انهيارات حوثية في الضالع وتقدم للجيش اليمني في مأرب

قوات الشرعية تسقط طائرتين مسيّرتين للميليشيا في نهم والجوف

TT

انهيارات حوثية في الضالع وتقدم للجيش اليمني في مأرب

أفادت مصادر عسكرية يمنية رسمية، أمس (السبت)، بأن الميليشيات الحوثية تلقت ضربات موجعة في جبهة «مريس» شمال محافظة الضالع وسط تقدم للجيش باتجاه مدينة دمت، وذلك بالتزامن مع تقهقر للجماعة الانقلابية في جبهات مأرب والجوف ونهم.
وحسب المصادر، تمكنت القوات المشتركة للجيش في محافظة الضالع من السيطرة على عددٍ من المواقع الاستراتيجية شمال جبهة مريس في عملية عسكرية خاطفة نفَّذتها بعد تطهيرها ودحر الميليشيات الحوثية منها وسط معارك ضارية استمرت حتى وقت الظهر.
ونقل المركز الإعلامي لمحور الضالع القتالي عن مصادر عسكرية قولها: «إن القوات المشتركة شنت هجوماً من ثلاثة مسارات تمكنت عقبه من تطهير منطقة القهرة بالكامل في القطاع الشرقي، ومنطقة صولان والزِّيلة ومُرَيفدان في القطاع الأوسط، وكذلك السيطرة التامة على سلسة التباب المُطلة على منطقة سِوَن في القطاع الغربي لجبهة مريس بما فيها موقع الخزان».
وأوضح المركز أن الهجوم جاء بتنسيق مشترك بين مختلف الوحدات العسكرية بعد أن كانت الميليشيات الحوثية تخطط لشنِّ زحف واسع باتجاه جبهة مريس وتستقدم تعزيزاتها منذ ما يقارب الشهر، مؤكداً أن القوات المشتركة باتت تستهدف الميليشيات في جبل ناصة الاستراتيجي المطل على مدينة ومنطقة العود العليا.
في غضون ذلك أكد المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية العميد الركن عبده مجلي، تحقيق قوات الجيش انتصارات وتقدمات ميدانية استراتيجية، عقب معارك تكبدت خلالها ميليشيا الحوثي الانقلابية خسائر كبيرة، في مختلف الجبهات القتالية، خصوصاً (جبهات محافظات الضالع وصنعاء، والبيضاء، والجوف، ومأرب).
وقال مجلي في تصريحات رسمية: «إن ميليشيات الحوثي تلقت، السبت، هزيمة كبيرة بعد اختراق مواقع دفاعاتها بنيران الجيش والمقاومة الشعبية في مريس شمال مديرية قعطبة بمحافظة الضالع». وأضاف: «حرر الجيش عدداً من المناطق والمرتفعات، وأهمها قرية القهرة والزيلة ومواقع السبعة وموقع الدبابة ومريفدان وجبلي ملزق والخواو، وموقع الخزان الاستراتيجي المتاخم لمنطقة سون القريبة من جبل ناصة الاستراتيجي، وما زالت المعارك مستمرة أمام انهيار وفرار الميليشيات الحوثية».
وأشار العميد مجلي إلى أن الانتصارات والتقدمات مستمرة في منطقة «نجد العتق» في جبهة نهم بمحافظة صنعاء، وجبهتي «النضود والجدافر» بمحافظة الجوف، وكذلك بجبهتي قانية بمحافظة البيضاء وصرواح بمحافظة مأرب.
وأوضح أن قوات الجيش «استخدمت العمليات العسكرية الهجومية والدفاعية والأساليب التكتيكية من المناورة والمفاجأة والهجوم المباغت والكمائن والالتفاف والتطويق، التي من خلالها تحققت التقدمات والقضاء على التسللات وإلحاق خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات بالميليشيا المتمردة، وأسر عدد من عناصرها، واستعادة عدد من الأسلحة والذخائر المنوعة»، حسب قوله.
ولفت العميد مجلي إلى أن مقاتلات تحالف دعم الشرعية، شنت غارات جوية ناجحة، في الجبهات القتالية، أسفرت عن تدمير تحصينات ومخازن أسلحة وتعزيزات الميليشيا الحوثية، مؤكداً أن الميليشيا تعيش في حالة انهزام واستنزاف مستمر في ميدان المعركة.
وأفاد متحدث القوات المسلحة اليمنية بأن الجيش أسقط طائرتين مسيّرتين للميليشيا في مديرية نهم شرق محافظة صنعاء، وطائرة مسيّرة في «الجدافر» بمحافظة الجوف، وقال: «الميليشيات مستمرة في نشر الأكاذيب والانتصارات الوهمية والحرب النفسية ومواصلة استهداف المدنيين والأعيان المدنية في محافظة مأرب والضالع والبيضاء والحديدة بالصواريخ والمقذوفات والطائرات المسيّرة».
وكانت مصادر عسكرية يمنية قد أفادت لـ«الشرق الأوسط» بأن الميليشيات الحوثية تلقت خلال يومي الخميس والجمعة الماضيين ضربات موجعة خلال المعارك التي يخوضها الجيش اليمني بإسناد من تحالف دعم الشرعية بخاصة في جبهات قانية وماهلية والعبدية شمال البيضاء وفي صرواح (غرب مأرب) وفي جبهات محافظة الجوف.
وقدّرت المصادر الميدانية التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط» مقتل 90 حوثياً على الأقل إلى جانب عشرات الجرحى والأسرى الذين دفعت الجماعة بهم ضمن مساعيها لإحراز تقدم باتجاه مأرب.
وأوضحت المصادر أن قوات الجيش الوطني مع المقاومة القبلية تحولت من وضعية الدفاع لصد الهجمات الحوثية إلى وضعية الهجوم، حيث أحرزت تقدماً في أكثر من جبهة بما في ذلك جبهة نهم.
وفي حين كانت الميليشيات قد عززت بكتائب جديدة جبهات شمال البيضاء، أكدت المصادر أن أغلب التعزيزات تهاوت قبل وصولها إلى خطوط المواجهة بسبب الكمائن التي نصبها الجيش والمقاومة إلى جانب الضربات الجوية لمقاتلات تحالف دعم الشرعية. وأشارت المصادر إلى أن قوات الجيش والقبائل استطاعت السيطرة على مفرق الفرش والمواقع المجاورة في جبهة ماهلية، وفي جبهة قانية شمال البيضاء نفسها وصل تقدم الجيش إلى منطقة «الضيق».
وعلى وقع هذه التطورات الميدانية لجأت الجماعة الانقلابية إلى تعويض خسائرها بقصف القرى المدنية في محافظة البيضاء، بخاصة في مديرية القريشية، كما لجأت إلى بث مواد إعلامية تزعم فيها تحقيق انتصارات في محافظة البيضاء ضمن سعيها لرفع معنويات مقاتليها.
إلى ذلك بيّنت المصادر أن قوات الجيش الوطني باتت تقود عمليات محكمة في جبهتي صرواح ونهم وفي المناطق الصحراوية الواقعة إلى الشرق من مدينة الحزم، حيث مركز محافظة الجوف، وأدت تلك العمليات إلى تكبيد الجماعة خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات. واستعادت قوات الجيش والقبائل –حسب المصادر- مواقع في جبهة الكسارة كما حررت مفرق هيلان في جبهة صرواح، بالتزامن مع ضربات جوية لمقاتلات تحالف دعم الشرعية.
في السياق الميداني نفسه، قال مساعد قائد المنطقة العسكرية السادسة قائد اللواء 101، العميد محمد بن راسية: «إن قوات الجيش الوطني والمقاومة تصدت لمحاولة تسلل نفّذتها عناصر الميليشيا الحوثية في الجوف وأجبرتهم على التراجع دون تحقيق أي تقدم».
وأضاف العميد بن راسية أن «الميليشيا تلقت خسائر فادحة في الأرواح والعتاد العسكري بعد أن تم استهداف مواقع وتجمعات الميليشيات بالمدفعية والأسلحة المتوسطة».
وفي محافظة صعدة (شمال) أفادت المصادر الرسمية بأن قوات الشرعية سيطرت، الجمعة، على مواقع قريبة من مثلث مديرية باقم تطل على مركز المديرية بعد هجوم مباغت شنّته على مواقع ميليشيا الحوثي المتمركزة في باقم شمال محافظة صعدة.
ونقلت وكالة «سبأ» عن أركان حرب اللواء الخامس العميد سليمان النويهي، تأكيده أن المعارك أسفرت عن سقوط خمسة من عناصر الميليشيا وجرح آخرين واستعادة كمية من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.


مقالات ذات صلة

انعدام الأمن الغذائي يتفاقم في 7 محافظات يمنية

المشرق العربي الأمم المتحدة تخطط للوصول إلى 12 مليون يمني بحاجة إلى المساعدة هذا العام (إ.ب.أ)

انعدام الأمن الغذائي يتفاقم في 7 محافظات يمنية

كشفت بيانات أممية عن تفاقم انعدام الأمن الغذائي في 7 من المحافظات اليمنية، أغلبها تحت سيطرة الجماعة الحوثية، وسط مخاوف من تبعات توقف المساعدات الأميركية.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي الشراكات غير العادلة في أعمال الإغاثة تسبب استدامة الأزمة الإنسانية في اليمن (أ.ف.ب)

انتقادات يمنية لأداء المنظمات الإغاثية الأجنبية واتهامات بهدر الأموال

تهيمن المنظمات الدولية على صنع القرار وأعمال الإغاثة، وتحرم الشركاء المحليين من الاستقلالية والتطور، بينما تمارس منظمات أجنبية غير حكومية الاحتيال في المساعدات.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي لقاء نسوي حوثي في صنعاء حول مهام الزينبيات في شهر رمضان (إعلام حوثي)

رمضان... موسم حوثي لتكثيف أعمال التعبئة والتطييف

تستعد الجماعة الحوثية لموسم تعبئة وتطييف في شهر رمضان بفعاليات وأنشطة تلزم فيها الموظفين العموميين بالمشاركة وتستغل المساعدات الغذائية بمساهمة من سفارة إيران.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي مضامين طائفية تغلب على رسائل الشهادات العليا في جامعة صنعاء تحت سيطرة الحوثيين (إكس)

انقلابيو اليمن يعبثون بالشهادات الجامعية ويتاجرون بها

أثار حصول القيادي الحوثي مهدي المشاط على الماجستير سخرية وغضب اليمنيين بسبب العبث بالتعليم العالي، بينما تكشف مصادر عن تحول تزوير الشهادات الجامعية لنهج حوثي.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي القوات اليمنية نجحت بشكل محدود في وقف تدفق المهاجرين الأفارقة (إعلام حكومي)

15 ألف مهاجر أفريقي وصلوا إلى اليمن خلال شهر

رغم الإجراءات التي اتخذتها الحكومة اليمنية للحد من الهجرة من «القرن الأفريقي»، فإن البلاد استقبلت أكثر من 15 ألف مهاجر خلال شهر يناير الماضي.

محمد ناصر (تعز)

خوف في غزة من الجوع والغلاء بعد وقف إسرائيل دخول المساعدات

يخشى فلسطينيو قطاع غزة من نقص الغذاء وارتفاع الأسعار (أ.ف.ب)
يخشى فلسطينيو قطاع غزة من نقص الغذاء وارتفاع الأسعار (أ.ف.ب)
TT

خوف في غزة من الجوع والغلاء بعد وقف إسرائيل دخول المساعدات

يخشى فلسطينيو قطاع غزة من نقص الغذاء وارتفاع الأسعار (أ.ف.ب)
يخشى فلسطينيو قطاع غزة من نقص الغذاء وارتفاع الأسعار (أ.ف.ب)

يخشى فلسطينيو قطاع غزة الذي مزقته الحرب من نقص الغذاء وارتفاع الأسعار بعد أن أوقفت إسرائيل دخول المساعدات للضغط على حركة «حماس» للموافقة على شروطها لتمديد وقف إطلاق النار.

ووفقا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، كان تأثير إعلان إسرائيل قرارها (الأحد) فوريا وانعكس بشكل مباشر على الأسواق في شتى أنحاء القطاع، حيث ارتفعت أسعار السلع الأساسية رغم محاولات الهيئات المحلية التي تديرها «حركة المقاومة الإسلامية» (حماس) الإبقاء عليها مستقرة، حسبما أفاد المتسوقون والعاملون في مجال الإغاثة «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال بلال الحلو في سوق مكتظ في مدينة غزة: «هناك شعور عام بالقلق والخوف، توافد اليوم كثير من الناس لشراء ما يحتاجونه والأسعار ارتفعت كثيرا... وسترتفع أكثر فأكثر» مع بقاء المعابر مغلقة.

وأضاف: «سعر كيلو السكر اليوم 10 أو 12 شيقلاً (3 دولارات)»، وهو أغلى بأكثر من مرتين مما كان عليه قبل الحرب، «الغلاء يزيد والناس خائفة من نقص الطعام».

وقال عدلي الغندور: «الأسعار ارتفعت بنسبة 80% حتى الآن، وإذا بقي المعبر مغلقا، فسترتفع الأسعار بنسبة 200%».

حول المتسوقين، كانت البسطات ممتلئة بالخضار والفاكهة وغيرهما من المنتجات التي دخلت القطاع وفق تفاهمات المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار التي بدأت في 19 يناير (كانون الثاني) وانتهت رسميا السبت، أول أيام رمضان.

وعرض التجار أيضا زينة رمضان من الفوانيس الصغيرة ولافتات كُتب عليها «رمضان كريم»، بينما كان باعة الحلوى يعدون القطائف.

ليس حلاً

قالت كارولين سوغان، منسقة الطوارئ لدى منظمة «أطباء بلا حدود» في غزة، إنه تم إرجاع الشاحنات التي كانت من المفترض أن تصل الأحد بحمولتها. وأضافت الإثنين «تمكنا من إدخال بعض الشاحنات خلال الأسابيع الستة من وقف إطلاق النار، لكن ذلك ليس حلاً دائماً» للوضع الإنساني في غزة.

على الرغم من تجديد جزء من مخزون المنظمة من المستلزمات الطبية، فإن إسرائيل لم تسمح بدخول مواد أساسية أخرى مثل المولدات ومعدات تحلية المياه لأنها تصنفها مواد «ثنائية الاستخدام» وقد تستفيد منها الفصائل الفلسطينية لصنع الأسلحة.

أضافت سوغان أن «المساعدات الإنسانية لا ينبغي أن تكون جزءا من مفاوضات وقف إطلاق النار بينما يحتاج سكان غزة إلى المساعدة».

وفي مدينة جباليا شمال القطاع، يعيش النازحون الذين عادوا فور دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في خيام نصبتها الجمعيات والمنظمات الخيرية على قطعة أرض أزيلت منها الأنقاض والركام، تحيط بها مبان دمرها القصف والغارات الجوية.

وقال القيادي في «حماس» أسامة حمدان، اليوم الاثنين، إن 15 منزلا متنقلا دخلت القطاع من أصل 65 ألفا كان يفترض دخولها خلال وقف إطلاق النار.

ولم ترد وكالة «كوغات» التابعة للحكومة الإسرائيلية والمسؤولة عن تنظيم تدفق المساعدات إلى غزة على استفسار «وكالة الصحافة الفرنسية» بهذا الشأن.

إحباط تام

سوغان أيضا قالت إنها لاحظت زيادة فورية في الأسعار في أسواق غزة، بما في ذلك البيض الذي ارتفع سعره بنسبة 150%.

لكن ما يزيد من صعوبة الأمر، وفق سوغان، هو أن وقف المساعدات يوجه ضربة مؤلمة للغزيين الذين «يشعرون بإحباط تام»، متحدثة عن زملائها في غزة الذين صمدوا طوال 15 شهرا من الحرب المدمرة. وقالت: «هم يخشون العودة إلى ما كانت عليه الحال في نوفمبر (تشرين الثاني) - ديسمبر (كانون الأول)... عندما كان يتعذر العثور على الخبز ولم يكن هناك أي لحوم في المدينة».

لكن المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر اتهم «حماس» بتجميع المؤن، وقال إن الحركة لديها «ما يكفي من الطعام للتسبب بوباء السمنة... الإمدادات موجودة لكن (حماس) لا تشاركها مع الناس».

وصلت المفاوضات بين إسرائيل و«حماس» بشأن استمرار الهدنة إلى طريق مسدود في الأيام الأخيرة.

وتضغط إسرائيل لتمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، في حين تطالب «حماس» بالانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق والتي تنص على انسحاب إسرائيل من غزة وإنهاء الحرب.