خرج شباب «حراك الشعب» في العاصمة الليبية طرابلس، اليوم (الأربعاء)، في مظاهرة احتجاجية لليوم الرابع على التوالي. وفي تحدٍ لقرار حظر التجول المفاجئ الذي أعلنته حكومة «الوفاق» اليوم، طاف مئات من شباب الحراك مساء اليوم، حول ميدان الشهداء وسط المدينة، مرددين هتافات تطالب بإسقاط النظام السياسي وإطلاق من تم اعتقالهم من شباب الحراك، أمس (الثلاثاء)، عند انتقال المظاهرة أمام منزل رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج.
وأعلن السراج، في بيان صدر عشية اليوم، قراراً مفاجئاً بفرض حظر التجول لـ4 أيام كاملة، وعلى مدار 24 ساعة، تبدأ من الساعة السادسة من مساء اليوم حتى صباح الأحد المقبل.
وأرجع البيان قرار الحظر إلى مكافحة وباء فيروس «كورونا» الذي زادت وتيرة الإصابة به في طرابلس خاصة، وعموم البلاد بشكل متسارع خلال الأسبوعين الأخيرين.
من جهتهم، اعتبر نشطاء من الحراك قرار الحظر موجهاً ضدهم، وأكد بعضهم لوكالة الأنباء الألمانية أن الحراك مستمر حتى تتحقق مطالبهم بتغييب كل السياسيين الذين يقودون المرحلة الحالية والذهاب لانتخابات عامة، فضلاً عن تحقيق مطالب أخرى اقتصادية وخدمية، مثل توفير السيولة والكهرباء والمياه.
وربط مستخدمون على «تويتر» بين قرار الحكومة والتحرك الذي يدعون إلى تصعيده، وينتشر على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ «حراك_همة_الشباب» الداعي إلى سقوط حكومة السراج، واعتبرت تغريدات عدة أن الحكومة وجدت في الفيروس «ذريعة» لوقف الحراك.
وفي سياق متصل، أكدت منظمة العفو الدولية أن 6 محتجين سلميين خطفوا في طرابلس، الأحد، خلال المظاهرات، مطالبة «بإطلاق سراحهم فوراً».
وأفاد بيان للمنظمة، الأربعاء، أن «بعض المحتجين أصيبوا بجروح إثر إطلاق نار من جانب مجموعة موالية لحكومة السراج»، مشيرة إلى أنها جمعت شهادات عدة وحلّلت مقاطع فيديو.
وذكرت المنظمة أن رجالاً «يرتدون لباساً عسكرياً للتخفي» أطلقوا النار، وتمّ خلال المواجهات خطف ما لا يقل عن 6 أشخاص في حي بطرابلس، تسيطر عليه مجموعة تعمل تحت إشراف وزارة داخلية حكومة «الوفاق»، ولا يزال مكان وجودهم «مجهولاً».
وقالت نائبة مديرة المنظمة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ديانا التهاوي، في البيان، إنه «يجب الإبلاغ عن مكان وجودهم وإطلاق سراح كل الأشخاص المخطوفين فوراً».
ودعت المسؤولة في المنظمة حكومة «الوفاق» إلى «فتح تحقيق معمّق مستقل وشفاف في الاستعمال المفرط للقوة».
وأكدت حكومة «الوفاق» من جانبها على صفحتها الرسمية على موقع «فيسبوك»، الأربعاء، أن اجتماعاً أمنياً عُقد بإشراف السراج «لبحث أحداث الشغب التي وقعت في العاصمة طرابلس وضرورة معرفة أبعادها كافة، وتنفيذ إجراءات ضبط الأمن وتأمين سلامة المواطنين».
وكانت الأمم المتحدة دعت، الاثنين، حكومة «الوفاق» إلى إجراء «تحقيق فوري وشامل» في حوادث وقعت أثناء مظاهرة الأحد في طرابلس، ما أدى إلى سقوط جرحى، وفق بيان أصدرته بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
وحاول السراج في كلمة متلفزة تهدئة الأوضاع، وأكد على «الحق المشروع لكل ليبي في التعبير».
احتجاجات طرابلس تتحدى حظر التجول... وتطالب بإسقاط النظام
«العفو الدولية» نددت بخطف 6 محتجين من جانب محموعة موالية لـ«الوفاق»
احتجاجات طرابلس تتحدى حظر التجول... وتطالب بإسقاط النظام
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة