قال رئيس البنك الدولي، ديفيد مالباس، إن البنك يبحث عن وسائل لخفض ديون الدول الفقيرة؛ بدلاً من مجرد تأجيل سدادها، وذلك بهدف جذب مزيد من المستثمرين إلى هذه الدول في أعقاب جائحة فيروس «كورونا» المستجد، والركود الاقتصادي الذي تسببت فيه.
وقال مالباس في مقابلة مع تلفزيون «بلومبرغ» مساء الأربعاء، إن الشهور المقبلة والاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين، تمثل أفقاً زمنياً جيداً للتحرك، مضيفاً أنه يرى فرصة لتمديد إجراءات تخفيف أعباء الديون على الدول الفقيرة، من خلال مبادرة تعليق خدمة الديون التي بدأت في مايو (أيار) الماضي، والتي تستمر حتى عام 2021، وهو خيار يعتقد أنه سيحظى بدعم مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، ومجموعة العشرين.
وقال مالباس: «الخطوة التالية الأصعب هي الاتفاق على خفض حقيقي لقيمة الديون أو شطبها... لكن هذا حدث في الماضي، على سبيل المثال: أثناء أزمة ديون دول أميركا اللاتينية في الثمانينات؛ حيث تم خفض الديون؛ لكن الأمر استغرق وقتاً طويلاً تدهورت فيه أوضاع الدول حتى حدث هذا. لذلك فإنه من الأشياء التي نحاول القيام بها تسريع الوتيرة؛ بحيث نصل إلى النتيجة المطلوبة في أقرب وقت ممكن».
وكانت دول مجموعة العشرين قد أعلنت خلال اجتماعها في يوليو (تموز) الماضي أنها ستقرر تمديد اتفاق تعليق خدمة ديون الدول الفقيرة، مع اقتراب نهاية العام الحالي، ولكنها لم تؤكد إمكانية إقرار إجراءات إضافية لتخفيف عبء الديون مع استمرار جائحة فيروس «كورونا» في العالم.
وخلال الأسبوع الماضي، صدر عن البنك الدولي تقرير يرصد فيه بيانات الدول المشاركة في مبادرة تأجيل أقساط خدمات الدين، والتي جاء بينها: (وفقاً للترتيب الأبجدي باللغة الإنجليزية) كل من: أفغانستان، وأنغولا، وبوركينا فاسو، وكيب فيرد، والكاميرون، وأفريقيا الوسطى، وتشاد، وجزر القمر، والكونغو، وكوت ديفوار، وجيبوتي، والدومينيكان، وإثيوبيا، وغامبيا، وغرينادا، وغينيا، وقيرغيزيا، وملاوي، ومالي، وموريتانيا، وموزمبيق، ونيبال، وميانمار، والنيجر، وباكستان، وبابوا غينيا الجديدة، وساو تاومي وبرينسيبي، والسنغال، وسيراليون، وطاجيكستان، وتنزانيا، وتوغو، وفانواتو، وزامبيا.
وكشف التقرير أنه تم تقديم ما يقرب من 11.542 مليار دولار في صورة وفورات من مبادرة تعليق سداد خدمة الدين. كما استعرض توقعات البنك لتأثير فيروس «كورونا» على معدلات الفقر المدقع عالمياً لعام 2021، والتي أدت مع بداية انتشار فيروس «كورونا» لوصول عدد الفقراء حول العالم لنحو 577 مليون شخص. وفي أبريل (نيسان) سجلت التوقعات نحو 648 مليون شخص، ومع تدهور الأوضاع سجلت التوقعات في يونيو (حزيران) 679 مليون شخص، وكانت آخر التوقعات في الشهر نفسه وصلت إلى 719 مليون شخص، مقابل 712 مليون شخص تم رصدهم بالفعل خلال العام الجاري، بزيادة قدرها 7 ملايين شخص، جراء التأثيرات الاقتصادية للفيروس.
البنك الدولي يبحث وسائل لخفض ديون الدول الفقيرة
البنك الدولي يبحث وسائل لخفض ديون الدول الفقيرة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة