استمرار أموال قطر لـ«حماس» مرهون بوقف البالونات الحارقة

TT

استمرار أموال قطر لـ«حماس» مرهون بوقف البالونات الحارقة

بعد يوم واحد من توجيه التهديدات المباشرة بعودة سياسة الاغتيالات، صادقت السلطات الإسرائيلية على استمرار قطر في تقديم منحتها المالية بقيمة 30 مليون دولار شهرياً لحكومة «حماس» في قطاع غزة، ولمدة ستة شهور.
وقالت مصادر إسرائيلية إنها وافقت على استئناف المنحة القطرية، على أمل أن يوقف الفلسطينيون إرسال عبواتهم الناسفة عبر بالونات مفخخة نحو البلدات والحقول الإسرائيلية المحيطة بالقطاع. وقالت إنها ستغير رأيها وتوقف هذه المنحة، إذا لم يتوقف إرسال البالونات.
وكان السفير القطري محمد العمادي، قد أعلن، صباح أمس الخميس، أن بلاده وافقت على تمديد المنحة المالية إلى قطاع غزة لستة أشهر أخرى، إضافة إلى دعم المشروعات التي تم التفاهم عليها بالوتيرة السابقة. ولم يوضح العمادي سبب صدور القرار بوقف هذه المنحة، ولا سبب التراجع عنه، ولم يرد على الأسئلة بخصوص الأنباء التي قالت إن إسرائيل هي التي طلبت وقف المساعدات، وهي التي قررت إعادتها، وإن رئيس «الموساد» (المخابرات الخارجية في إسرائيل)، يوسي كوهين، التقى مسؤولين قطريين وتباحث معهم في الموضوع.
يُذكر أن الأوضاع الأمنية بين إسرائيل وقطاع غزة تدهورت في الأسبوعين الأخيرين بشكل خاص، بعد فترة من الهدوء. وحسب مصادر فلسطينية فإن «حماس»، المسيطرة على القطاع، شعرت بأن حكومة بنيامين نتنياهو تتراجع عن نيتها التوصل إلى هدنة طويلة المدى، وإبرام صفقة تبادل أسرى، فقررت تسخين الحدود بعض الشيء، واستئناف الجهود لإنهاء الانقسام الفلسطيني. ولكن إسرائيل ردت بتهديدات بعودة الاغتيالات، وقامت بعمليات قصف في القطاع، وأغلقت المعابر، ومنعت إدخال الوقود إلى القطاع، مما أعاد أزمة الكهرباء.
وعلى أثر ذلك جددت قطر إدخال الأموال إلى القطاع لمدة ستة شهور أخرى، 30 مليون دولار في الشهر. ووافقت إسرائيل على ذلك بشرط وقف العبوات الحارقة. وعادت مصر للوساطة بين «حماس» وإسرائيل من جهة وبين الفصائل الفلسطينية من جهة ثانية، لغرض التوصل إلى مصالحة فلسطينية وتهدئة الأوضاع بين غزة وإسرائيل.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.