بيدرسن لا يتوقع معجزات في اجتماعات اللجنة الدستورية السورية

المبعوث الأممي يتحدث للصحافيين في جنيف أمس (إ.ب.أ)
المبعوث الأممي يتحدث للصحافيين في جنيف أمس (إ.ب.أ)
TT

بيدرسن لا يتوقع معجزات في اجتماعات اللجنة الدستورية السورية

المبعوث الأممي يتحدث للصحافيين في جنيف أمس (إ.ب.أ)
المبعوث الأممي يتحدث للصحافيين في جنيف أمس (إ.ب.أ)

قال غير بيدرسن، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، إن استئناف المحادثات بين الحكومة السورية والمعارضة في جنيف، الاثنين المقبل، لن يحقق تقدماً جوهرياً سريعاً، لكنه أعرب عن أمله أن يكون بداية لعملية طويلة الأجل.
ومن المقرر أن تصل وفود من الجانبين ومن المجتمع المدني مطلع الأسبوع المقبل لبدء أولى محادثات بشأن سوريا تدعمها الأمم المتحدة منذ الجولة السابقة التي انتهت بخلاف في نوفمبر (تشرين الثاني).
ومن المقرر أن يتفاوض المندوبون خلال المحادثات التي تستمر أسبوعاً بشأن خطة عمل لصياغة دستور جديد.
وقال بيدرسن في مؤتمر صحافي، أمس (الجمعة): «لا يتوقع أحد أن يسفر هذا الاجتماع هنا الأسبوع المقبل عن معجزة أو انفراجة. الأمر يتعلق ببدء عملية طويلة ومضنية».
وسيكون مبعوثون من روسيا وإيران وتركيا والولايات المتحدة، وجميعها دول منخرطة في الحرب السورية، في جنيف أيضاً لإجراء محادثات مع بيدرسن، لكنهم لن يشاركوا في المحادثات الفعلية بوساطة الأمم المتحدة بين المندوبين السوريين.
وبحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو، عبر الهاتف، مجموعة من القضايا بينها آفاق تفعيل عملية التسوية السلمية للأزمة السورية، والوضع في ليبيا.
وذكرت وزارة الخارجية في بيان صدر إثر المحادثة، أن الوزيرين أكدا في سياق مناقشتهما التسوية في سوريا، استعداد موسكو وأنقرة لـ«تقديم كل دعم ممكن لعمل اللجنة الدستورية السورية في جنيف التي ستعقد اجتماعها الثالث في 24 أغسطس (آب) الجاري».
وأشار الطرفان إلى «أهمية تعزيز جهود المكافحة شاملة النطاق للإرهاب ومنع الإرهابيين من شن هجمات جديدة».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.