الحريري يدعو «حزب الله» للاعتراف بالخطأ: انتهى زمن الجريمة السياسية بلا عقاب

سعد الحريري أمام المحكمة الدولية عقب صدور الحكم في جريمة اغتيال والده أمس (أ.ب)
سعد الحريري أمام المحكمة الدولية عقب صدور الحكم في جريمة اغتيال والده أمس (أ.ب)
TT

الحريري يدعو «حزب الله» للاعتراف بالخطأ: انتهى زمن الجريمة السياسية بلا عقاب

سعد الحريري أمام المحكمة الدولية عقب صدور الحكم في جريمة اغتيال والده أمس (أ.ب)
سعد الحريري أمام المحكمة الدولية عقب صدور الحكم في جريمة اغتيال والده أمس (أ.ب)

حضّ سعد الحريري، نجل الرئيس الراحل رفيق الحريري، «حزب الله» على «الاعتراف بأخطائه» والتعاون مع المحكمة الدولية التي أدانت أحد كوادره بجريمة الاغتيال.
وقال الحريري الذي كان يتحدث بعد مشاركته في جلسة الحكم كممثل للمتضررين من الجريمة، إنّ المحكمة حكمت وإنه وعائلته قبلوا بالحكم وإنّ أهمية هذه «اللحظة التاريخية» تكمن في الرسالة الموجّهة إلى الذين «ارتكبوا هذه الجريمة الإرهابية وللمخططين وراءهم» بأن «زمن استخدام الجريمة في السياسة من دون عقاب ومن دون ثمن، انتهى، وأنّ أي جريمة سياسية تُرتكب لها ثمن، والثمن سيُدفع، لا محالة».
وأكّد الحريري من أمام المحكمة قرب لاهاي، أن «القضية لم تنتهِ بعد، ولا تزال هناك عدة مسائل غير معروفة»، مشيراً إلى أن والده اُغتيل «لأنه كان ضد سياسة النظام السوري، وأنه من الواضح أن شبكة تنفيذ الاغتيال تنتمي إلى (حزب الله)». وقال الحريري: «نحن معروفون، ونتكلم بوجهنا المكشوف وأسمائنا الحقيقية، ونقول للجميع: لا يتوقع أحد منّا أي تضحية بعد اليوم. نحن ضحّينا بأغلى ما عندنا». ورأى أنّ حزب الله» مطلوب منه أن يضحّي اليوم و«الذي صار واضحاً أن شبكة التنفيذ من صفوفه، ولهذا السبب يعتقدون أنّ العدالة لن تمسكهم ولن ينفذ بهم القصاص».
وفي هذا الإطار أكّد الحريري استكمال الجهود «حتى يُنفذ القصاص» ولا سيّما أنه «من يقول إن لا ثقة لديه بالمحكمة الدولية أصبحت له ثقة كبيرة بهذه المحكمة».
وفي حين شدّد الحريري على أنّه «لا مساومة على دماء والده ولا على دماء الشهداء والضحايا»، رأى أنه وبعد صدور الحكم أصبح واضحاً للجميع أن «هدف الجريمة الإرهابية، هو تغيير وجه لبنان ونظامه وهويته الحضارية»، مضيفاً أنّه لا توجد مساومة «على وجه لبنان ونظامه وهويته».
ورأى الحريري أنّ الحكم وضع «الجميع أمام مسؤولياتهم، ولا أحد باستطاعته القول إنه غير معنيّ»، فشرط العيش المشترك «هو أن يكون جميع اللبنانيين معنيين بعضهم ببعض، ليكونوا معنيين بكل الوطن، ويكون كل الوطن معنياً به».
وقال الحريري رداً على أسئلة الصحافيين: «أنا أرى أن العيش المشترك هو الأساس، وإذا كنا نريد هذا العيش المشترك، فعلى كل فريق أن يعترف بأخطائه. لا يمكن للبلد أن ينهض إذا كان كل شخص سيكذب على الآخر. يجب أن نكون صادقين بعضنا مع بعض لكي نستطيع أن ننتقل إلى المرحلة الأخرى من بناء الدولة. على (حزب الله) أن يتعاون في هذا الموضوع، وأظن أن المحكمة أظهرت اليوم صدقية عالية وأنها غير مسيّسة».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».