أكدت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية أمس الاثنين أن العمالة الأجنبية الضخمة في قطر لا تزال تتعرض للاستغلال من قبل المشغلين الذين يحجبون الأجور ويهددون بالطرد وينتقصون من الأجور، ما يترك بعض العمال غير قادرين على شراء الطعام.
ويشكل الأجانب 90 في المائة من عدد سكان قطر البالغ 2.75 مليون نسمة، وغالبيتهم من دول نامية يعملون في مشاريع مرتبطة باستضافة الإمارة لكأس العالم لكرة القدم عام 2022.
وقالت المنظمة في تقرير الاثنين إن «أصحاب العمل المستقلين وكذلك أولئك الذين يديرون شركات توريد العمالة في مختلف أنحاء قطر، كثيراً ما يؤخرون أجور العمال، أو يحجزونها، أو يخصمون منها تعسفاً».
وأجرت المنظمة مقابلات مع أكثر من 93 عاملاً وعاملة وافدين يعملون لدى أكثر من 60 شركة أو صاحب عمل، وراجعت وثائق وتقارير قانونية تحضيراً لهذا التقرير. وبحسب هيومن رايتس ووتش فإنه «رغم بعض الإصلاحات خلال السنوات الأخيرة، يستمر عدم دفع الأجور، بالإضافة إلى انتهاكات أخرى منتشرة ومستمرة لدى 60 صاحب عمل وشركة على الأقل في قطر».
ونقل التقرير عن أوغندي، يعمل حارس أمن، قوله إنه لم يتلق راتبه البالغ 329 دولاراً سوى لشهر واحد خلال الفترة بين سبتمبر (أيلول) وديسمبر (كانون الأول) 2019. ويقول: «يعتقدون أن هذا المال يكفي للبقاء على قيد الحياة لمدة شهر في قطر؟ غير صحيح. أتضور جوعاً، وعائلتي تتضور جوعاً».
وقطر واحدة من الدول النادرة التي ستسجل فائضاً في موازنتها لعام 2020 بحسب التوقعات، ولكن وباء كوفيد - 19 أثر على الاقتصاد وترك الكثير من أرباب العمل غير قادرين على دفع الرواتب.
وأضافت المنظمة الحقوقية التي تتخذ مقراً لها في نيويورك: «تفاقمت الانتهاكات المتعلقة بالأجور منذ انتشار فيروس كورونا»، موضحة: «تذرّع بعض أصحاب العمل بالوباء لحجز الأجور أو رفض دفع أجور عالقة لعمال محتجزين أو مبعدين قسراً إلى أوطانهم».
ودعت المنظمة الدوحة إلى تنفيذ توصيات منظمة العمل الدولية و«تحسين أنظمة مراقبة الأجور، وتسريع آليات الانتصاف، ووضع تدابير جديدة لمعالجة انتهاكات الأجور».
وقال مايكل بيج، نائب مدير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة: «عشر سنوات مرت على فوز قطر باستضافة كأس العالم فيفا 2022، ولا يزال العمال الوافدون يعانون من تأخير دفع الأجور، أو دفعها ناقصة، أو عدم دفعها. علمنا بعمال يعانون من الجوع بسبب تأخير الأجور، وعمال مثقلين بالديون يكدون بالعمل للحصول على أجور ناقصة، وآخرين عالقين في ظروف عمل سيئة خوفاً من الانتقام».
وقال بيج: «لدى قطر سنتان قبل الركلة الأولى في مباريات كأس العالم. الوقت يمر بسرعة، وينبغي لقطر أن تُظهر الالتزام بوعدها إلغاء نظام الكفالة، وتحسين أنظمة مراقبة الأجور، وتسريع آليات الانتصاف، ووضع تدابير جديدة لمعالجة انتهاكات الأجور».
{هيومن رايتس}: مشيّدو ملاعب قطر يتعرضون للاستغلال
المنظمة الحقوقية قالت إن بعضهم غير قادر على شراء الطعام
{هيومن رايتس}: مشيّدو ملاعب قطر يتعرضون للاستغلال
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة