مطالب بسحب «ملف التفاوض» من أيدي عسكريي السودان

TT

مطالب بسحب «ملف التفاوض» من أيدي عسكريي السودان

دعت لجان المقاومة إلى احتجاجات بالعاصمة الخرطوم وعدد من المدن السودانية، لتقويم ما سمته بـــ«انحراف» شركاء الحكم عن مسار الثورة، وتصادف الدعوات، مرور عام على توقيع وثيقة دستورية تحكم البلاد خلال الفترة الانتقالية، وتؤسس لحكم مدني مستقبلاً. وتتجه المواكب المليونية بحسب المسارات التي أعلنت عنها لجان المقاومة إلى مقر مجلس الوزراء في وسط الخرطوم، لتقديم مذكرة لرئيس الوزراء، بالمطالب العاجلة.
وطالبت لجان المقاومة، وهي تنظيمات تكونت في الأحياء الشعبية ولعبت دوراً كبيراً في قيادة المظاهرات التي أسقطت نظام الرئيس لمعزول عمر البشير في أبريل (نيسان) 2010. بسحب ملف السلام من عهدة العسكريين في مجلس السيادة فوراً، وتكوين مفوضية لإدارة المفاوضات مع الحركات المسلحة المتمردة.
ووقعت الوثيقة الدستورية في 17 من أغسطس (آب) العام الماضي، بين «قوى الحرية والتغيير» التي تمثل قوى الثورة، والمجلس العسكري الانتقالي الذي يمثل الجيش، أفضت إلى تسوية سياسية لتقاسم السلطة، تم بموجبها تشكيل هياكل الحكم الانتقالي الحالي. ونصت الوثيقة الدستورية على تشكيل أجهزة الحكم المتمثلة في ثلاثة مجالس (السيادة، والوزراء، والتشريعي)، ومعالجة أهم القضايا التي تعتبر من أولويات الحكومة في الفترة الانتقالية، وفي مقدمتها السلام وحل الأزمة الاقتصادية وتحقيق العدالة بمحاكمة رموز نظام الجبهة الإسلامية، واجتثاث وإزالة تمكين النظام المعزول في أجهزة الدولة.
وكانت لجان المقاومة قد نظمت احتجاجات في 30 يونيو (حزيران) الماضي، تحت شعار (تصحيح مسار الثورة)، شكلت ضغوطاً على الحكومة برئاسة عبد الله حمدوك، التي سارعت بإجراء تعديل وزاري محدود، وتعيين حكام مدنيين للولايات يحلون محل الحكام العسكريين. كما تشكلت الآلية الثلاثية المكونة من مجلسي السيادة والوزراء، وقوى الحرية والتغيير التي تعتبر الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية، وتوصلت إلى مصفوفة اتفاق بجداول زمنية محددة تعالج الخلل في الوثيقة الذي أدى إلى تأخير البت في الكثير من القضايا المطلوب إنجازها خلال الفترة الانتقالية.
وكان رئيس الوزراء عبد الله حمدوك قد أعلن عن تقدم كبير في مفاوضات السلام، متوقعاً توقيع اتفاق سلام نهائي مع الحركات المسلحة خلال أسابيع، كما وعد بحل الأزمة الاقتصادية. وأشارت لجان المقاومة في بيان إلى انتهاج الحكومة الانتقالية نفس سياسات النظام المعزول الاقتصادية التي أدت إلى تعميق الأوضاع المعيشية في البلاد، ودعت وزارة المالية بوضع يدها على الشركات التابعة للأجهزة النظامية (الجيش والأمن)، وعقد مؤتمر اقتصادي يقوم على أسس قومية في فترة زمنية لا تتعدى الأسبوع.
وطالب البيان بمعالجة الأزمة الهيكلية لتحالف قوى الحرية والتغيير من خلال عقد مؤتمر تنظيمي يمثل قوى الثورة الحية الموقعة وغير الموقعة على ميثاق إعلان الحرية والتغيير للتوافق حول هياكل التحالف وسياساته وأهدافه بما يضمن تنفيذ كافة استحقاقات «ثورة ديسمبر» وتصحيح مسارها. كما طالبت لجان المقاومة بالشروع في تشكيل المجلس التشريعي لكي يضمن مشاركة عادلة لكل قوى الثورة بعيداً عن المحاصصة الحزبية.
ومن ناحية ثانية، دعت اللجان الأجهزة العدلية بتخصيص محاكم خاصة لشهداء الثورة، واطلاع الرأي العام على التحقيقات مع رموز النظام المعزول، وحثت الحكومة على الشروع في إعادة هيكلة القوات النظامية وإصلاحها وفق أسس قومية. ولا تزال الخلافات محتدمة بين تحالف قوى الحرية التغيير والحكومة في السياسات الاقتصادية بالاستمرار في رفع الدعم عن المحروقات.
وشهدت عدة مدن سودانية خلال الفترة الماضية اعتصامات تطالب الحكومة بالتعجيل بتحقيق أهداف الثورة، وإكمال هياكل الحكم المدني. وكانت قوى سياسية داخل تحالف قوى الحرية والتغيير قد عبرت عن الحاجة الملحة لتطوير الوثيقة الدستورية لدستور انتقالي يحدد صلاحيات ومهام أجهزة السلطة الانتقالية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.