إسرائيل تتحدث عن صفقة لإعادة لاجئين أفارقة إلى السودان

رغم النفي الرسمي في الخرطوم

مظاهرة رافضة للتطبيع مع إسرائيل في مدينة غزة أمس (رويترز)
مظاهرة رافضة للتطبيع مع إسرائيل في مدينة غزة أمس (رويترز)
TT

إسرائيل تتحدث عن صفقة لإعادة لاجئين أفارقة إلى السودان

مظاهرة رافضة للتطبيع مع إسرائيل في مدينة غزة أمس (رويترز)
مظاهرة رافضة للتطبيع مع إسرائيل في مدينة غزة أمس (رويترز)

رغم النفي الرسمي في الخرطوم لما قاله الناطق باسم وزارة الخارجية السودانيّة، حيدر بدوي صادق، عن أن بلاده تتطلع لاتفاق مع إسرائيل، على غرار الإمارات، أكدت مصادر في تل أبيب أن هناك محادثات سرية بخصوص صفقة يقف في مركزها موضوع إعادة عشرات ألوف اللاجئين الأفارقة، وبينهم سودانيون وإريتريون وإثيوبيون ممن تسللوا إليها ويقيمون اليوم في إسرائيل.
وقال وزير شؤون المخابرات في الحكومة الإسرائيلية، إيلي كوهن، إنه مصر على أن هناك محادثات ولقاءات متقدمة مع السودان وأن الجهود لتحويلها إلى اتفاق سلام بين البلدين ستثمر قبل نهاية السنة الجارية.
وتناقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية الأنباء عن وجود خلافات في القيادة السودانية حول موضوع العلاقات مع إسرائيل، منذ أن التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو في أوغندا مع رئيس المجلس الرئاسي، عبد الفتاح البرهان، في شهر فبراير (شباط) الماضي. وقالت إن هذه الخلافات انعكست أيضاً على العلاقات داخل وزارة الخارجية، بين الوزير، عمر قمر الدين، والمتحدث باسم الوزارة، بدوي صادق. وأشار مصدر دبلوماسي إلى أن رئيس مجلس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، طلب اجتماعاً مع قمر الدين حول تطورات الملف الإسرائيلي.
وكان صادق قد أعلن عن وجود هذه المحادثات، أول من أمس في حديث لقناة «سكاي نيوز» من دبي، ولاقت تصريحاته ترحيباً كبيراً في إسرائيل من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية، غابي أشكنازي، ووزير المخابرات كوهن، لكن الخرطوم نفت النبأ وأقالت الناطق باسم وزارة الخارجية، صادق، وقالت إن «أمر العلاقات مع إسرائيل لم تتم مناقشته في وزارة الخارجية بأي شكل كان». وتسبب هذا النفي بحرج شديد للمسؤولين الإسرائيليين. فخرجوا بتصريحات شملت بعض التفاصيل، بينها الحديث عن صفقة تشمل اتفاق سلام وفتح أجواء السودان أمام الطائرات الإسرائيلية وتدشين خط طيران مباشر وخط بحري مباشر واستيعاب اللاجئين الأفارقة المقيمين بشكل غير قانوني في إسرائيل إلى السودان، وبالمقابل تسعى إسرائيل إلى تغيير مكانة السودان في الولايات المتحدة وسائر العالم الغربي ووقف وإلغاء العقوبات المفروضة على السودان.
وعلى إثر ذلك، عادت جمعيات حقوق الإنسان في إسرائيل تطالب بالامتناع عن إعادة اللاجئين باعتبار أن الوضع في السودان غير مستقر بعد، وما زال هناك خطر على أرواح اللاجئين العائدين.
ومعروف أن هناك نحو 30 ألف أفريقي يعيشون اليوم في إسرائيل، ممن تسللوا إليها عبر الحدود مع سيناء المصرية. ويوجد بينهم 6300 سوداني. وحسب البروفسور غاليا تصبار، الباحثة في الشؤون الأفريقية والناشطة في الدفاع عن اللاجئين، فإن غالبية السودانيين اللاجئين في إسرائيل هم من منطقة دارفور، وما زال هناك خطر كبير على حياتهم لأن المجلس الرئاسي الحالي لم ينجح بعد في تسوية الصراعات هناك. وقوى السلام التي تتولى الدفاع عنهم، لن تسمح لأي حكومة في إسرائيل بأن تطردهم حتى لو كان ذلك باتفاق بين زعماء البلدين.
وقال الوزير الإسرائيلي كوهن إن لقاء نتنياهو والبرهان كان تاريخياً وفتح الباب أمام «تسونامي سياسي» سيجتاح المنطقة العربية ويحدث ثورة في العلاقات الإسرائيلية - العربية، تقوم على أساس المبدأ الذي وضعه نتنياهو: «سلام مقابل سلام».



تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.