تنديد يمني بالأعمال الإرهابية لـ«القاعدة» في البيضاء

TT

تنديد يمني بالأعمال الإرهابية لـ«القاعدة» في البيضاء

نددت الحكومة اليمنية بالأعمال الإرهابية الأخيرة لتنظيم «القاعدة» في محافظة البيضاء (جنوب شرقي صنعاء)، في إشارة إلى قيام التنظيم بتفجير مركز صحي، بعد إعدام أحد الأطباء العاملين فيه.
وأشارت الحكومة اليمنية على لسان وزير إعلامها معمر الإرياني، إلى أوجه التشابه بين جرائم الميليشيات الحوثية والتنظيمات الإرهابية، على صعيد تفجير المباني والمنازل وقتل المعارضين.
وقال الإرياني في سلسلة تغريدات على «تويتر»: «ندين ونستنكر بأشد العبارات قيام عناصر تنظيم (القاعدة) الإرهابي بتفجير مبنى المركز الصحي الذي يقدم خدماته الطبية لعشرات الآلاف من أبناء مديرية الصومعة بمحافظة البيضاء من النساء والأطفال والشيوخ، بعد 11 يوماً من جريمة إعدام طبيب الأسنان في المركز مطهر اليوسفي بشكل وحشي».
وأوضح الوزير اليمني أن قيام تنظيم «القاعدة» الإرهابي بتفخيخ وتفجير المركز الصحي في مديرية الصومعة، على طريقة الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران في تفجير المصالح العامة والخاصة ومنازل خصومها من قيادات الدولة والأحزاب السياسية والعسكريين والمشايخ، يؤكد حقيقة أن ميليشيا الحوثي وتنظيم «القاعدة» يختلفان في الآيديولوجيا العقائدية ويتفقان في الهدف والأسلوب لإرساء نظام الولاية ودولة الخلافة، ورفع الشعارات الكاذبة، وتجنيد الأطفال، وارتكاب الجرائم والانتهاكات، وتكفير من يختلف معهم، وتدمير البنية التحتية، واستهداف المصالح الدولية.
وكان الإرياني قد دحض في تصريحات رسمية سابقة مزاعم الميليشيات الحوثية بخصوص خوضها مواجهات مع تنظيمي «القاعدة» و«داعش» في محافظة البيضاء، مؤكداً أن الجماعة الموالية لإيران تحاول مخادعة الرأي العام وتحسين صورتها خارجياً.
وقال: «إن حديث الميليشيات الحوثية الانقلابية المدعومة من إيران عن مواجهات مع تنظيمي (القاعدة) و(داعش)، ومحاولة صناعة انتصارات إعلامية، هو خداع للرأي العام، ومحاولة لتحسين صورتها خارجياً، والتغطية على تنسيقها الميداني مع الجماعات الإرهابية برعاية إيرانية».
ونفى الوزير اليمني خوض الميليشيات الحوثية أي معارك تذكر مع العناصر الإرهابية منذ انقلابها على الشرعية، وأوضح أنها «تقدمت أخيراً في منطقة قيفة القريبة من مدينة رداع بمحافظة البيضاء، بعتادها الثقيل وعرباتها العسكرية صوب مواقع الجيش الوطني والمقاومة وأبناء القبائل المساندين للشرعية، بتنسيق وتسهيل من (داعش) و(القاعدة)، دون أن يتم إطلاق رصاصة واحدة بين الطرفين».
وكشف الإرياني عن مشاركة عناصر «داعش» الإرهابيين لميليشيا الحوثي في حصار منطقة ذي كالب، ومحاولة كسر جبهة عقبة زعج، وتسهيل الالتفاف على المقاومة في زعج، وعن وجودهم في الخطوط الخلفية بمنطقة نجد الشواهر مع تقدم الحوثيين نحو المشيريف، قبل أن يغادروها بعد معركة وهمية باتجاه رداع عبر الطريق الرئيسة ومروراً بنقاط تفتيش حوثية.
ولفت إلى أن التنسيق بين ميليشيا الحوثي وتنظيمي «داعش» و«القاعدة» في مناطق قيفة، تم عبر قطع خطوط إمداد الجيش والمقاومة وفتح ثغرات للميليشيا، للتوغل وتنفيذ التفافات لإسقاط المناطق المحررة، بهدف استنزاف القبائل المؤيدة للشرعية، والتأثير على الموقف العسكري للحكومة في مأرب، وفرض طوق على المحافظة.
وتحدث الإرياني عن قيام الميليشيا الحوثية بإطلاق عدد من العناصر الإرهابية من سجن الأمن السياسي (المخابرات) بعد سيطرتها على العاصمة صنعاء، بينهم عدد من قيادات تنظيم «القاعدة» بناء على تفاهمات سابقة؛ حيث أفرجت في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2018 عن 20 عنصراً إرهابياً، بينهم 16 من عناصر تنظيم «القاعدة» و4 آخرين من تنظيم «داعش» الإرهابي، وفق تأكيده.
وأشار إلى أن الحكومة الشرعية خاضت بدعم وإسناد من التحالف بقيادة السعودية، مواجهات مفتوحة مع الجماعات الإرهابية منذ عام 2015، وتمكنت من دحرها من مناطق شاسعة سيطرت عليها بتواطؤ ميليشيا الحوثي في كل من حضرموت، وشبوة، وأبين، والبيضاء، كما نجحت في تفكيك قدرة التنظيمات الإرهابية وتحييد خطرها وتهديدها للأمن الإقليمي والدولي.
وكانت الجماعة الحوثية قد زعمت قبل أيام عبر وسائل إعلامها أنها خاضت معارك مع تنظيمي «داعش» و«القاعدة» في مديريتي القريشية وولد ربيع في محافظة البيضاء، وتمكنت من السيطرة على معسكرات للتنظيمين، وقتلت وأسرت عدداً من عناصرهما.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.