حلم كومان بتدريب برشلونة يتحقق لكن مصحوباً بكوابيس الفشل

هل يستطيع المدير الفني الهولندي تحمل ثورة التغيير وإبعاد نجوم مسنين وتعويضهم بشباب متألق؟

كومان لحظة وصوله إلى برشلونة استعداداً لتولي المسؤولية الثقيلة (رويترز)
كومان لحظة وصوله إلى برشلونة استعداداً لتولي المسؤولية الثقيلة (رويترز)
TT

حلم كومان بتدريب برشلونة يتحقق لكن مصحوباً بكوابيس الفشل

كومان لحظة وصوله إلى برشلونة استعداداً لتولي المسؤولية الثقيلة (رويترز)
كومان لحظة وصوله إلى برشلونة استعداداً لتولي المسؤولية الثقيلة (رويترز)

لم يسبق للمدير الفني الهولندي رونالد كومان إخفاء رغبته في تدريب فريق برشلونة الإسباني لكرة القدم في يوم ما، وجاء الفرصة لتحقيق حلمه في وقت عصيب يمر به النادي بمرحلة عدم استقرار على الصعيد الفني والإداري.
وستكون أول مهام كومان هي إعادة الوحدة للفريق المنهار بهزيمة قاسية أمام بايرن ميونيخ 2 - 8 والخروج من الموسم بلا ألقاب، وكذلك إعادة الثقة للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي تردد أنه يريد الرحيل.
وعندما أصدر برشلونة بياناً للإعلان عن إقالة كيكي سيتين من منصب المدير الفني الاثنين، أشار النادي إلى أن هذا القرار يشكل خطوة أولى على طريق «إعادة هيكلة الفريق».
وأكد جوسيب ماريا بارتوميو رئيس برشلونة إلى أن كومان لديه كل الصلاحيات لإجراء تغييرات جذرية في التشكيلة من أجل بدء حقبة جديدة بعدما انفضحت نقاط الضعف خلال الخسارة أمام بايرن ميونيخ في دوري أبطال أوروبا الأسبوع الماضي.
وسيقود كومان، وهو أحد كبار لاعبي برشلونة السابقين، مسؤولية المرحلة الانتقالية إلى جانب رامون بلانيس السكرتير الفني الجديد بعد رحيل الفرنسي إيريك أبيدال.
وقال بارتوميو: «سيجري السكرتير الفني والمدرب الجديد تغييرات جذرية وسيؤثر ذلك على بعض اللاعبين الذين سنودعهم بشكل لائق».
ولم يكشف بارتوميو عن أسماء هؤلاء اللاعبين، لكنه أكد أن هناك سبعة لاعبين غير معروضين للبيع وهم القائد ليونيل ميسي والحارس مارك - أندريه تير شتيغن وثنائي الدفاع كليمو لينغليه ونلسون سيميدو والصفقات الجديدة أنطوان غريزمان وفرنكي دي يونغ وعثمان ديمبلي.
ولم يظهر اسم جيرار بيكيه وسيرجيو بوسكيتس، الموجودان في النادي منذ 2008 وهما الأقدم في التشكيلة بعد ميسي، ضمن قائمة بارتوميو، مما يعني إمكانية رحيلهما بعد 12 عاماً من النجاح مع الفريق الأول.
كما غابت أسماء أرتورو فيدال وصامويل أومتيتي وجوردي ألبا وإيفان راكيتيتش ولويس سواريز، والثلاثي الأخير كان من العناصر المؤثرة في التشكيلة الفائزة بثلاثية من الألقاب في 2015 إلى جانب حصد لقب الدوري الإسباني في 2016 و2018 و2019. وأضاف بارتوميو: «هؤلاء لاعبون قدموا أفضل أيامهم مع النادي وكانوا جزءاً من أفضل سنوات النادي. لقد فازوا بالكثير من الألقاب وحققوا نجاحات كبيرة».
وتابع: «بعض هذه القرارات اتخذت بالفعل عن طريق البعض وسيتم اتخاذ البعض الآخر قريباً عن طريق أشخاص آخرين. لن يتم التشاور مع اللاعبين في هذه القرارات. من المهم جداً الاستماع إلى الآراء لكن سيتم اتخاذ القرار بشكل مشترك بين المدرب والسكرتير الفني».
وسيواجه برشلونة تحدياً في بيع بعض اللاعبين في ظل ارتباط بعضهم بعقود رواتب ضخمة في الوقت الذي تعاني فيه أغلب أندية العالم من الآثار المالية الصعبة لجائحة «كوفيد - 19». في ظل فقدان إيرادات أيام المباريات وبيع التذاكر.
وأضاف بارتوميو أن برشلونة لا يزال يحاول التعاقد مع المهاجم الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز من إنتر ميلان لكنه قال: «من المستحيل استعادة نيمار لأن باريس سان جيرمان لا يرغب في بيعه».
لكن تتمثل المشكلة بالنسبة لبارتوميو وكذلك لرونالد كومان، في حقيقة أن الحديث أسهل من الفعل فيما يتعلق بالتغييرات في صفوف اللاعبين.
وكان الأورغواياني سواريز، (33 عاماً)، قد أشار إلى أنه يرغب في استكمال العام الأخير المتبقي في عقده. كذلك يبدو فيدال، (33 عاماً)، راغباً في الاستمرار ضمن صفوف برشلونة، حيث يملك كلاهما حق مغادرة الفريق في صفقة انتقال حر صيف 2021.
أما لاعب خط لوسط بوسكيتس، (32 عاماً)، فيستمر عقده حتى عام 2023 بينما يستمر عقد الظهير الأيسر ألبا، (31 عاماً)، حتى عام 2024. وسيسفر النجاح المحدود المحتمل في صفقات بيع اللاعبين عن وجود صعوبات في شراء بدلاء أقوياء جدد.
كما أن أي محاولات للاستغناء عن لاعبين مقربين من النجم الأرجنتيني ميسي، ومنهم سواريز وألبا وفيدال، قد يمثل واحدة من أكبر المشكلات أمام كومان.
وكانت صحيفة «إسبورتي إنتراتيفو» قد ذكرت قبل عدة أيام أن ميسي أبلغ إدارة برشلونة برغبته في الرحيل عن الفريق هذا الصيف، ولم يقم النجم الأرجنتيني بنفي التقرير.
وذكرت إذاعة «كادينا سير» الإسبانية أول من أمس أن بارتوميو أبلغ جورجي والد ميسي بأن كومان يرغب في بناء الفريق حول النجم الأرجنتيني، لكن جورجي أبلغ رئيس برشلونة بأن عليه التحدث بشكل مباشر مع اللاعب نفسه.
ويتولى كومان تدريب برشلونة في الوقت الذي يشهد فيه الفريق انقساماً وحالة من الارتباك، خاصة أنه سبق أن تحدث عن معدل الأعمار الكبير في صفوف النادي الكتالوني، العام الماضي.
وقال كومان حينذاك: «سواريز يتجاوز عمره 30 عاماً وميسي فوق الثلاثين وبيكيه فوق الثلاثين وبوسكيتس فوق الثلاثين... لا يزال أمامهم مواسم قليلة، لكن ماذا سيحدث بعدها؟».
وأضاف: «سيكون لديك حارس مرمى، لكن من دون قلب دفاع ومن دون محور ولا قلب هجوم ومن دون ميسي. إذن، حظ سعيد!».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».