زلزال بايرن ميونيخ يدمّر برشلونة وينهي حقبة الجيل الذهبي للفريق الكتالوني

ميسي ورفاقه تعرضوا لأسوأ هزيمة على الصعيد القاري... ومستقبل المدرّب والإدارة وكثير من النجوم في مهب الريح

مرمى برشلونة اهتز 8 مرات بأقدام لاعبي البايرن  في أسوأ هزيمة للفريق الكتالوني (أ.ب)
مرمى برشلونة اهتز 8 مرات بأقدام لاعبي البايرن في أسوأ هزيمة للفريق الكتالوني (أ.ب)
TT

زلزال بايرن ميونيخ يدمّر برشلونة وينهي حقبة الجيل الذهبي للفريق الكتالوني

مرمى برشلونة اهتز 8 مرات بأقدام لاعبي البايرن  في أسوأ هزيمة للفريق الكتالوني (أ.ب)
مرمى برشلونة اهتز 8 مرات بأقدام لاعبي البايرن في أسوأ هزيمة للفريق الكتالوني (أ.ب)

تشكل الهزيمة الأسوأ لبرشلونة الإسباني على الصعيد القاري والتي تعرض لها على يد بايرن ميونيخ الألماني 8 - 2 في ربع نهائي دوري الأبطال، نهاية حقبة بأكملها أكثر من نهاية مشوار مدرب كان وضعه مهزوزاً في النادي حتى قبل هذا السقوط التاريخي.
من شبه المؤكد أن تلقي ثمانية أهداف للمرة الأولى منذ الخسارة أمام إشبيلية 8 - صفر عام 1946 في مسابقة الكأس الإسبانية، لن يمر مرور الكرام عند إدارة النادي الكاتالوني التي كانت تبحث أصلاً عن مدرب يحل بدلاً من كيكي سيتين، لا سيما بعد التنازل عن لقب الدوري المحلي لصالح الغريم ريال مدريد.
وواقع أن إقالة المدرب للمرة الثانية في غضون ثمانية أشهر آخر ما يشغل بال الإدارة، يعكس الوضع الذي وصل إليه برشلونة هذا الموسم لأن «النادي بحاجة إلى التغيير»، بحسب ما أفاد قلب الدفاع جيرار بيكيه بعد الهزيمة المذلة، الذي قال: «الجميع عرضة للمساءلة، أولهم أنا. نحتاج إلى دم جديد من أجل تغيير الوضع. لقد وصلنا إلى الحضيض».
بالنسبة للمدرب سيتين الذي وصل إلى الفريق في يناير (كانون الثاني) الماضي خلفا لإرنستو فالفيردي، ويتردد أن الإدارة بصدد إقالته خلال ساعات فقال: «لا أعلم إذا كنت سأواصل المهمة أم لا، والأمر ليس مرتبطاً بي».
لكن في الكواليس، الأمر محسوم بالتأكيد لأنه لا يمكن أن تمر هزيمة من هذا النوع دون أن يدفع أحد ما الثمن الذي قد يطال الكثيرين وليس المدرب وحسب، بعدما تبين أن قوة الفريق مرتبطة بالأداء الذي يقدمه النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، رغم أن أحداً ليس باستطاعته وحيداً قيادة فريق إلى المجد بغض النظر عن عظمته وقدراته.
الاعتماد حصراً على ميسي كان له ثمنه الكبير أمام فريق لا يرحم في أوج عطائه كشف النقاب عن نقاط ضعف النادي الكاتالوني، وأبرزها التقدم بالعمر، وهذا ما كان يحذر منه النجم الأرجنتيني طوال الفترة الماضية.
وتذمر ميسي من تقدم الفريق بالعمر في يناير الماضي، ثم كرر الأمر في يوليو (تموز) حين تنازل برشلونة عن لقب الدوري المحلي لصالح ريال مدريد، داعياً إلى عملية «نقد ذاتي شاملة»، مضيفاً بعد خسارة أمام أوساسونا في «كامب نو» كانت كفيلة بحسم اللقب لصالح النادي الملكي: «لم نكن نتوقع ولم نكن نرغب في إنهاء الأمور بهذه الطريقة، لكن ذلك يختصر إلى حد كامل عامنا...كنا فريقاً غير منتظم إلى حدٍ كبير، ضعيفاً جداً، يخسر في الندية وفي الرغبة، يتلقى الأهداف بسهولة».
وشدد أفضل لاعب في العالم بأن على ناديه القيام بعملية نقد ذاتي تبدأ من اللاعبين، لكن عملية نقد ذاتي شاملة، وأكد على أن ريال يستحق الفوز بكل المباريات، لكننا برشلونة وعلينا واجب الفوز بكل المباريات، ومحذراً أنه في حال واصلنا بهذه الطريقة، سيكون من الصعب جداً علينا الفوز بدوري أبطال أوروبا». لكن أشد المتشائمين لم يكن يتوقع أن ينتهي مشوار برشلونة في دوري الأبطال بهذه الطريقة الكارثية التي قد تدفع ميسي إلى التفكير ربما بمغادرة «كامب نو» إذا لم تحصل التغييرات التي يريدها من أجل انتشال الفريق من الهوة.
وخلافاً للموسمين الماضيين حين كان مرشحاً للذهاب حتى النهاية والفوز باللقب قبل أن يصدمه روما الإيطالي في ربع النهائي بالفوز عليه إياباً 3 - صفر في العاصمة بعد أن خسر ذهاباً 1 - 4. وليفربول الإنجليزي في نصف النهائي حين حول خسارته ذهاباً صفر - 3 إلى فوز إياباً 4 - صفر، لم يكن برشلونة مرشحاً هذه المرة لتجاوز عقبة بايرن في ظل المستوى الرائع الذي يقدمه الأخير محلياً وقارياً.
لكن أحداً لم يتوقع أن تكون نهاية المشوار القاري للنادي الكاتالوني بهذه الطريقة المذلة التي ستدفع الإدارة إلى التفكير في مصير لاعبين على غرار بيكيه (33 عاماً) والمهاجم الأوروغواياني لويس سواريز (33 أيضاً) وسيرجيو بوسكتس (31) وجوردي ألبا (31). وجميع هؤلاء لعبوا دوراً في الحقبة الذهبية لبرشلونة التي تبدو من زمن بعيد ما يحتم على الإدارة اتخاذ قرارات شجاعة والبناء على لاعبين مثل الهولندي فرنكي دي يونغ، وأنسو فاتي أو ريكي بويغ.
نهاية حقبة في برشلونة تترافق مع غياب الفرق الإسبانية عن الدور نصف النهائي لدوري الأبطال لأول مرة منذ عام 2007. كما أن دور الأربعة للمسابقة القارية الأم سيكون من دون وجود أي من ميسي وغريمه السابق في ريال نجم يوفنتوس الإيطالي الحالي البرتغالي كريستيانو رونالدو للمرة الأولى منذ 2005.
والسؤال الذي يطرح نفسه: من سيقود عملية التغيير في برشلونة، هل هو نجم الفريق السابق تشافي هرنانديز، الأرجنتيني ماوريتسيو بوكيتينو أو الهولندي رونالدو كومان.
المؤكد أن برشلونة لا يملك ما يكفي من الأموال حالياً من أجل القيام بإضافات كبيرة على الفريق، مما يعني أنه قد يتعين عليه البحث عن البديل في الداخل.
لكن هذا يعني بأن مشروع النهضة سيكون طويل الأجل، ولا يستطيع النادي ضمانه من ناحية الاستمرارية بسبب الانتخابات الرئاسية المقررة في عام 2021 والتي قد تحمل بديلاً لجوسيب ماريا بارتوميو وتغييراً آخر محتملاً في منصب المدرب برفقة الرئيس الجديد.
فترة عام قد تبدو دهراً بالنسبة لبارتوميو الذي لم يستبعد تقديم موعد الانتخابات، قائلاً: «كانت كارثة، بعض القرارات فكرنا بالفعل في اتخاذها والبعض الآخر سنفكر به في الأيام القليلة المقبلة». ومنذ عام 2014، انتقل مجلس إدارته من خطأ فادح إلى آخر أكثر فداحة، مع إحداث شرخ في غرف الملابس والسير من الفوضى إلى الانحدار.
وتأزم الوضع بمغادرة النجم البرازيلي نيمار إلى باريس سان جيرمان الفرنسي في صيف 2017 من دون التمكن من إيجاد البديل المناسب حتى الآن، وحتى أن محاولات إعادته إلى «كامب نو» باءت بالفشل، لأن الأموال التي تقاضاها النادي (222 مليون يورو)، أهدرت في مكان آخر. وانتهى الأمر بإذلال تاريخي توقعه ميسي، وكان قادماً منذ فترة طويلة في ظل الاستراتيجية العقيمة لإدارة بارتوميو.
لقد كشفت الهزيمة المذلة أمام البايرن مشاكل عدة في الفريق الكاتالوني وأصبح التغيير السريع مطلباً ملحاً في برشلونة حتى يتفادى انهياراً كبيراً الموسم المقبل. ولم يكن من المعتاد أن تتفق الصحف في إقليم كاتالونيا معقل برشلونة وفي باقي أنحاء إسبانيا على عنوان واحد ولكن صحيفتي «سبورت» التي تصدر في برشلونة و«آس» المدريدية اتفقتا على عنوان واحد هو «عار تاريخي».
وتتطلع كرة القدم الإسبانية الآن إلى تضميد الجراح بعد أن خلا دوري الأبطال هذا الموسم من أي ممثل لها للمرة الأولى منذ 13 عاماً. وكان أتليتكو مدريد ودع البطولة الخميس بالهزيمة 1 - 2 أمام لايبزيج الألماني المتألق. ولكن معظم التركيز أصبح الآن منصباً على برشلونة الرمز للقوة والسيطرة وحالة الارتباك التي بات يعيشها.
وذكرت صحيفة «آس» أن بايرن «سحق» منافساً «مثيراً للشفقة» وأن برشلونة يعيش حالياً حالة من «السخرية المؤلمة». وذكرت صحيفة «سبورت» أن بايرن «سخر من برشلونة» في «أمسية كابوسية». وفي تقييم الصحيفة للاعبين، كان لويس سواريز وجوردي ألبا فقط هما من حصلا على درجات فيما حصل الباقون على «صفر».
وكان تعليق «سبورت» على أداء كيكي سيتين المدير الفني لبرشلونة هو «مقال» في توقع لما سيحدث بالنسبة للرجل الذي يبلغ 61 عاماً وحقق فشلاً ذريعاً منذ توليه المسؤولية خلفاً لفالفيردي.
وأشارت «سبورت»: «لا يمكن أن يستمر مع الفريق حتى لمدة يوم واحد آخر... المهمة كانت أكبر كثيراً منه. ليس لديه ما يقدمه». واكتفت صحيفة «ماركا» الرياضية بكلمة واحدة في الصفحة الأولى وهي «الخزي».
وأوضحت الصحيفة أنه أول موسم لبرشلونة دون أي ألقاب منذ آخر موسم بقيادة المدرب الهولندي فرانك ريكارد عام 2008. وذكرت: «نهاية حقبة».
وكتبت في عنوان تقريرها عن المباراة: «كارثة تاريخية». ولم يكن الحال أفضل من هذا في صحيفة «إل موندو ديبورتيفو» التي وصفت الهزيمة بـ«أم الكوارث»، وأشارت إلى أن الهدفين المتأخرين للبرازيلي فيليب كوتينيو المعار من برشلونة إلى بايرن ميونيخ ضاعفا من الشعور بالحرج وخيبة الأمل.
وأوضحت أن بايرن لم يقهر برشلونة فحسب، وإنما استعان في ذلك بأحد لاعبي برشلونة للتأكيد على سوء الإدارة في ترك كوتينيو. من جهته، قال فيكتور فونت المرشح المحتمل لرئاسة النادي: «مر النادي بسنوات عديدة من مرارة الحزن، لكن ما حدث أمام بايرن لا يمكن أن يوصف بأي شيء سوى الإذلال. دعونا لا نطيل المعاناة أو نفقد المزيد من الوقت الثمين. نحن بحاجة إلى استقالة بارتوميو وإجراء الانتخابات».
في المقابل، عزز الانتصار الكبير من حظوظ بايرن في تحقيق اللقب القاري والثلاثية التاريخية هذا الموسم. وكتبت مجلة كيكر الألمانية: «من الذي يستطيع أن يقف أمام البايرن الذي قهر برشلونة وميسي بثمانية أهداف، سيكون من الصعب على أي فريق الوقوف في وجه (الماكينة) بنصف نهائي دوري الأبطال».
بغض النظر عن هوية المنافس المقبل لبايرن في دور الأربعة، سيكون عليه أن يقدم أفضل ما لديه بجهود مضاعفة حتى لا ينتهي به الأمر مثل برشلونة.


مقالات ذات صلة

«الأجندة السياسية» تفرض حضورها في قرعة أوروبا المؤهلة للمونديال

رياضة عالمية من مراسم قرعة تصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم 2026 (رويترز)

«الأجندة السياسية» تفرض حضورها في قرعة أوروبا المؤهلة للمونديال

أسفرت قرعة تصفيات أوروبا المؤهلة لكأس العالم 2026، التي سحبت في زيورخ بسويسرا، الجمعة، عن مواجهة جديدة بين إنجلترا وصربيا.

«الشرق الأوسط» (زيورخ)
رياضة عالمية الجماهير الصربية تسببت في عقوبات من «يويفا» (رويترز)

«يويفا» يعاقب صربيا بسبب سوء سلوك مشجعيها

قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، الجمعة، معاقبة الاتحاد الصربي للعبة، بسبب تصرفات عنصرية من قبل المشجعين في مباراتين ببطولة دوري أمم أوروبا.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
رياضة عالمية فولر في حديث مع مدرب المنتخب الألماني ناغلسمان (الشرق الأوسط)

ألمانيا تستضيف إيطاليا في دورتموند بدوري الأمم

أعلن الاتحاد الألماني، في بيان، أن مدينة دورتموند سوف تستضيف مباراة منتخب ألمانيا ضد ضيفه الإيطالي، في إياب دور الثمانية لبطولة دوري أمم أوروبا.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
رياضة عالمية جمال موسيالا (أ.ف.ب)

موسيالا أفضل لاعب في المنتخب الألماني لهذا العام

اختير جمال موسيالا، لاعب وسط فريق بايرن ميونيخ الألماني لكرة القدم، اليوم الخميس، أفضلَ لاعب في منتخب ألمانيا للرجال لهذا العام.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (د.ب.أ)

«يويفا»: الأدوار النهائية ستقام في بلد الفائز بين ألمانيا وإيطاليا 

من المقرر أن تقام الأدوار النهائية لبطولة دوري أمم أوروبا لكرة القدم في ألمانيا أو إيطاليا، حسبما أفادت صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية، الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (برلين)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».