«فريق التقييم» في اليمن: نحن محايدون ولا صحة لمزاعم قصف مستشفى عبس

TT

«فريق التقييم» في اليمن: نحن محايدون ولا صحة لمزاعم قصف مستشفى عبس

أكد فريق تقييم الحوادث في اليمن عدم صحة ادعاء أوردته منظمة أطباء بلا حدود حول تضرر أحد المستشفيات التي تشغلها في محافظة حجة شمالي البلاد في عام 2017. وأوضح المستشار منصور المنصور المتحدث باسم فريق تقييم الحوادث في اليمن أن الغارة الجوية التي نفذها تحالف دعم الشرعية في اليمن بمدينة عبس التابعة لمحافظة حجة كانت على موقع عسكري مشروع كان فيه تجمعات حوثية مسلحة.
وأكد فريق تقييم الحوادث في اليمن أن المنهجية المعتمدة لدى الفريق تتناسب مع منظومة القانون الدولي والإنساني والقواعد العرفية، مشدداً على أن الفريق طرف محايد ويتبع أسلوب الشفافية التامة في الإعلان عن تفاصيل الحوادث.
وتحدث المنصور عما ورد في مذكرة منظمة أطباء بلا حدود أن غارة جوية للتحالف في 2017 أصابت مستشفى تدعمه في مدينة عبس بمحافظة حجة، الأمر الذي أثار الذعر لدى المرضى. وأضاف: «بعد التحقق وجدنا أن المستشفى يقع شمال مدينة عبس، ومدرج لدى قوات التحالف ضمن قائمة الأهداف المحظور استهدافها».
وتابع: «وردت إلى قوات التحالف معلومات استخباراتية مؤكدة عن وجود تجمعات حوثية في موقع محدد في عبس بحجة، وعليه قام التحالف بتنفيذ مهمة جوية على الهدف العسكري المشروع باستخدام قنبلة واحدة، أصابت الهدف مباشرة، علماً بأن هذا الهدف يقع في منطقة شبه معزولة عن المباني، ويبعد المستشفى 920 متراً عن الموقع المستهدف وهي مسافة آمنة وفقاً للقانون الدولي».
وأشار المتحدث باسم الفريق إلى أنه «لم يتبين للفريق وجود أي آثار واضحة على المستشفى أو أضرار على المباني المجاورة له، أو على المباني الموجودة بين المستشفى والموقع العسكري، وبذلك يرى الفريق أن قوات التحالف لم تستهدف المستشفى الوارد في الادعاء وكانت إجراءاتها صحيحة وتتطابق مع القانون الدولي الإنساني».
كما استعرض المنصور ما ورد في تقرير هيومن رايتس ووتش في 2015. أن غارة جوية أودت بحياة 23 شخصاً من عائلة واحدة بينهم 7 نساء و14 طفلاً في منطقة سعوان بصنعاء، كما أصيب 31 آخرون بحسب الادعاء. وأوضح منصور المنصور أن منظمة العفو الدولية قدمت معلومات أيضاً لنفس الادعاء، وتحدثت عن وجود قنبلة ليرز موجهة في موقع الهجوم ولا يعلم مصدرها، وأشارت الادعاءات إلى تدمير 10 منازل، ووجود أضرار في نحو 50 منزلاً آخر.
وأضاف: «بعد البحث وتقصي الحقائق والاطلاع على جميع الوثائق وتقييم الأدلة تبين للفريق المشترك لتقييم الحوادث أنه فيما بين مساء يوم الأحد 2015-07-12 وصباح الاثنين 2015-07-13 نفذت قوات التحالف مهمتين جويتين على عدد 4 أهداف عسكرية داخل قاعدة عسكرية عبارة عن مخازن أسلحة.
وأفاد المنصور أنه في ضوء التقييم الشامل الذي قام به الفريق توصل إلى صحة الإجراءات التي اتخذتها قوات التحالف في التعامل مع الهدف العسكري المشروع (مخازن أسلحة) بما يتفق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية.
كما اتضح عدم سقوط القنبلة الرابعة على هدفها المحدد (مخزن أسلحة) بسبب خلل بها، وعليه أوصى الفريق بأن تقوم دول التحالف بتقديم مساعدات عن الخسائر البشرية والأضرار المادية التي وقعت بسبب احتمالية سقوط قنبلة نتيجة خلل بها على (حي العمال السكني بمنطقة سعوان) بالعاصمة صنعاء محل الادعاء.
إلى جانب قيام قوات التحالف بدراسة أسباب عدم سقوط القنبلة على الهدف العسكري المحدد ووضع إجراءات تضمن تلافي حدوث ذلك مستقبلاً. وتطرق المتحدث باسم الفريق إلى عدد من الحالات الأخرى وشرح جميع خلفياتها.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.