تعهد كومان إعادة برشلونة إلى القمة يصطدم بـ{التخلص من الكبار»

تعهد المدرب الهولندي رونالد كومان بإعادة برشلونة الإسباني إلى القمة مجددا، لكن المدير الفني الذي خلف كيكي سيتين بعد خروج الفريق المذل من ربع نهائي دوري الأبطال على يد بايرن ميونيخ الألماني، سيصطدم بعقبة النجوم الكبار، حيث يبحث النادي عن طريقة للتخلص منهم.
وأكد جوسيب ماريا بارتوميو رئيس برشلونة على أن كومان هو الذي سيكلف بثورة التغيير في التشكيلة من أجل قيادة النادي إلى حقبة جديدة بعدما ظهرت نقاط الضعف خلال الخسارة 8 - 2 أمام بايرن ميونيخ.
ووضع بارتوميو المدرب الجديد في موقف حرج وصعب، حيث على كومان أن يبدأ مشواره بصدام مع نجوم كبار يرغب النادي في التخلص منهم وأبرزهم جيرار بيكيه، 33 عاما، وسيرجيو بوسكيتس، 31 عاما، الموجودان في النادي منذ 2008، إضافة إلى الأوروغواياني لويس سواريز، 33 عاما، وجوردي ألبا، 31 عاما، وإيفان راكيتيتش، 33 عاما، وكلهم كانوا من العناصر المؤثرة الفائزة بثلاثية من الألقاب في 2015 إلى جانب حصد لقب الدوري الإسباني في 2016 و2018 و2019.
لكن كومان قد لا يكون قادرا على فرض كلمته أو تحقيق هدف بارتوميو لأن هؤلاء اللاعبين مرتبطون مع النادي بعقود برواتب ضخمة، وسيصعب على أي ناد آخر في أوروبا ضمهم والوفاء برواتبهم حتى لو بانتقال مجاني في ظل الآثار المالية الصعبة التي خلفتها جائحة (كوفيد - 19) وفقدان إيرادات أيام المباريات وبيع التذاكر.
ورغم أن كومان، ليس غريبا على برشلونة وكان أحد كبار لاعبيه السابقين في عهد الأسطورة الهولندي يوهان كرويف، فإن تحقيق حلمه بتدريب الفريق الكتالوني تحقق في وقت صعب.
ومن المؤكد أن كومان كان يفضل المجيء في وضع أفضل لكن أوضح: «أنا مدرب برشلونة الآن وسنعمل على الفور لتصحيح الأوضاع، يجب إجراء تغييرات. الصورة التي رأيناها ضد بايرن ميونيخ، ليست الصورة التي نريد العودة إليها، ليس لي، ولا للاعبين والإداريين والمشجعين أو أي واحد كان».
وبدأ كومان مشاوراته مع رامون بلانيس السكرتير الفني الجديد الذي حل مكان إيريك أبيدال، لبحث كيفية دخول المرحلة الانتقالية دون حدوث تصدع في النادي الكتالوني، ورغبة في إجراء التغييرات بشكل سلسل وتوديع غير المرغوب فيهم بشكل لائق.
وكان بارتوميو قد خص أسماء سبعة لاعبين فقط غير معروضين للبيع وهم القائد الأرجنتيني ليونيل ميسي والحارس الألماني مارك - أندريه تير شتيغن وثنائي الدفاع الفرنسي كليمو لينجليه ونلسون سيميدو، والصفقات الجديدة أنطوان غريزمان وفرنكي دي يونغ وعثمان ديمبلي.
والعقبة الأخرى التي تواجه كومان هي ميزانية النادي المتخمة بالديون، وهو ما قد يعوق خطته في ضم أي لاعب دون التخلص من المجموعة التي تتقاضى مرتبات كبيرة. كما أن هناك عناصر ينظر إليها كرموز للنادي مثل جيرار بيكيه وبوسكيتس اللذين يشاركان بالتشكيلة الأساسية منذ 12 عاما والأقدم بعد ميسي. ويأمل برشلونة في التعاقد مع المهاجم الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز من إنتر ميلان لكن المبلغ الكبير الذي طلبه الفريق الإيطالي ويتجاوز 100 مليون يورو ليس بمقدور النادي توفيره دون بيع بعض من نجومه.
ورغم ذلك أكد كومان على أن وجوده في برشلونة كان حلما وأصبح حقيقة، وتعهد بالمكافحة لإعادة الفريق إلى القمة.
وقال كومان الذي وقع على عقد يمتد حتى 30 يونيو (حزيران) 2022: «الكل يعرف قيمة برشلونة بالنسبة لي... إنه منزلي، إنه تحد ولن يكون سهلا. سيتطلب أفضل ما لدي وأنا أحب ذلك». وقال كومان إنه سيلتزم بأسلوبه الهولندي الذي يعتمد على الاستحواذ بشكل خاص، من أجل الحفاظ على تقاليد النادي، لكنه رفض تأكيد ما يشاع عن إمكانية التخلي عن لاعبين مثل الأوروغواياني لويس سواريز وسيرجيو بوسكتس وجوردي ألبا.
وأشار كومان إلى أنه إذا كانت هناك حاجة لاتخاذ قرارات، فسنفعل ذلك. اللاعب الذي يبلغ من العمر 31 و32 عاما، لم ينته بعد... الأمر كله يتعلق بمدى تعطشه ليكون في هذا النادي وإعطاء أقصى ما لديه.
وتأكد هذا الموسم أن قوة الفريق مرتبطة وحسب بالأداء الذي يقدمه النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، رغم أن أحدا ليس باستطاعته وحيدا قيادة فريق إلى المجد بغض النظر عن عظمته وقدراته.
الاعتماد حصرا على ميسي كان له ثمنه أمام فريق لا يرحم مثل بايرن في أوج عطائه والذي كشف النقاب عن نقاط ضعف النادي الكاتالوني، وأبرزها التقدم بالعمر، وهذا ما كان يحذر منه النجم الأرجنتيني طوال الفترة الماضية.
وتطرق كومان إلى مستقبل أفضل لاعب في العالم، قائلا: «إنه لمن دواعي سروري أن يكون هناك لاعب مثل ميسي في الفريق. إنه ركيزتنا في خطة تطوير الفريق، ميسي يمنحك الفوز بالمباريات وهو لاعب في برشلونة ولديه عقد مع الفريق، وسنعمل معا وسنتحدث مع بقية اللاعبين، وأتمنى أن يستمر لسنوات كثيرة هنا لأنه أسطورة هذا النادي».
وأبدى كومان رغبة في إعادة الفريق للسير على نهج مواطنه الراحل يوهان كرويف أحد أكثر الذين تعلم منهم فن التدريب، وخصوصا خلال فترة فريق الأحلام (1988 - 1996)، ليس فقط كلاعب، ولكن أيضا كمدرب. وعن تلك الفترة قال: «كان لدينا أفضل مزيج، لعبنا كرة القدم الهجومية وفزنا بالألقاب... إنها الفلسفة التي سنحاول أن نكون عليها في برشلونة. لعب كرة قدم رائعة للمشجعين للاستمتاع، والفوز بالطبع لأن هذا أهم شيء».
وأعطى كومان نبذة عن ملامح الشخص الذي سيكون عليه على مقاعد البدلاء للفريق الكاتالوني: «أنا مدرب يحب الانضباط والتنظيم الجيد. أحب أن أسيطر على اللعبة نحن الهولنديين نحب كرة القدم الهجومية. أحب أن أكون مباشرا، وأن أتواصل بشكل جيد مع اللاعبين. أن أوضح النقاط بشكل سريع، وأحاول إيصال الرسالة بوضوح».
وفيما يتعلق بمواطنه فرنكي دي يونغ، 23 عاما، اعتبر أن «الأداء الذي قدمه حتى الآن جيد جدا وهو لاعب لديه مستقبل في برشلونة».
ويملك كومان خبرة كبيرة كمدرب تمتد لنحو 20 عاما في الدوري الإنجليزي الممتاز، والدوري الإسباني، والدوري الهولندي والدوري البرتغالي، بالإضافة إلى تدريبه للمنتخب الهولندي، الذي أشرف عليه منذ 2018 وكان من المقرر أن يقوده حتى مونديال 2022.
وبات كومان الهولندي الخامس الذي يشرف على تدريب برشلونة، بعد رينوس ميتشلز (1971 - 1975 و1976 - 1978)، ويوهان كرويف (1988 - 1996)، ولويس فان غال فترتين (1997 - 2000. ومايو (أيار) 2002 حتى يناير (كانون الثاني) 2003)، وفرنك ريكارد (2003 - 2008).
ويذكر أن كومان تألق في صفوف الفريق الكتالوني كلاعب بين 1989 و1995 وساهم في قيادته لإحراز لقب الدوري الإسباني أربع مرات متتالية بين 1991 و1994 خلال حقبة «فريق الأحلام» بإشراف مواطنه الراحل كرويف. كما لعب دورا أساسيا في نيله لقب كأس الأندية الأوروبية البطلة (دوري الأبطال حاليا) عام 1992 بتسجيله هدف المباراة الوحيد في النهائي ضد سامبدوريا الإيطالي من ركلة حرة.
وخاض كومان بالمجمل 264 مباراة بقميص برشلونة، سجل خلالها 88 من الأهداف الـ253 في مجمل مسيرته الاحترافية التي دخل خلالها التاريخ كأفضل مدافع هداف. وسبق للهولندي أن عاد إلى «كامب نو» بعد اعتزاله اللعب بقميص فينورد عام 1997 وذلك بتسلمه مهمة مساعد المدرب مواطنه لويس فان غال بين 1998 و2000.
الان سيقلب كومان صفحة الذكريات وعليه خوض تحدي استبدال العمود الفقري لبرشلونة الذي انحنى من التعب، واستبدال «الحرس القديم» بأقصى سرعة ممكنة.
وعلى كومان استعادة السيطرة المفقودة على غرفة خلع الملابس، وأن يساعد النادي على تخفيف الخسائر التي تزيد على 300 مليون يورو في موسم 2019 - 2020، من خلال توديع من لن يكون لهم دور ولتخفيض فاتورة الأجور المتزايدة باستمرار. في الحقيقة، لا يقتصر الأمر على مجرد مسألة تقدم اللاعبين في السن وضرورة استبدالهم بواسطة لاعبين آخرين، لكن الأمر يتعلق بضرورة عودة برشلونة للاعتماد على أبناء النادي من مدرسته التي كان يطلق عليها دائما مفرخة المواهب.