تركيا: لا نريد مواجهة مع مصر في ليبيا

أبدت ترحيباً بالمقترح الألماني حول سرت والجفرة

TT

تركيا: لا نريد مواجهة مع مصر في ليبيا

عبرت تركيا عن تأييدها للمقترح الألماني بتحويل سرت والجفرة إلى منطقة منزوعة السلاح، وأكدت عدم رغبتها في مواجهة أي دولة على الأراضي الليبية، مشيرة إلى أنها ترغب في تحقيق السلام والاستقرار، وأنها ترى أن مصر كدولة جارة لليبيا «قادرة على أن تلعب دورا كبيرا لتحقيق ذلك».
وجاءت هذه التصريحات في وقت أكدت فيه وسائل إعلام موالية للحكومة التركية أنه تم الاتفاق بين وزيري الدفاع التركي، خلوصي أكار، ونظيره القطري خالد بن محمد العطية وحكومة «الوفاق» الليبية على إقامة قاعدة بحرية لتركيا في ميناء مصراتة بدعم قطري.
وقال وزير الدفاع التركي في تصريحات للصحافيين، أمس، إن بلاده التي تشترك مع ليبيا في التاريخ والثقافة، ستواصل بذل ما بوسعها من أجل وحدة ليبيا وأمنها وازدهار شعبها. مبرزا أنه أجرى أول من أمس زيارة «مثمرة جداً» إلى ليبيا، بحث خلالها العديد من القضايا وتبادل المعلومات، وجدد التأكيد على أن تركيا «موجودة في ليبيا بدعوة من حكومة الوفاق الوطني، المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، وتقف معها وتدعمها».
وتابع خلوصي أكار موضحا أن تركيا تتقاسم إمكانياتها مع ليبيا، وتقدم الدعم بالتدريب العسكري في إطار مذكرة التفاهم للتعاون الأمني والعسكري، مبرزا أن بلاده تواصل فعالياتها الإنسانية، وتقدم كل أنواع الدعم للمستشفيات، فيما يواصل خبراء المتفجرات الأتراك عمليات إزالة الألغام والعبوات المصنوعة يدويا.
وزار أكار رفقة رئيس الأركان التركي، يشار جولر، طرابلس أول من أمس، وعقدا اجتماعات مع بعض المسؤولين العسكريين في حكومة الوفاق بمقر قيادة مركز التدريب والاستشارات العسكرية التركي - الليبي في طرابلس، كما التقيا رئيس حكومة الوفاق فائز السراج، ورئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي خالد المشري في طرابلس.
وأكدت وسائل إعلام قريبة من الحكومة التركية، أمس، الاتفاق على تأسيس قاعدة عسكرية بحرية لتركيا في ميناء مصراتة الليبي بتمويل من قطر، واتفاق تركيا وقطر مع حكومة الوفاق على إقامة منشآت للتدريب والاستشارات العسكرية، وعلى أن ترسل أنقرة والدوحة مستشارين وعسكريين إلى ليبيا لتعزيز قدرات قوات الوفاق.
وقالت صحيفة «يني عقد» التركية إن تركيا «ستنشر أيضا طائرات مسيرة مسلحة في قاعدة الوطية الجوية، غرب طرابلس، كما سيتم إعطاء الصلاحيات للقوات الجوية التركية لاستخدام قاعدة مصراتة البحرية»، مشيرة إلى أن زيارة أكار والعطية إلى طرابلس أسفرت عن إبرام العديد من التفاهمات، التي تتضمن التعاون العسكري الثلاثي بين تركيا وقطر وحكومة الوفاق، سيتم بموجبها إنشاء مركز تنسيق عسكري ثلاثي لإنشاء قواعد ومؤسسات عسكرية، فضلاً عن زيارات شهرية لمستشارين عسكريين أتراك وقطريين إلى ليبيا، من أجل عقد الاجتماعات بشكل دوري.
في السياق ذاته، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، إن تركيا وقطر تعملان مع «حكومة الوفاق» من أجل دعم الاستقرار، مُشيراً إلى أن زيارة وزيري الدفاع التركي والقطري إلى طرابلس جاءت في إطار ما نصت عليه مذكرة التفاهم للتعاون الأمني العسكري، الموقعة بين تركيا والوفاق، حيث إن أحد بنودها ينص على تبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين، والتشاور حول آليات تنفيذ باقي بنود الاتفاق.
واعتبر كالين أن تنسيق بلاده وحكومة الوفاق مع قطر «يأتي أيضاً في إطار اعتقاد تركيا أن الطريق نحو الاستقرار، والمضي قدماً يبدأ بخطوة الحشد الدولي في إطار عملية السلام، التي بدأتها الأمم المتحدة ودعمتها عملية برلين، التي شارك فيها لاعبون أساسيون في الصراع الليبي، إلى جانب ممثلين عن الجامعة العربية، والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة»، مشددا على أن بلاده «لا تفضل أي حل عسكري في سرت والجفرة، أو في أي جزء من ليبيا.... الجفرة بها كثير من القواعد العسكرية، ونحن قلقون من التزايد العسكري هناك، وهذا الأمر يشكل تهديدا لعمليات السلام، وتهديدا لوحدة وسلامة الأراضي الليبية».
في السياق ذاته، أكد كالين أن تركيا «لا تريد أي مواجهة عسكرية مع مصر أو أي دولة أخرى». وقال بهذا الخصوص: «نعتقد أن مصر تستطيع أن تلعب دورا بناء. فمصر دولة جارة لليبيا، ونحن نفهم دواعي القلق المتعلقة بالحدود. لكن علينا أن نعمل على العملية السياسية وإنجاحها والاستماع لمطالب الشعب الليبي».
ورحب المتحدث التركي بدعوة ألمانيا لجعل منطقة سرت والجفرة منزوعة السلاح، قائلا: «أعتقد أنها فكرة يمكننا أن ننظر إليها باهتمام. قد تكون من ناحية المبدأ فكرة جيدة لوقف العمليات العدائية، وإعطاء الفرصة للعملية السياسية، لكن يجب أن يكون لهذه الفكرة تحديد لمبادئها بطريقة شفافة وعادلة».



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».