تجربة أميركية - إسرائيلية لاعتراض «الباليستي» الإيرانية

اختبار نظام الدفاع الصاروخي «حيتس 2» المتقدم ضد الهجمات الباليستية بعيدة المدى في قاعدة وسط إسرائيل (إ.ب.أ)
اختبار نظام الدفاع الصاروخي «حيتس 2» المتقدم ضد الهجمات الباليستية بعيدة المدى في قاعدة وسط إسرائيل (إ.ب.أ)
TT

تجربة أميركية - إسرائيلية لاعتراض «الباليستي» الإيرانية

اختبار نظام الدفاع الصاروخي «حيتس 2» المتقدم ضد الهجمات الباليستية بعيدة المدى في قاعدة وسط إسرائيل (إ.ب.أ)
اختبار نظام الدفاع الصاروخي «حيتس 2» المتقدم ضد الهجمات الباليستية بعيدة المدى في قاعدة وسط إسرائيل (إ.ب.أ)

أعلنت وزارة الأمن الإسرائيلية، أمس، عن «تجربة ناجحة» لإطلاق صاروخ من طراز «حيتس2» المتطور، حاكت اعتراض صاروخ من المنظومة الباليستية الإيرانية من طراز «شهاب3» البالغ مداه 2100 كيلومتر.
وقالت الوزارة إن التجربة أجريت عند منتصف ليل الأربعاء - الخميس، في قاعدة عسكرية بوسط إسرائيل، «وتمت بإطلاق صاروخ شبيه بالصاروخ الإيراني الباليستي أرض - أرض، على ارتفاع عال يخترق المجال الجوي، ومن ثم تفعيل الصاروخ الإسرائيلي - الأميركي (حيتس)، الذي لاحق الصاروخ الإيراني المتخيل ودمره في الفضاء».
وجاءت التجربة ضمن سلسلة تجارب على هذا الصاروخ مستمرة منذ 11 عاماً، حتى يصبح جزءاً من عائلة المضادات الصاروخية للجيشين الإسرائيلي والأميركي.
والمعروف أن «حيتس2» جزء من سلسلة صواريخ تحمل اسم «حيتس» (ويعني السهم)، بعضها أصبح جزءاً من المخزون الصاروخي في الجيشين الإسرائيلي والأميركي، وبعضها، مثل صاروخ «حيتس3»، لا يزال تحت التطوير، وهي منظومة تسلح تهدف إلى اعتراض الصواريخ الباليستية طويلة المدى، في ارتفاع أعلى بكثير من «حيتس2» (الموجود في الخدمة بالقوات الجوية الإسرائيلية)، ويجري تطويره في مصنع «ملام» التابع للصناعات الجوية الإسرائيلية، وهو مخترق للغلاف الجوي وهدفه تدمير الصواريخ الباليستية في الفضاء بعيداً عن أجواء الكرة الأرضية خوفاً من احتواء الصواريخ الإيرانية على رؤوس تحمل مواد كيماوية أو بيولوجية. و«حيتس» صاروخ من صنع «الصناعات الجوية الإسرائيلية»، بالاشتراك مع «شركة الصناعات الجوية الأميركية (بوينغ)»، وبتمويل سخي من الولايات المتحدة بلغ منذ بدء العمل عليه في سنة 2008 وحتى الآن نحو مليار دولار.
وخلال العام الماضي، جرت في ألاسكا بالولايات المتحدة تجربة على الصاروخ، كان هدفها اختبار قدرات المنظومة الذي لا يمكن تنفيذه في إسرائيل.
وأوضحت وزارة الأمن الإسرائيلية، أمس، أن المنظومة التي تعمل في الخدمات التشغيلية بسلاح الجو، تهدف إلى التعامل مع التهديدات الحالية والمستقبلية لدولة إسرائيل.
وقال وزير الأمن، بيني غانتس، إن «إسرائيل تواجه تحديات بعيدة وأيضاً قريبة، وهذه المنظومة تسعى لأن نكون دائماً متقدمين بخطوة على أعدائنا ونوجد في سماء دولة إسرائيل ضد أي تهديد».
وأشاد غانتس بالتجربة المشتركة مع الولايات المتحدة، فقال إنها «تعبر عن الصداقة والشراكة بين الدول، والتزام الولايات المتحدة العميق بأمن المواطنين الإسرائيليين. وسنواصل العمل معاً لتعزيز قدرات نظام الدفاع في الجو والبحر والأرض والفضاء الإلكتروني».
وقالت «وكالة الدفاع الصاروخي» الأميركية إن إسرائيل اختبرت بنجاح منظومة الصاروخ الباليستي الاعتراضية. وقال مدير الوكالة، الأميرال جون هيل: «نحن ملتزمون بمساعدة حكومة إسرائيل في تطوير قدرتها الدفاعية الصاروخية لمواجهة التهديدات الحالية والمستقبلية».
من جهة ثانية، أعلنت وزارة الأمن الإسرائيلية، أول من أمس، أن المسؤول عن الأمن في الوزارة وهيئات أمنية أخرى، أحبطوا هجوماً سيبرانياً ضد «صناعات أمنية ريادية في إسرائيل».
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن إسرائيل تشتبه بأن كوريا الشمالية تقف وراء «الهجوم». وحسب ادعاء الوزارة، فإن «المهاجمين توجهوا إلى عاملي هذه الصناعات بمقترحات عمل مغرية بواسطة شبكة التواصل الاجتماعي (لينكد إن)، بهدف التوغل إلى شبكات كومبيوتراتهم». وأفادت بأن التحقيق في القضية أظهر أن محاولات الهجوم نفذتها، حسب الشبهات، منظومة سايبر دولية يطلق عليها اسم «لزروس»، وتقف خلفها دولة أجنبية. واستخدم أفراد هذه المنظومة تقنيات مختلفة لـ«هندسة اجتماعية» وانتحال شخصيات.
وتابعت الوزارة أن المهاجمين انتحلوا شخصيات مديرين ومسؤولين كبار في أقسام موارد بشرية ومندوبي شركات دولية، «وتوجهوا إلى عاملي الصناعات الريادية في إسرائيل في محاولة لإجراء حوار معهم وإغرائهم. وخلال تحويل عروض العمل، حاول المهاجمون زرع فيروسات في كومبيوترات العاملين والتوغل إلى شبكات الشركات بهدف جمع معلومات أمنية حساسة. واستخدم المهاجمون مواقع شركات وصناعات أخرى. وقد جرى رصد هذه المحاولات من جانب الوحدة التكنولوجية في دائرة المسؤول عن الأمن بوزارة الأمن ومن جانب منظومات دفاع سيبرانية للصناعات الأمنية، من دون أن تحدث ضرراً».



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».