربي». وأوضح أن «هناك أطرافاً ترى أن هذا التوجه مخالف لتوجهاتها الآيديولوجية، لا سيما أنها تمثل مصالح قوى إقليمية، وبالتالي؛ فإن هذه يمكن أن يمثل مصدّات أمام هذا التوجه، وربما نشهد عرقلة أو محاولة لتقويض مثل هذا التوجه العربي، مع أنهم يدركون أن المزاج الشعبي يتجه نحو عمق العراق العربي».
من جهة أخرى؛ أكدت «قيادة العمليات المشتركة»، أمس، على استمرارية عمل «المركز الأمني الرباعي» بين العراق وروسيا وسوريا وإيران الذي أنشئ خلال الحرب ضد «داعش» بهدف تبادل المعلومات بين الدول الأربع لمكافحة الإرهاب.
ونقلت «وكالة الأنباء العراقية (واع)» عن المتحدث باسم «القيادة»، اللواء تحسين الخفاجي قوله إن «(المركز الأمني الرباعي) يوجد في وزارة الدفاع، ويتكون من كل من العراق وروسيا وسوريا وإيران، مهمته هي تقديم المعلومات والتنسيق المعلوماتي بين هذه الدول من ناحية، والاستمرار في مكافحة عصابات (داعش) الإرهابية، عن طريق مشاركة المعلومات من ناحية أخرى».
وذكر أن «مسؤولية المركز من قبل مديرية الاستخبارات العسكرية، ويرأسه ضابط برتبة كبيرة، وفيه ضباط من هذه الدول يمثلونها بتبادل المعلومات، فيما يتعلق بالإرهاب والتنسيق الأمني». وأكد أن «عمل (المركز الأمني) ما زال مستمراً»، عادّاً أنه «قدم الكثير في محاربة الإرهاب الداعشي، خصوصاً فيما يتعلق بالجانبين السوري والعراقي».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.