رئيس موريتانيا السابق يتهم سلفه بالتحالف مع «الإخوان» لتصفيته

اعتبر متابعته بـ«الفساد» و+سيلة لـ«قتله سياسياً»

TT

رئيس موريتانيا السابق يتهم سلفه بالتحالف مع «الإخوان» لتصفيته

اتهم الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز سلفه الرئيس الحالي للبلاد، محمد ولد الشيخ الغزواني، بالتحالف مع «الإخوان» المسلمين للتنكيل به، وتصفيته سياسيا، ومحاكمته بتهم «واهية».
وقال ولد عبد العزيز، الذي تلاحقه السلطات بتهم «فساد»، في بيان أصدره أمس، ونقلت وكالة الصحافة الألمانية مقتطفات منه، إن المحيط الجديد والداعمين الجدد للرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني، ومنهم قيادات من الإخوان المسلمين «عمدا إلى تفجير أزمة سياسية مصطنعة حول مفهوم لم يسبق أن سمع به الموريتانيون وهو «المرجعية»، وكان الهدف الواضح منها الإساءة إلي، ومحاولة التضييق علي سياسيا».
وأكد ولد عبد العزيز توغل شخصيات محسوبة على «الإخوان» في صفوف «الداعمين الجدد للرئيس، الذي فتح أبواب مكتبه واسعة لاستقبال شخصيات من هذا التيار الخطير، والمعارضة عموما. ومن بين هذه الشخصيات ضيف ولد عبد العزيز، المختار ولد محمد موسى، وجميل منصور، عمر الفتح ومحمد غلام الحاج وقياديون آخرون».
ووصف الرئيس السابق إحالة ملف شبهات الفساد إلى القضاء بـ«التصعيد الخطير ضده شخصيا حين قرر برلمانيو الأغلبية المحسوبون على الرئيس الجديد، دعم لجنة للتحقيق، كان «الإخوان» وبعض حلفائهم قد اقترحوها، وتهدف بالأساس إلى تجريمي حتى قبل الحصول على أي دليل ضدي».
في غضون ذلك، أوضح الرئيس السابق لموريتانيا أن هذه اللجنة «بدأت تعمل بصفة انتقائية، وتوجيه تهم جزافية إلي، وإلى محيطي العائلي، ومن بينها تهمة بنيت على وثائق رسمية قطرية، تدعي أنني أهديت جزيرة موريتانية إلى الأمير السابق لهذا البلد، وهو طبعا أمر عار من الصحة تماما».
إلى ذلك، قرر الرئيس الموريتاني السابق عقد مؤتمر صحافي الثلاثاء القادم، في ثاني خرجة إعلامية له منذ اندلاع أزمة سياسية بينه وبين خليفته الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني.
وكانت لجنة تحقيق برلمانية قد أوصت بمحاسبة المشتبه بتورطهم في صفقات فساد في عهد الرئيس السابق ولد عبد العزيز، ومنهم الرئيس نفسه وأفراد من عائلته. وفي هذا السياق، أغلقت الشرطة الموريتانية مساء الأربعاء مقر حزب سياسي أصبح الواجهة السياسية للرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز بعد أن أصبحت تلاحقه شبهات فساد.
وأغلقت الشرطة مقر «الحزب الوحدوي الديمقراطي الاشتراكي»، بعد ساعات من ظهور محمد ولد عبد العزيز في المقر، وبعد أن أعلن تولي قيادة الحزب وزير سابق مقرب من محمد ولد عبد العزيز. وكان «الوحدوي الديمقراطي الاشتراكي»، المحسوب على البعث السوري قد عقد الأربعاء الماضي مؤتمرا، أعلن فيه عن تخلي أمينه العام محفوظ ولد اعزيزي عن منصبه لصالح الوزير السابق سيدنا عالي ولد محمد خونا.
وتقول النيابة العامة في موريتانيا إنها فتحت تحقيقا في شبهات ووقائع فساد، كشفها تقرير للجنة تحقيق برلمانية، شملت ملفات وصفقات تمت في عهد الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز. وأوضح بيان للنيابة أنها باشرت إجراءات البحث الابتدائي، بإشراف قطب مكافحة جرائم الفساد، موضحة أنه «سيتسم بالجدية والصرامة المطلوبين طبقا للقوانين المعمول بها.. وبشكل مجرد ومحايد، وطبقا للقواعد والمعايير الإجرائية المقررة قضائيا، مع مراعاة ما تتطلبه مثل هذه التحقيقات من وقت». مشددة على أن كل من يكشف البحث عن ارتكابه لوقائع مجرمة «ستتم متابعته، وتقديمه أمام القضاء المختص لينال الجزاء المناسب في إطار محاكمة عادلة، تضمن احترام حقوق الدفاع».
وكان تقرير برلماني قد كشف عن تجاوزات مالية وإدارية في صفقات ومحاباة، استفادت منها عائلة الرئيس السابق ولد عبد العزيز. وتحدث التقرير عن صفقات بقيمة ملياري دولار تمت بطريقة غير قانونية، وتخللتها تجاوزات كبيرة استفاد منها مقربون من الرئيس السابق في مجالات الثروة السمكية والطاقة والكهرباء والموانئ والمطارات والطرق.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.