اتهام الحوثيين بارتكاب 141 انتهاكاً في شهر

TT

اتهام الحوثيين بارتكاب 141 انتهاكاً في شهر

في وقت تواصل الميليشيات الحوثية أعمال القمع والتعسف ضد المدنيين ومصادرة الحريات ونهب الأموال إلى جانب أعمال القتل والخطف في مناطق سيطرتها، أفادت شبكة حقوقية بأنها وثّقت قيام الجماعة بارتكاب 141 انتهاكاً خلال شهر واحد.
وأوضحت «الشبكة اليمنية للحقوق والحريات»، أن هذه الانتهاكات التي وثقتها ارتكبتها ميليشيا الحوثي الانقلابية بحق المدنيين خلال الفترة من 15 يوليو (تموز) وحتى 15 أغسطس (آب) 2020.
وذكر التقرير الدوري الذي وزعته الشبكة على وسائل الإعلام، أن الفريق الميداني التابع لها سجّل 26 حالة قتل و21 إصابة، معظمهم من الأطفال والنساء؛ نتيجة القصف الهستيري والمستمر على الأحياء الآهلة بالسكان المدنيين، وأعمال القنص والألغام الأرضية.
كما سجّل فريق التوثيق 49 حالة اختطاف وإخفاء قسري طالت مدنيين، بينهم أطفال ومسنون وأطباء وتربويون في كل من محافظات الضالع، وإب، وصنعاء، والحديدة، وذمار، والبيضاء، وحجة، والمحويت. وأضاف أنه تم تسجيل قيام ميليشيا الحوثي باعتقال 4 نساء خلال الفترة ذاتها، لافتاً إلى أن أغلب الاعتقالات واختطاف الضحايا تتم من نقاط التفتيش التابعة للميليشيا أو من الشوارع العامة أو عقب المداهمات لمنازل الضحايا، حيث يتم أخذهم بالقوة والتوجه بهم إلى جهات غير معلومة من دون الإفصاح عن أي معلومات عن أماكن الاحتجاز ليغيبوا بعدها عن ذويهم ومجتمعهم ويتم إنكار وجودهم.
وأشار التقرير الحقوقي إلى تعرض المعتقلين في سجون ميليشيا الحوثي للضرب والتعذيب والإهانة أثناء التحقيق معهم. كما يتعرض للضرب والتعذيب كل من يتحدث إلى حراسات المبنى أو يطالب بأي احتياجات، ناهيك عن إنشاء تسعة سجون سرية جديدة، أغلبها في منازل مواطنين أو في مدارس تستخدمها الميليشيات الحوثية كثكنات. ورصد الفريق الميداني الحقوقي للشبكة 27 حالة اعتداء بحق الأعيان المدنية قام بها مسلحون حوثيون ضد منازل مواطنين.
وتزامن الإعلان عن هذه الانتهاكات الحوثية الموثقة مع تقارير رسمية أفادت بقيام الجماعة باختطاف 13 شخصاً من أبناء قرية شرياف بمديرية القريشية في محافظة البيضاء ونقلهم إلى جهة مجهولة.
وكثفت الميليشيات الانقلابية، بحسب المصادر نفسها، خلال الأشهر الأخيرة من جرائمها وانتهاكاتها بحق أبناء قرية شرياف والقرى المجاورة لها من خلال عمليات الاقتحام للقرى والمنازل واعتقال المواطنين واستهداف المدنيين وقصف منازلهم بقذائف الهاون والأسلحة الرشاشة، متسببة في سقوط قتلى وجرحى، بينهم أطفال ونساء.
في غضون ذلك، أثار تصاعد الانتهاكات الحوثية ضد المدنيين سخط الحكومة الشرعية ضد الأمم المتحدة لتجاهل الأخيرة هذه الانتهاكات وعدم التدخل لوقفها، خصوصاً ما يتعلق بقنص عناصر الجماعة للأطفال في تعز كما حدث أخيراً مع الطفلة رويدا.
وقال وزير الإعلام اليمني في حكومة تصريف الأعمال معمر الإرياني، في تصريحات رسمية، إن جريمة قنص الطفلة رويدا في تعز «هزت الرأي العام اليمني وضمير كل إنسان حر، وتركت علامة استفهام كبيرة حول حيادية المبعوث الأممي، واستمرار تجاهله جرائم وانتهاكات الميليشيات الحوثية». وأضاف أن «استمرار هذا الصمت عن جرائم الميليشيات الحوثية وانتهاكاتها المتواصلة بحق المواطنين في عموم اليمن وفي تعز على وجه الخصوص، وآخرها جريمة القنص الوحشي للطفلة ‎رويدا، هو بمثابة ضوء أخضر لاستمرار هذه الجرائم والانتهاكات التي يدفع ثمنها المدنيين بشكل يومي».
وطالب الوزير اليمني المبعوث الأممي بـ«مغادرة مربع الصمت والتوقف عن مداهنة الميليشيا الحوثية، والإدانة الصريحة لكل جرائم الميليشيا التي تشكل وصمة عار في جبين الإنسانية، والعمل على تقديم المسؤولين عنها للمحاسبة باعتبارها جرائم حرب وجرائم مرتكبة ضد الإنسانية».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.