«النفط الليبية»: إغلاق الموانئ جريمة تنفذ لصالح أجندات خارجية

حذرت من «كارثة بيئية خطيرة»

شركة البريقة تبيع الديزل للمواطنين في أحد شوارع طرابلس (مؤسسة النفط)
شركة البريقة تبيع الديزل للمواطنين في أحد شوارع طرابلس (مؤسسة النفط)
TT

«النفط الليبية»: إغلاق الموانئ جريمة تنفذ لصالح أجندات خارجية

شركة البريقة تبيع الديزل للمواطنين في أحد شوارع طرابلس (مؤسسة النفط)
شركة البريقة تبيع الديزل للمواطنين في أحد شوارع طرابلس (مؤسسة النفط)

حذرت المؤسسة الوطنية للنفط في العاصمة الليبية طرابلس من «كارثة بيئية خطيرة»، معتبرة أن إغلاق الحقول والموانئ النفطية «جريمة» يتم تنفيذها لصالح «أجندت خارجية».
وقالت المؤسسة في بيان لها مساء أول من أمس إن استمرار إغلاق الموانئ والمنشآت النفطية «هو السبب في انقطاع الكهرباء، وزيادة طرح الأحمال بالمنطقة الشرقية»، منوهة إلى قرب توقف إمدادات الغاز الطبيعي، الذي يغذي محطات كهرباء الزويتينة وشمال بنغازي.
ويتكرر انقطاع الكهرباء في غرب ليبيا منذ أعوام عدة، لكن دخلت مناطق شرق ليبيا في دائرة الخطر منذ قرابة أسبوعين، بعد انقطاع التيار الكهربائي هناك لمدد طويلة، وصلت إلى 13 ساعة أحياناً.
ورأت المؤسسة أنه بسبب إغلاق الموانئ النفطية في خليج سرت بشكل غير قانوني فإن الخزانات المخصصة للمكثفات المنتجة ستمتلئ مع الغاز الطبيعي المصاحب، وهذا من شأنه أن يحدث مشكلة، كما تحدثت عن المطالبات بتوفير الوقود السائل (الديزل) كبديل لتشغيل محطات الكهرباء، وقالت إنها تعاني من صعوبات مالية شديدة بسبب استنزاف الميزانية المخصصة لاستيراد المحروقات خلال الأشهر الماضية لسد العجز الناتج عن توقف إنتاج الغاز والمصافي المحلية، بسبب الإقفال القسري، مؤكدة أنها تبذل جهوداً حثيثة لتأمين المحروقات على المستوى الوطني، وفق الإمكانيات المتاحة لها.
وحول أسباب توقف إنتاج المصافي المحلية، قالت المؤسسة إن خزانات بعض منتجات تلك المصافي ممتلئة بسبب القفل القسري للموانئ، وبالتالي لا يمكن إنتاج الديزل منفرداً دون القدرة على تصريف بقية المنتجات من خلال تصديرها، كما هو حاصل في مصافي الحريقة والبريقة.
وحذرت المؤسسة من أن اللجوء إلى خيار حرق المكثفات المصاحبة من أجل توفير سعات تخزينية «سيكون جريمة بيئية خطيرة على صحة وسلامة العاملين والسكان المحليين، وكذلك على المعدات السطحية، كما أن قرار حرق المكثفات سيعتبر جريمة تبديد لأموال الدولة الليبية، وسيحاسب القانون متخذي هذا القرار عليه».
وكررت المؤسسة الوطنية للنفط تأكيدها على أن المتسببين في إغلاق الموانئ النفطية «هم المسؤولون حصرياً عن انقطاع الكهرباء، وزيادة طرح الأحمال في المنطقة الشرقية خلال الأيام المقبلة»، ورأت أن ما سمته «حملات التضليل الإعلامي لإلقاء اللوم على أي جهات أخرى، أو اختلاق الأعذار والأكاذيب لإخفاء هذه الحقيقة، لن تجدي نفعاً».
وانتهت إلى أن ما سمته «جريمة» إغلاق الموانئ النفطية «جاء لتنفيذ أجندات خارجية، ما تسبب في زيادة معاناة المواطنين من خلال زيادة انقطاع الكهرباء، والخسائر المالية للدولة والآثار الاقتصادية على الوطن».
في شأن آخر، أحال خالد شكشك، رئيس ديوان المحاسبة الليبي، قضية تربح اُتهم فيها سبعة مسؤولين بجهاز «الطب العسكري»، وخمس شركات، إلى المدعي العسكري العام، والنائب العام، بعد تقييم ومراجعة إجراءات الجهات المكلفة مجابهة انتشار فيروس «كورونا».
وقال شكشك إنه أمر بتوقيف سبعة عناصر من مسؤولي جهاز «الطب العسكري» في طرابلس، والتحفظ على مبالغ مصروفة بالزيادة بحسابات 5 شركات، إلى حين الإيفاء بالتزاماتها القانونية، واسترجاع المبالغ التي تحصلوا عليها «دون وجه حق».
وجاء في قرار شكشك أن الموقوفين «تواطؤا فيما بينهم مستغلين مواقعهم الوظيفية لغرض تحقيق منافع للغير دون وجه حق، حيث مرروا معاملات مالية أعدت بالمخالفة للقوانين واللوائح المعمول بها، واعتماد وصرف أموال دون وجود ما يقابلها من أعمال على أرض الواقع، بمشروعات مراكز العزل الصحي داخل بلديات (نالوت، الزنتان، زوارة».



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.