هل يعود آرسنال إلى عصره الذهبي تحت قيادة المدرب أرتيتا؟

بعد رحيل مدير كرة القدم راؤول سانليهي وتعيين فيناي فينكاتيشام بدلاً منه

من اليمين... فيناي فينكاتيشام وإيدو وأرتيتا وراؤول سانليهي (غيتي)
من اليمين... فيناي فينكاتيشام وإيدو وأرتيتا وراؤول سانليهي (غيتي)
TT

هل يعود آرسنال إلى عصره الذهبي تحت قيادة المدرب أرتيتا؟

من اليمين... فيناي فينكاتيشام وإيدو وأرتيتا وراؤول سانليهي (غيتي)
من اليمين... فيناي فينكاتيشام وإيدو وأرتيتا وراؤول سانليهي (غيتي)

يواصل نادي آرسنال الإنجليزي عملية التغيير الشاملة التي بدأها خلال الصيف الحالي، حيث أقال مدير الكرة، راؤول سانليهي، الذي سيجد نفسه في إجازة طويلة، في الوقت الذي يأمل فيه النادي في أن تنجح محاولته الأخيرة لإعادة هيكلة المناصب التنفيذية في حقبة ما بعد المدير الفني الفرنسي آرسين فينغر.
وفي الحقيقة، لم يكن من الغريب أن نرى سانليهي يرحل عن النادي، فمنذ وصوله في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2017؛ في البداية رئيساً لعلاقات كرة القدم، ثم مديراً للكرة بعد 10 أشهر، تدهور وضع آرسنال بشكل كبير. لكن لا يمكن أن نلقي بالمسؤولية بالكامل على كاهل سانليهي، لأن جذور الانحدار والتدهور كانت مترسخة في النادي قبل فترة طويلة من تعيينه في هذا المنصب.
وتتحمل عائلة كرونكي، المالكة للنادي، المسؤولية النهائية عن فشلها في إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح، لكن من الجيد أنها قررت اتخاذ إجراء الآن.
وتحت قيادة سانليهي، سرعان ما أصبحت الصفقات التي يعقدها آرسنال مهلهلة وتتسبب في إهدار الأموال. وهناك قائمة طويلة من الإخفاقات، أو على الأقل علامات الاستفهام الخطيرة، على نطاق واسع خلال هذه الفترة القصيرة من توليه المسؤولية.
لقد كان سانليهي مؤثراً في قرار إسناد مهمة الفريق للمدير الفني الإسباني أوناي إيمري، والطريقة التي جرى بها توجيه هذه الفترة نحو الكارثة في نهاية المطاف. وعلاوة على ذلك، فإن كثيراً من الانتقالات التي أشرف عليها لم تحقق النجاح المأمول للنادي، الذي احتل أدنى مركز في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز منذ 25 عاماً.
وهناك كثير من الأسئلة التي تطرح نفسها الآن: فهل كان نيكولاس بيبي يستحق أن يكسر آرسنال الرقم القياسي لأغلى صفقة في تاريخه ويتعاقد معه مقابل 72 مليون جنيه إسترليني، بعد موافقة اللجنة التنفيذية لسانليهي على تلك الصفقة في يوليو (تموز) عام 2019؟ لا يمكن لأي شخص أن يشكك في قدرات وإمكانات اللاعب الإيفواري، لكن لا يمكن لأي شخص أيضاً أن ينكر أن قيمة هذه الصفقة مبالغ فيها للغاية، وأن اللاعب ربما لا يستحق سوى 50 في المائة من القيمة الإجمالية التي دفعت للتعاقد معه.
وهل كان من الممكن أن يبرم آرسنال صفقة أفضل من التعاقد مع لاعب برشلونة، دينيس سواريز، على سبيل الإعارة، والذي لم يلعب سوى 95 دقيقة في نصف موسم؟ وهل كان من الجيد التعاقد مع المدافع البرازيلي ديفيد لويز براتب ضخم، قبل أن يتم تمديد عقد اللاعب، البالغ من العمر 33 عاماً، لموسم إضافي بعد فترة وجيزة من الإغلاق بسبب تفشي فيروس كورونا؟ وهل كان الظهير الأيمن البديل، سيدريك سواريز، الذي ظل يعاني من الإصابة خلال الأشهر الخمسة الأولى له في النادي، يستحق الحصول على عقد جديد لمدة 4 سنوات بعد نهاية إعارته من ساوثهامبتون؟ وهل كان من الطبيعي أن تقوم الوكالة التي يديرها كيا جورابشيان - الذي يمثل كل من ديفيد لويز وسواريز، واللاعب البرازيلي المنضم حديثا لآرسنال، ويليان - بالمساعدة في بيع أليكس إيوبي إلى إيفرتون؟
ورغم كل ذلك، فإنه لا يوجد ما يشير إلى أي مخالفة أو سوء تصرف، لكن الأمر تجاوز ما هو أكبر من تناقص الموارد المالية للنادي بسبب عدم تأهله لدوري أبطال أوروبا منذ فترة طويلة. وعلى الجانب الآخر، يجب أن نشير إلى أن آرسنال قد أبرم عدداً من الصفقات الناجحة تحت قيادة سانليهي، مثل التعاقد مع كيران تيرني مقابل 25 مليون جنيه إسترليني، كما أن غابرييل مارتينيلي - الذي اكتشفه رئيس لجنة التعاقدات السابق فرنسيس كاجيجاو – سيكون في طريقه للنجومية إذا تعافى تماماً من الإصابة التي يعاني منها في الركبة. وهناك آمال كبيرة على ويليام صليبا، الذي عاد من إعارته إلى سانت إتيان الفرنسي. وربما سيثبت بابلو ماري، عندما سيصبح لائقاً في أواخر الخريف، أنه يستحق العقد طويل الأجل الذي حصل عليه بعدما قدم مستويات جيدة بعض الشيء خلال الفترة التي لعبها على سبيل الإعارة من فلامينغو. لكننا نتحدث هنا عن «كثير من الاحتمالات» وليس النجاحات المؤكدة، مع العلم بأن آرسنال لا يستطيع تحمل مزيد من الإخفاقات.
وفي 1 يوليو الماضي، عين آرسنال تيم لويس في مجلس الإدارة مديراً غير تنفيذي. ويمكن وصف لويس، وهو محام، بأنه رجل عائلة كرونكي في النادي.
وقد قال أحد الشخصيات المطلعة على اختصاصه لصحيفة «الغارديان» مؤخراً، إن لويس جاء للإشراف على الإجراءات التي سيتخذها النادي؛ في حين أشار آخر إلى أن مثل هذا التعديل السريع في التسلسل الهرمي ليس من قبيل الصدفة. وقد أكد آرسنال على أن رحيل سانليهي جاء بالاتفاق المتبادل بين الطرفين، مشيراً إلى أن السبب في هذا القرار هو حاجة النادي إلى ضخ دماء جديدة.
وسيكون المدير الإداري الجديد، فيناي فينكاتيشام، الآن رئيساً صورياً وحيداً، بينما سيعمل المدير التقني، إيدو، مع المدير الفني للفريق، ميكيل أرتيتا، في الأمور الخاصة بكرة القدم، مثل الانتقالات. وسيكون من المثير للاهتمام أن نرى كيف ستسير الأموال المتعلقة بانتقالات اللاعبين، نظراً لأن النادي كان يميل خلال فترة سانليهي للعمل من خلال وكلاء للاعبين، مثل جورابشيان، وتهميش دور قسم الكشافة، الذي جرت إعادته للواجهة مرة أخرى في الآونة الأخيرة.
وكان لا بد من تغيير شيء ما في آرسنال، وهناك شعور الآن بأن النادي قد اتخذ القرار الصحيح بالتخلي عن خدمات سانليهي. لكن لا يمكن التأكد من أن النادي يسير في الاتجاه الصحيح إلا عندما نرى النتائج على أرض الواقع.
ويمكن القول إن تعيين أرتيتا على رأس القيادة الفنية للفريق في ديسمبر (كانون الأول) الماضي هو القرار الوحيد الجيد الذي اتخذه النادي منذ أن بدأت خطة خلافة فينغر. لقد جرى تعيين سانليهي، الذي كان يعمل سابقاً في برشلونة، في جزء من «حملة» - على حد تعبير الرئيس التنفيذي آنذاك إيفان غازيديس - لبناء «خبرة من الدرجة الأولى في كل جانب من جوانب عمليات كرة القدم لدينا». لكن هذه الخطوة لم تحقق النجاح المطلوب، وبالتالي وجد النادي نفسه يعود من حيث بدأ.


مقالات ذات صلة

«البريميرليغ»:هدف جوتا ينقذ ليفربول أمام فولهام... ونيوكاسل يضرب برباعية

رياضة عالمية صلاح يتحسر على إحدى الفرص المهدرة أمام فولهام (أ.ف.ب)

«البريميرليغ»:هدف جوتا ينقذ ليفربول أمام فولهام... ونيوكاسل يضرب برباعية

أحرز ديوغو جوتا لاعب ليفربول هدف التعادل في اللحظات الأخيرة لينقذ فريقه، الذي أنهى المباراة بعشرة لاعبين، بالتعادل 2-2 في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية ميكل أرتيتا مدرب آرسنال (إ.ب.أ)

أرتيتا: سأمنح سترلينغ مزيداً من دقائق اللعب

قال ميكل أرتيتا، مدرب آرسنال، إنه يعتزم منح رحيم سترلينغ فرصة اللعب مزيداً من الدقائق خلال فترة الأعياد المزدحمة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوارديولا يشعر بحجم الضغط عليه بسبب نتائج سيتي السيئة (رويترز)

أزمات مانشستر سيتي تتوالى محلياً وقارياً... وغوارديولا تحت الضغط

يعاني سيتي لحجز مكان بالدور الثاني من البطولة القارية على عكس الثلاثي الذي يتقدم بخطى ثابتة ليفربول وآرسنال وآستون فيلا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية ميكيل أرتيتا وبوكايو ساكا (أ.ب)

أرتيتا: ساكا يواصل مفاجأتنا

قال ميكيل أرتيتا، المدير الفني لفريق آرسنال الإنجليزي لكرة القدم، إن بوكايو ساكا، لاعب الفريق، سيصبح أفضل مع مرور الوقت بعدما سجل هدفين ليقود فريقه للفوز 3-صفر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أرتيتا يواجه أزمة إصابات (رويترز)

مدرب آرسنال يستعد لمواجهة موناكو وسط تفاقم أزمة الإصابات

قال ميكل أرتيتا مدرب آرسنال إن على فريقه التأقلم مع تفاقم قائمة الإصابات، إذ يستعد لاستضافة موناكو في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».