{المركزي} التركي يخالف التوقعات ويبقي سعر الفائدة من دون تغيير

يتوقع الأتراك أن تصريحات إردوغان عن «بشرى سارة» تتعلق بكشف جديد في مجال الطاقة (رويترز)
يتوقع الأتراك أن تصريحات إردوغان عن «بشرى سارة» تتعلق بكشف جديد في مجال الطاقة (رويترز)
TT

{المركزي} التركي يخالف التوقعات ويبقي سعر الفائدة من دون تغيير

يتوقع الأتراك أن تصريحات إردوغان عن «بشرى سارة» تتعلق بكشف جديد في مجال الطاقة (رويترز)
يتوقع الأتراك أن تصريحات إردوغان عن «بشرى سارة» تتعلق بكشف جديد في مجال الطاقة (رويترز)

أبقى البنك المركزي التركي على سعر الفائدة الرئيس المقيم على أساس سعر إعادة الشراء لأجل أسبوع (الريبو) عند 8.25 في المائة دون تغيير، خلافا للتوقعات التي ذهبت إلى أن البنك سيتحرك باتجاه زيادة سعر الفائدة لمواجهة التراجع القياسي في سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار.
واستجابت الليرة بشكل فوري متخلية عن مكاسب حققتها لفترة قصيرة عند إغلاق تعاملات أول من أمس عندما ارتفعت بنسبة تقترب من 2 في المائة مسجلة 7.28 ليرة للدولار على خلفية تصريحات الرئيس رجب طيب إردوغان عن «بشرى سارة» سيعلنها اليوم (الجمعة)، تتعلق، وفق التوقعات، بالإعلان عن اكتشاف احتياطيات من الغاز الطبيعي أو النفط في منطقة البحر الأسود شمال البلاد.
وعقب إعلان البنك المركزي قراره بالإبقاء على سعر الفائدة تراجع سعر الليرة إلى حدود 7.35 ليرة للدولار مجددا.
وأرجع خبراء قرار البنك المركزي التركي إلى خشية مسؤوليه من وقوع مواجهة مع إردوغان، الذي أعلن نفسه «عدوا للفائدة»، والذي ضغط بشدة على البنك من قبل وأطاح برئيسه السابق من أجل خفض معجل الفائدة الذي كان قد وصل إلى 24 في المائة عندما وقعت أزمة الليرة في أغسطس (آب) 2018. وأسفرت ضغوط إردوغان على البنك عن إجراء 12 خفضا متتاليا لسعر الفائدة الرئيسي حتى وصل إلى 8.25 في المائة.
وعشية اجتماع لجنة السياسات النقدية للمركزي التركي، أمس (الخميس)، سادت توقعات بأن يرفع البنك سعر الفائدة بما يتراوح ما بين 75 و175 نقطة على أقل تقدير للمساهمة في تخفيف الضغط على الليرة.
وأكد خبراء أنه للخروج من الأزمة يجب على تركيا رفع أسعار الفائدة بنسب تتراوح بين 150 و300 نقطة أساس لإنقاذ الليرة من الانهيار، لافتين إلى أن نهج البنك المركزي التركي في تعديل تكلفة التمويل على أساس يومي وتعديل كمية السيولة المتاحة للمقرضين بمعدلات مختلفة تشبه «الممر»؛ وأن ذلك لم يسهم في حل الأزمة بل فاقمها.
وأشارت وكالة «بلومبرغ» الأميركية، في تقرير، إلى أن سياسات البنك نتج عنها ارتفاع متوسط تكلفة النقد المقدم من البنك المركزي إلى 9.31 في المائة أول من أمس، مقارنة مع 7.34 في المائة في يوليو (تموز) الماضي، مرجحة أن يواصل البنك المركزي هذه السياسات لإنقاذ الليرة حتى لا يغضب إردوغان، الذي يرفض بشدة رفع أسعار الفائدة ويعتقد، على عكس جميع النظريات الاقتصادية، أن خفض الفائدة يؤدي إلى تراجع التضخم وتخفيف الضغط على الليرة.
وأعلن إردوغان، مساء أول من أمس، أنه سيزف «بشرى عظيمة» اليوم (الجمعة)، ستشكل علامة فارقة في تاريخ تركيا، وتوقعت تقارير أن تكون القضية على علاقة بالتنقيب عن النفط والغاز في البحرين الأسود والمتوسط.
وقال إردوغان: «سأزف لكم بشرى يوم الجمعة ستدخل تركيا مرحلة جديدة، وسنفتقد حالة التشوق لمعرفتها في حال كشفنا عنها حالا، لذا أعتقد أنه من المفيد عدم كشفها». وأضاف أن «تركيا مصممة على حماية حقوقها في شرق البحر المتوسط حتى النهاية، ومثلما مزقنا اتفاقية «سيفر» قبل قرن، لن نرضخ لاتفاقية مشابهة يسعون لفرضها علينا في شرق المتوسط».
وقالت وسائل إعلام قريبة من حكومة إردوغان إن البشرى التي تحدث عنها، ووعد الأتراك بالكشف عنها، تتعلق باكتشاف في مجال الطاقة بالبحر الأسود.
واستقبل المواطنون الأتراك تصريحات إردوغان عن البشرى السارة بفتور في ظل الوضع الاقتصادي الراهن وفقد الأمل في قدرة حكومته على معالجته، وذهب بعض المواطنين إلى القول عبر وسائل التواصل الاجتماعي إن أعظم بشرى يقدمها لنا ستكون إعلان خبر استقالته وحكومته.



بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)

قالت الصين الخميس إن تحقيقاتها في ممارسات الاتحاد الأوروبي وجدت أن بروكسل فرضت «حواجز تجارية واستثمارية» غير عادلة على بكين، مما أضاف إلى التوترات التجارية طويلة الأمد.

وأعلنت بكين عن التحقيق في يوليو (تموز)، بعدما أطلق الاتحاد تحقيقات حول ما إذا كانت إعانات الحكومة الصينية تقوض المنافسة الأوروبية. ونفت بكين باستمرار أن تكون سياساتها الصناعية غير عادلة، وهددت باتخاذ إجراءات ضد الاتحاد الأوروبي لحماية الحقوق والمصالح القانونية للشركات الصينية.

وقالت وزارة التجارة، الخميس، إن تنفيذ الاتحاد الأوروبي للوائح الدعم الأجنبي (FSR) كان تمييزاً ضد الشركات الصينية، و«يشكل حواجز تجارية واستثمارية». ووفق الوزارة، فإن «التطبيق الانتقائي» للتدابير أدى إلى «معاملة المنتجات الصينية بشكل غير موات أثناء عملية التصدير إلى الاتحاد الأوروبي مقارنة بالمنتجات من دول أخرى».

وأضافت بكين أن النظام لديه معايير «غامضة» للتحقيق في الإعانات الأجنبية، ويفرض «عبئاً ثقيلاً» على الشركات المستهدفة، ولديه إجراءات غامضة أنشأت «حالة من عدم اليقين هائلة». ورأت أن تدابير التكتل، مثل عمليات التفتيش المفاجئة «تجاوزت بوضوح الحدود الضرورية»، في حين كان المحققون «غير موضوعيين وتعسفيين» في قضايا، مثل خلل الأسواق.

وأوضحت وزارة التجارة الصينية أن الشركات التي عدّت أنها لم تمتثل للتحقيقات واجهت أيضاً «عقوبات شديدة»، الأمر الذي فرض «ضغوطاً هائلة» على الشركات الصينية. وأكدت أن تحقيقات نظام الخدمة المالية أجبرت الشركات الصينية على التخلي عن مشاريع أو تقليصها، ما تسبب في خسائر تجاوزت 15 مليار يوان (2,05 مليار دولار).

وفي سياق منفصل، تباطأ التضخم في أسعار المستهلكين في الصين خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فيما واصلت أسعار المنتجين الانكماش وسط ضعف الطلب الاقتصادي.

وألقت عوامل، تتضمن غياب الأمن الوظيفي، وأزمة قطاع العقارات المستمرة منذ فترة طويلة، وارتفاع الديون، وتهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، بظلالها على الطلب رغم جهود بكين المكثفة لتحفيز القطاع الاستهلاكي.

وأظهرت بيانات من المكتب الوطني للإحصاء، الخميس، أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع 0.1 في المائة الشهر الماضي على أساس سنوي، بعد صعوده 0.2 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) السابق عليه، مسجلاً أضعف وتيرة منذ أبريل (نيسان) الماضي. وجاءت البيانات متسقة مع توقعات الخبراء في استطلاع أجرته «رويترز».

وظل مؤشر أسعار المستهلكين ثابتاً على أساس شهري، مقابل انخفاض بواقع 0.6 في المائة في نوفمبر، وهو ما يتوافق أيضاً مع التوقعات. وارتفع التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والوقود المتقلبة، 0.4 في المائة الشهر الماضي، مقارنة مع 0.3 في المائة في نوفمبر، وهو أعلى مستوى في خمسة أشهر.

وبالنسبة للعام ككل، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين 0.2 في المائة بما يتماشى مع وتيرة العام السابق، لكنه أقل من المستوى الذي تستهدفه السلطات عند نحو ثلاثة في المائة للعام الماضي، مما يعني أن التضخم أخفق في تحقيق الهدف السنوي للعام الثالث عشر على التوالي.

وانخفض مؤشر أسعار المنتجين 2.3 في المائة على أساس سنوي في ديسمبر، مقابل هبوط بواقع 2.5 في المائة في نوفمبر، فيما كانت التوقعات تشير إلى انخفاض بنسبة 2.4 في المائة. وبذلك انخفضت الأسعار عند بوابات المصانع للشهر السابع والعشرين على التوالي.

ورفع البنك الدولي في أواخر ديسمبر الماضي توقعاته للنمو الاقتصادي في الصين في عامي 2024 و2025، لكنه حذر من أن أموراً تتضمن ضعف ثقة الأسر والشركات، إلى جانب الرياح المعاكسة في قطاع العقارات، ستظل تشكل عائقاً.