لبنان يتقدّم بشكوى إلى مجلس الأمن ضد إسرائيل

هدوء بعد قصف إسرائيلي طال قرى جنوبية

دورية للقوات الدولية على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية (تويتر يونيفيل)
دورية للقوات الدولية على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية (تويتر يونيفيل)
TT

لبنان يتقدّم بشكوى إلى مجلس الأمن ضد إسرائيل

دورية للقوات الدولية على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية (تويتر يونيفيل)
دورية للقوات الدولية على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية (تويتر يونيفيل)

قرر لبنان رفع شكوى إلى مجلس الأمن الدولي ضد إسرائيل على خلفية «الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان» ليل أول من أمس الثلاثاء، حيث استهدف الجيش الإسرائيلي مناطق داخل الأراضي اللبنانية، بالتزامن مع إلقاء عشرات القنابل المضيئة وصواريخ وقذائف بعضها «فسفوري».
وساد هدوء حذر منطقة الحدود الجنوبية، بعد ليلة من التوتر قصفت خلالها إسرائيل مواقع في الداخل اللبناني، بالتزامن مع تحليق مستمر للطيران الحربي الإسرائيلي فوق قرى وبلدات قضاء مرجعيون، وفوق مدينة جزين وجبل الريحان على علو متوسط.
وأعلنت قيادة الجيش في بيان صادر عن مديرية التوجيه أن «مروحيّات تابعة للعدو الإسرائيلي استهدفت بعد منتصف ليل الثلاثاء مراكز تابعة لجمعية (أخضر بلا حدود) البيئية داخل الأراضي اللبنانية، وذلك عبر إطلاق 3 صواريخ في خراج بلدة راميا، و8 صواريخ في خراج بلدة عيتا الشعب، إضافة إلى صاروخين أُطلقا من داخل موقع تل الراهب على خراج البلدة نفسها». كما استهدفت مركزاً للجمعية المذكورة في محمية عيترون ما أدى إلى اندلاع حريق داخلها.
وقالت قيادة الجيش اللبناني إنه «سبق ذلك إطلاق 117 قذيفة مضيئة، ونحو 100 قذيفة؛ قسم منها متفجّر والآخر فسفوري في خراج بلدات: ميس الجبل وحولا ومارون الراس وعيترون داخل الأراضي اللبنانية، ما سبب اندلاع حرائق في الأحراج، وأضراراً مادية في أحد المنازل وفي حظيرة ماعز عائدة إلى أحد المواطنين، ونفوق عدد من رؤوس الماعز. كما سُمع دوي عشرات الانفجارات داخل مزارع شبعا المحتلة».
وقال الناطق الرسمي باسم قوات حفظ السلام الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) آندريا تيننتي في بيان إنه عند نحو الساعة الحادية عشرة من ليل يوم الثلاثاء «رصدت (اليونيفيل) إطلاق عدد من القنابل المضيئة من مواقع عدة للجيش الإسرائيلي على طول الخط الأزرق مقابل عيترون وعيتا الشعب وميس الجبل وحولا وكفركلا وكفرشوبا في جنوب لبنان».
كما رصدت رادارات «يونيفيل» قذائف «هاون» وقذائف مدفعية، معظمها دخانية، بالإضافة إلى أنشطة مكثفة للطائرات من دون طيار فوق هذه المناطق. وقامت «يونيفيل» على الفور بتحريك قنوات الارتباط والتنسيق التي تضطلع بها وعززت قواتها على طول الخط الأزرق. وفي اتصالات لاحقة؛ «أبلغ الجيش الإسرائيلي (اليونيفيل) أن نيران أسلحة خفيفة أُطلقت من لبنان تجاه دورية تابعة للجيش الإسرائيلي في محيط منطقة المنارة».
وقال تيننتي إن «رئيس بعثة (اليونيفيل) وقائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول لا يزال على اتصال بالأطراف، ويحثهم على ضبط النفس، ويطلب من جميع الأطراف تجنب أي عمل استفزازي من شأنه أن يزيد من تصعيد التوترات ويعرّض وقف الأعمال العدائية للخطر».
وقال اللواء ديل كول: «في البداية؛ من المهم للغاية بالنسبة لنا أن نتقصى كل الحقائق والظروف المحيطة بالتطورات الخطيرة التي حدثت الليلة الماضية على طول الخط الأزرق. لقد فتحت تحقيقاً عاجلاً»، ودعا الطرفين إلى «التعاون الكامل مع (يونيفيل) للمساعدة في تحديد الحقائق». وعاد الوضع إلى الهدوء أمس على طول الخط الأزرق، فيما تحافظ «يونيفيل» على وجود مستمر في المنطقة بالتنسيق مع الأطراف.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.