المشيشي ينهي مشاورات تشكيل الحكومة التونسية الجديدة

قبل أسبوع من الإعلان الرسمي عن تركيبتها وعدد حقائبها

المشيمي خلال لقاء سابق مع قادة الأحزاب في إطار مشاوراته لتشكيل الحكومة الجديدة (إ.ب.أ)
المشيمي خلال لقاء سابق مع قادة الأحزاب في إطار مشاوراته لتشكيل الحكومة الجديدة (إ.ب.أ)
TT

المشيشي ينهي مشاورات تشكيل الحكومة التونسية الجديدة

المشيمي خلال لقاء سابق مع قادة الأحزاب في إطار مشاوراته لتشكيل الحكومة الجديدة (إ.ب.أ)
المشيمي خلال لقاء سابق مع قادة الأحزاب في إطار مشاوراته لتشكيل الحكومة الجديدة (إ.ب.أ)

أجرى هشام المشيشي، رئيس الحكومة التونسية المكلف، أمس، الجولة الثالثة الأخيرة من المفاوضات الرامية إلى تشكيل الحكومة المقبلة، والإعلان الرسمي عن تركيبتها قبل انتهاء المهلة الدستورية المحددة في 25 أغسطس (آب) الحالي.
وسبقت مفاوضات أمس جولتان مهمتان؛ خصصت الأولى للاستماع لتصورات الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان، وبعض الشخصيات السياسية والاقتصادية والهياكل المهنية. أما الجولة الثانية فقد طرحت على الأحزاب السياسية شكل الحكومة التي يروم المشيشي تشكيلها، وانتهت بإعلانه عن التوجه لحكومة كفاءات مستقلة. أما جولة أمس الأخيرة فقد ركزت على برنامج عمل الحكومة، وهيكلتها المحتملة، وعدد الحقائب الوزارية المزمع توزيعها بعيداً من الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان.
وأكدت تصريحات عدد من القيادات الحزبية تراجع منسوب التوتر والصراع بين الأحزاب على شكل الحكومة الجديدة وطبيعتها، حيث صرح أسامة الخليفي، قيادي حزب «قلب تونس»، بأن تكوين الحكومة «يسير في الاتجاه الصحيح، والخيار الأفضل هو مواصلة الحوار، ومراعاة مصلحة تونس أولاً». وكان أحزاب: «قلب تونس» و«حركة النهضة»، و«حركة الشعب» وحزب «التيار الديمقراطي»، وتحالف «ائتلاف الكرامة» (يملكون نحو 138 صوتاً في البرلمان)، قد انتقدوا تفضيل المشيشي تشكيل حكومة «كفاءات مستقلة»، لا تتضمن في تركيبتها قيادات سياسية من الأحزاب الفائزة في انتخابات 2019، غير أن قيادات هذه الأحزاب تراجعت مؤخراً عن موقفها لتعلن أنها قد تدعم توجه رئيس الحكومة المكلف، وأنها تنظر بحذر إلى شبح إجراء انتخابات برلمانية مبكرة، قد تهدد بتراجع مستوى تمثيلها في البرلمان، مقارنة مع نتائج الانتخابات الماضية.
بدورها؛ عدلت «الكتلة الديمقراطية» الممثلة لـ«حركة الشعب» و«التيار الديمقراطي» من موقفها؛ إذ دعت إلى تشكيل حكومة تجمع بين السياسيين والكفاءات، وهي فكرة لم يناقشها رئيس الحكومة المكلف، المتمسك بحكومة كفاءات مستقلة، عادّاً أن مقترحه مبني على «فكرة فيها كثير من الإيجابيات ومقبولة شعبياً» على حد تعبيره. وفي هذا الشأن، توقع النائب البرلماني مبروك كورشيد أن يكون «خوف عدد من الأحزاب من المجهول وراء حسم التصويت لصالح حكومة المشيشي في جلسة التصويت المنتظرة».
ويرى مراقبون للوضع السياسي التونسي أن الحكومة الجديدة «مطالبة في كل الحالات بإرضاء الأحزاب الفائزة في الانتخابات الماضية، بحسبان أنها تحظى بوزن برلماني مهم، حتى تتشكل حولها دائرة دعم سياسي وبرلماني، وفي غياب هذا الدعم ستجد نفسها لا تملك سوى تزكية رئيس الجمهورية فحسب، وهو غير كاف لتمرير القوانين وتسهيل عملها».
على صعيد غير متصل، وقع الرئيس قيس سعيد القانون المتعلق بالأحكام الاستثنائية للانتداب في القطاع العمومي بالنسبة للمعطلين الذين تجاوزت بطالتهم 10 سنوات، في انتظار نشره في الرائد الرسمي (الصحيفة الرسمية).
وكان البرلمان قد صادق الشهر الماضي على مقترح قانون يقضي بالتوظيف المباشر في القطاع العمومي للعاطلين الحاصلين على شهادات عليا، والذين بلغت فترة بطالتهم 10 سنوات فأكثر، وذلك وفق ترتيب تفاضلي للمنتمين إلى هذه الفئات، وبناء على مقياس سنة التخرج، شرط أن يكونوا مسجلين في مكاتب التشغيل.
ووفق قيادات في «اتحاد المعطلين عن العمل (منظمة حقوقية مستقلة)»، يمكن أن تسهم هذه الخطوة في حل جزء من بطالة آلاف العاطلين عن العمل لسنوات طويلة، «غير أنها لن تقضي بالمرة على الأزمة الهيكلية التي تعرفها سوق الشغل»، حسب تعبيرهم.



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.