وزير الدفاع التركي: سنواصل دعم «الوفاق»

إردوغان بحث التطورات الليبية مع بوتين

TT

وزير الدفاع التركي: سنواصل دعم «الوفاق»

أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أن العسكريين الأتراك في ليبيا سيواصلون عملهم بالطريقة نفسها، وأن تركيا «ستسعى مع قطر من أجل وقف إطلاق النار، والحفاظ على وحدة الأراضي الليبية».
وقال أكار، خلال مأدبة غداء مع العسكريين الأتراك العاملين في مركز التدريب والاستشارات التركي الليبي في طرابلس، عقب جولة قام بها في المركز، أمس، إن الأعمال التي يقوم بها العسكريون الأتراك «ستستمر بالطريقة ذاتها في إطار تعليمات الرئيس رجب طيب إردوغان»، مضيفاً: «بذلنا كل جهد ممكن لجعل وقف إطلاق النار دائماً من أجل وحدة ليبيا وسلامتها واستقرارها، وسنواصل بذل قصارى جهدنا اليوم، كما فعلنا بالأمس، للحفاظ على وحدة وسيادة ليبيا».
وتابع أكار، خلال المأدبة التي حضرها رئيس الأركان التركي يشار جولر، ووزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية، ونائب وزير الدفاع بحكومة «الوفاق» الليبية صلاح الدين النمروش، ورئيس أركان قوات «الوفاق» محمد الشريف، وسفير تركيا لدى ليبيا سرهات أكشن، وعدد من المسؤولين الأتراك والليبيين: «إخواننا القطريون معنا في هذا الموضوع، ونعتقد أننا سنحقق النتائج المرجوة من خلال دعم إخواننا الليبيين في قضيتهم العادلة... ونؤكد دائماً أن ليبيا لليبيين»، مشدداً على مواصلة دعم حكومة «الوفاق»، برئاسة فائز السراج، قائلاً إن «هناك مبادرات مختلفة من هنا وهناك، وأطرافاً تدعم القوى التي لا تريد الاستقرار في ليبيا (في إشارة إلى الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر). لكننا لن ننحني أمام كل ذلك، وسنواصل دعمنا للحكومة الشرعية، والعمل في إطار الأمم المتحدة... ونأمل أن نحقق الهدف في النهاية، وهو الحفاظ على استقرار ليبيا ووحدتها وسلامة شعبها».
كان أكار ورئيس الأركان يشار جولر، قاما بزيارة مفاجئة لطرابلس، أمس، لبحث الأنشطة التي يجري تنفيذها في إطار مذكرة التفاهم للتعاون العسكري والأمني، الموقعة مع حكومة الوفاق الوطني في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، حسب ما أكدت مصادر عسكرية تركية.
وتوجه أكار فور وصوله إلى مقر القيادة الاستشارية للتعاون الأمني الدفاعي والتدريب، التي تم إنشاؤها في نطاق اتفاقية التعاون العسكري الموقعة العام الماضي، حيث عقد اجتماع ثلاثي مع وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية، والمسؤولين العسكريين في حكومة الوفاق الليبية.
وذكرت مصادر تركية أن الزيارة استهدفت، إلى جانب بحث الأنشطة التي يجري تنفيذها في إطار مذكرة التفاهم للتعاون العسكري والأمني، بحث إنشاء قاعدة بحرية جديدة في مدينة الخمس، شرق طرابلس، وتفقد الاستعدادات النهائية لذلك.
وأضافت المصادر ذاتها أنه من المتوقع أن تنتج الزيارة تحركاً منسقاً بين أنقرة والدوحة مع حكومة الوفاق ومالطا، وذلك بعد اللقاءات التي تمت في أنقرة في يوليو (تموز) الماضي، عقب زيارة أكار للدوحة، التي أعقبها اجتماعات بين وزراء دفاع تركيا وقطر، ولقاءات رباعية تركية قطرية مع وزيري الداخلية في كل من مالطا وحكومة الوفاق، ثم زيارة وزيري خارجية تركيا ومالطا إلى طرابلس. وأشارت إلى أنه تم أيضاً بحث تطورات إنشاء القاعدة البحرية التركية في مصراتة، والقاعدة الجوية في الوطية.
كما ذكرت المصادر ذاتها أن وزيري دفاع تركيا وقطر بحثا مع المسؤولين الليبيين «سبل تعزيز الدعم العسكري لحكومة الوفاق، وبحث عمليات تأهيل وتدريب عناصر من قوات الوفاق في الكليات العسكرية التركية»، مبرزة أنه تم الوقوف أيضاً على الاستعدادات لعملية سرت والجفرة، التي علقت بعدما أعلنهما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي «خطاً أحمر» لمصر في يونيو (حزيران) الماضي، وتأكيده أن مصر ستتدخل عسكرياً حال امتداد المعارك إليهما. وكذلك بعد أن أعلنت روسيا الأمر نفسه.
بالتزامن مع زيارة وزيري الدفاع التركي والقطري، أجرى الرئيس رجب طيب إردوغان، اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لبحث التطورات في ليبيا. وقالت الرئاسة التركية والكرملين، إنه تم التأكيد خلال الاتصال، الذي ركز بشكل أساسي على ليبيا، على ضرورة اتخاذ الأطراف في ليبيا خطوات ملموسة لوقف إطلاق النار، وبدء المفاوضات في إطار قرارات مؤتمر برلين، والقرار 2510 لمجلس الأمن الدولي.
كان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، قد بحث مع نظيره الأميركي مايك بومبيو، خلال لقاء بينهما في جمهورية الدومينيكان مساء أول من أمس، التطورات في ليبيا وشرق المتوسط وسوريا. وقال جاويش أوغلو، في تصريح عقب المباحثات، إنه تم الاتفاق على مواصلة التشاور في الملف الليبي على مستوى الخبراء.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.